قالت صحف سعودية إن الامل ما زال يحدوها بأن "تعود قطر إلى رشدها ويتخلى أميرها الشاب عما أسمته مراكز القوى غير الوطنية التي أمسكت بناصية القرار القطري، وحادت به عن جادة الصواب خدمة لمصالحها الهامشية الضيقة التي لا تضع الشعوب في اعتبارها ولا سيادات الدول وحدود كياناتها في حسبانها"، في إشارة إلى جماعات وتنظيمات وأحزاب وأفكار أيدولوجية تحكم السياسة الخارجية القطرية.

وواصلت افتتاحيات الصحف السعودية وكتاب الرأي فيها، الحديث عن الأسباب والمبررات التي دفعت دولا خليجية وعربية إلى تبني قرار جريء بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، مؤكدة أن "الأمن القومي لدول التعاون، فرادى ومجتمعات، يحتل أولوية قصوى على ما عداه، وأنه لا يمكن السكوت أكثر من ذلك على ممارسات ضربت بعرض الحائط وشائج الأخوة والتاريخ التي تجمع شعوب دول الخليج ببعضها".

صحيفة اليوم تساءلت في كلمتها "هل تعود قطر إلى رشدها؟"، مشيرة إلى أن "الممارسات القطرية الموغلة في الخطأ والمؤدية إلى خدش استقرار دول المنطقة بتأييدها إرهاب الدولة المتمثل في النظام الإيراني والتنظيمات الإرهابية الأخرى أثارت موجة من الاستنكار الخليجي والعربي والإسلامي والدولي، وكان لا بد من وقفة حازمة وصارمة في وجه تلك الممارسات الطائشة التي من شأنها الإضرار بمصالح الأمتين العربية والإسلامية ومصالح دول الخليج العربي العليا".



وكتبت صحيفة الرياض أن "السياسة القطرية لم تدرك عواقب ما تمارسه من عبث في المنطقة ولم تع خطورة المرحلة التي تعيشها المنطقة وحجم التحديات والمخاطر التي تحيط بها من كل صوب ولم تفق بعد من غفلتها لتدرك خطورة الأطماع الإيرانية التي تتربص بالمنطقة ككل".

مواقف قطر من البحرين

ورأى محمد أبا الخيل في صحيفة الجزيرة أن "الوضع الذي بات يطبق على دور أمير قطر يحتم عليه أن ينتفض ويقضي على تأثير مراكز القوى ببلاده، أو أن يستنصر بالجيران لتحقيق ذلك، أو أن ينقاد لتلك القوى ويستسلم لها والتي ستقود قطر لحال لا تسر القطريين ولا أشقاءهم".

فيما تساءل هاني الظاهري بصحيفة عكاظ "كيف قبل المواطن القطري أن تتحول بلاده من دولة خليجية يفخر بها أشقاؤها إلى قاتل مأجور ملطخ اليدين بدماء الأبرياء (..) إن الوقت قد حان ليقول كلمته ويستعيد قراره".

ورأى عبدالرحمن باوزير بصحيفة عكاظ أن "مواقف قطر من البحرين سيئة جدة وأضرت بها، وأن الدور القطري الخفي لم يقتصر على دعم المجاميع المناهضة لاستقرارها، بل تطور لدعم الجماعات الإرهابية المرتبطة بإيران والعمل على محاولة إسقاط النظام السياسي".

رمضان العنزي بصحيفة الجزيرة لفت إلى أن قناة الجزيرة" انكشف ستارها، وستار من يديرها، وبانت خفاياها وعيوبها ورداءة توجهها"، وتساءل "هل ستخبرنا بأنها كانت جزءًا من عبثيين تصدروا المشهد العبثي وحاولوا أن يخطفوا منا حلمنا وطموحنا ومستقبلنا؟".

أول الإجراءات

وذكر سعد الحميدين بصحيفة الرياض أن قطع العلاقات مع قطر "أول الإجراءات الحازمة أمام المواقف المتدثرة بالخداع وأنه سيكون القادم أشد إذا لم تعمل حكومة الدوحة على العودة للحق والإجماع مع الأشقاء".

