في غضون أسابيع قليلة فقط، استطاع الإرهاب أن ينال من أمن الدول بشكل فاعل مما شكل حالة من الذعر والهلع في أوساط المجتمع الدولي وبين الناس قاطبة، فلم تعد هناك دولة آمنة بنسبة 1% بسبب تمدد الإرهاب لكل دول العالم دون استثناء، بداية من تفجيرات مانشستر ولندن وتفجيرات الكرادة بالعراق ومروراً بأفغانستان وغيرها من العمليات الإرهابية التي طالت دولاً عديدة، ومازال خطر هذه الجماعات قائماً حتى إشعار آخر.

يبدو أن الجماعات الإرهابية بدأت تأخذ منحنى خطيراً للغاية فيما يتعلق باستراتيجياتها العسكرية ونقل معركتها نحو الغرب ونحو الكثير من الدول الآمنة لتشتيت أنظار المجتمع الدولي عنها ولتخفيف الضغط عليها بشكل مريح في مناطق الصراع خصوصاً في الشرق الأوسط، فالضربات القاصمة التي تلقتها المجاميع الإرهابية في المنطقة وتقلّص حظوظها في البقاء جعلها تتجه صوب الغرب لمعرفتها تأثير تلكم العمليات الإرهابية على الدول الغربية لإضعافها وإرباكها وإشراكها في عمليات أمنية وسياسية وعسكرية معقدة. يجب على دول العالم اليوم أن تتحد ضد الإرهاب أكثر من أي وقت مضى وأن تعلم جيداً ألا جهة مستثناة من العمليات الإرهابية في وقتنا الراهن، وهذا يعتبر تحدياً صارخاً للعالم، وعليه يجب إظهار إمكانية محاربة الإرهاب بكل صوره وإمكانياته الحاضرة وأن يتوجه الجميع للوقوف صفاً واحداً ضد هذا الوباء الفتاك الذي بدأ يتمدد بشكل مخيف ليضرب أوروبا ومن قبلها دول الشرق الأوسط.

الأهم من كل ذلك هو عدم إعطاء الفرصة للإرهاب أن يظهر للعالم بأنه يمثل الإسلام وذلك في محاولة بائسة ويائسة منه لإظهار ديننا وكأنه مصدر الإرهاب والشرور، بل يجب قطع الطريق على كل المجاميع الإرهابية من خلال تبرئة الدين الإسلامي الحنيف من شرور أعمالهم الدنيئة وأن هذه الزمر الفاسدة لا تمثل ديننا بأي شكل من الأشكال، وألا ننجر للدفاع عن بعض العمليات الإرهابية بحجة أنها عمليات ضد الغرب الكافر كما يحلو للبعض أن يصور هذه المعركة، بل يجب ألا نسقط خلف هذه الأقنعة التي تبرر قتل الأبرياء تحت أية ذريعة كانت، فالدم حرام في كل مكان وفي كل زمان، وأن ديننا الحنيف أسمى وأجل من أن يدعو إلى القتل وسفك الدم والاعتداء على الآخرين، بل على العكس من ذلك، فالإسلام حرم وبشكل قاطع كافة أنواع الاعتداءات -صغيرها وكبيرها- خصوصاً في شهر رمضان الفضيل. على العالم أن يتوحد ضد الإرهاب الذي -مع الأسف الشديد- لم يختر من الأديان سوى الدين الإسلامي ليلبس ثوبه ويشوه صورته في نفوس وعقول البشر، ولهذا يجب أن نكون كمسلمين أول من يستنكر ويرفض هذه الاعتداءات الآثمة، ليس من باب المجاملة السياسية بل من واجب المسؤولية الدينية والإنسانية وحفظ حقوق دم الإنسان في كل أرجاء الكون.