كما رأت سمر المقرن بصحيفة الجزيرة أن "مقاطعة قطر سوف تليها تبعات لن تتحملها الدوحة حكومة وشعباً".

أما هادي اليامي بصحيفة الوطن فرأى أن المطلوب من قطر "مراجعة سياساتها، وأن تسعى لضبط الخطاب التصعيدي لأدواتها الإعلامية وفي مقدمتها الجزيرة وغيرها من الفضائيات والصحف ومواقع الإنترنت، حتى تعود بلاد آل ثاني كما كانت سابقا، دوحة للعرب، تجمع ولا تفرق".

وتساءل جاسر عبدالعزيز الجاسر بصحيفة الجزيرة "ما الذي يجعل قناة الجزيرة تروّج لأقوال عناصر من الحشد الشعبي تهدد المملكة السعودية"، مؤكدا أن "أرض السعودية المقدسة قادرة على أن تلفظ وتحرق بنيران وطنية أبنائها ورجالها كلَّ من تسول له العبث بأمنها".

ورأى محمد الوعيل بصحيفة الرياض أن صانع القرار القطري "لم يعمل أي حساب لما قد يرتدّ إليه من تداعيات جرّاء تهوره، وأن الآمال تكمن في إمكانية مراجعة شاملة لمجمل السياسة القطرية، وأدائها ونافذيها ولاعبيها الممولين، لتعود قطر شعباً إلى حضن أشقائها وأهلها".

د.عبدالعزيز الجار الله في صحيفة الجزيرة قال إن خطوة السعودية في قطع العلاقات مع قطر "انتظرناها في كل أزمة تمر وتنتهي بمصالحة، وإن سياسة الحزم ستجد امتدادها في قطر بإجراءات اقتصادية وإغلاق الحدود لحماية بلادنا من دولة قبلت أن تلعب دور الجسر واللاعب الرخيص وسط صراع قوى بين العرب وإيران التي تصر على تصدير ثورتها".

المواطن القطري

وتساءل طارق الزرعوني بصحيفة عكاظ "من المسؤول في قطر؟ وهل ينتظر شعب قطر أن تُحول أرضه إلى معسكر إيراني لتدريب ميليشيات حزب الله الخليج والحشد الإرهابي؟ لتنطلق كخلايا سرطانية في الجسد الخليجي بأمر ملالي قم وطهران وخادمهم المجرم قاسم سليماني؟!".

وقال فهد بن جليد بصحيفة الجزيرة السعودية إن "المواطن القطري أذكى في اكتشاف الحقيقة، بات واضحاً أن الدوحة هي المسؤولة عن كل ما يحدث وسيحدث له من أضرار، لأن قرارها لم يعد حراً ومُستقلاً، بل هو محكوم بتوجهات وأفكار مندسين وظلاميين لا يريدون لشعب قطر الأمن".

ورد علي سعد الموسى بصحيفة الوطن موجها حديثه للكاتب القطري عبدالله العذبة، رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية، بأن "الحياد الذي تحدث عنه وعن رزانة وثقل الإعلام القطري والتزامه الصمت غير جدير بالتصديق".

وكتب محمد سليمان العنقري بصحيفة الجزيرة أن "الآثار الناتجة عن قرار قطع العلاقات تشمل ارتفاعا في تكلفة السلع الغذائية وبعض مواد البناء، فقطر تستورد 90 % من احتياجاتها الغذائية من أو عبر دول الخليج، وبذلك سيكون هناك ضغط على عجز الموازنات القطرية. وفي عام 2016 حققت قطر عجزاً لأول مرة منذ 15 عاماً بنحو 45 مليار ريال قطري، ويتوقع أن يستمر لهذا العام لنحو 30 مليار رغم تقليص النفقات"، مشيرا إلى ارتفاع تكلفة التأمين على الديون السيادية القطرية وتقلص عدد رحلات الخطوط القطرية وفقدان ركاب السوق السعودي وتغيير مسار الرحلات مما سيرفع التكلفة ويؤثر على حجم التشغيل، فضلا عن تأثر حركة السفن والبواخر القطرية.