منحت لجنة جائزة عيسى لخدمة الإنسانية الجائزة في دورتها الثالثة لمؤسسة مستشفى سرطان الأطفال بجمهورية مصر العربية وكانت الدورة الأولى منحت الجائزة لمؤسسة ماليزية، والدورة الثانية منحت الجائزة لشخصية هندية. هذه الجائزة سميت تخليداً لاسم المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه، ووفاء له لأعماله الإنسانية حباً لشعبه وعروبته. والشيخ عيسى بن سلمان أمير البحرين الراحل رحمه الله، هو باني نهضتها مع أخيه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر. والجائزة منحت تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وحضرها الوزراء ورؤساء مجلسي النواب والشورى، وبعض اعضاء المجلسين، ورؤساء الجامعات وأعضاء لجنة الجائزة ومجلس أمناء مركز عيسى الثقافي والسفراء المعتمدون لدى مملكة البحرين، وعدد غفير من الشخصيات العامة والمقيمين بمملكة البحرين. كان الحفل مبهراً لثلاثة اعتبارات، أولها، أنه تحت رعاية جلالة الملك وقد قدم جلالته الجائزة للدكتور عمرو عزت سلامة رئيس مجلس أمناء المستشفى، وثانيها، الحضور المتنوع والرفيع المستوى، وثالثها، التغطية الإعلامية الممتازة من الصحف والإذاعة والتلفزيون، ومشاركة رئيس مجلس أمناء مستشفى سرطان الأطفال ومديرها التنفيذي وعدد من أعضاء مجلس الأمناء للمستشفى من جمهورية مصر العربية. ويمكننا القول إن دلالة الحدث تتمثل في الآتي: الأول، تكريس الجائزة لاسم رائد العمل الإنساني المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه والذي ظل طوال حياته يولي الجوانب الإنسانية جل اهتماماته، فاستحق بلا منافس، لقب أمير الإنسانية، فهو لم يتردد للحظة واحدة في فعل الخير، إذا لاذ به إنسان يطلب خدمة ما بعيداً عن الروتين الرسمي. الثاني، إن الحفل تحت رعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والذي يسير على خطى والده الكريم من حيث الإنجاز والنوازع الإنسانية الكبيرة. ولهذا لا عجب أن تتبوأ البحرين مكان الصدارة في تقارير الأمم المتحدة للتنمية البشرية. الثالث، منح الجائزة لمؤسسة مصرية تعمل لخدمة الإنسانية بلا تمييز ولا تفرقة وهي مؤسسة قامت بمبادرة وبجهود خيرية من شخصيات مصرية ودعمتها شخصيات عدة من الدول العربية وهي أثبتت نجاحاً في الإنجاز. إن هذه المؤسسة الطبية بلغت الآن العام العاشر منذ إنشائها عام 2007 واستطاعت تحقيق إنجازات باهرة بعلاج أكثر من 170 ألف طفل من المرضى بنسبة نجاح 75% وتطمح لرفعها إلى 80% والتوسع في التعامل مع المرضى بإيجاد مراكز تابعة لها في أكثر من محافظة بمصر. وسوف تستخدم الجائزة في إنشاء مجمع بحثي باسم عيسى بن سلمان. وتعالج المستشفى الأطفال من كافة الدول العربية والأفريقية ومن دول أخرى في العالم وبالطبع من مصر التي تبلغ نسبة المرضى نحو 42% من الأطفال المصريين وهي نسبة عالية وخطيرة. وقد بدأ طرح الفكرة والإعداد لإنشاء المستشفى عام 1998 وبدأت العمل الفعلي عام 2007. الرابع، إن هذا الإنجاز الطبي والمكانة التي حصلت عليها على المستوى العربي والدولي يمثل دافعاً لها لمزيد من الإنجاز والاهتمام بالبحث العلمي في مجال السرطان وخاصة سرطان الأطفال. وإنني إذ أهنئ البحرين بجائزة عيسى بن سلمان فإنني أعبر عن التهنئة للقيادة الرشيدة ممثلة في جلالة الملك المفدى وصاحب السمو رئيس الوزراء الموقر وسمو الشيخ محمد بن مبارك نائب رئيس الوزراء ورئيس مجلس أمناء الجائزة. الخامس، إن هذا الحدث والاهتمام به يعكس اهتماماً بحرينياً بمصر وشعبها وتطورها العلمي كما يعكس حب المصريين للبحرين مليكاً وحكومة وشعباً. فالعلاقات المصرية البحرينية وثيقة وتتسم بالحرارة والمودة والتفاهم المشترك بين قادة البلدين وبين الشعبين وكثيراً ما وقفت البحرين مع مصر مساندة لها على تخطي الصعاب واجتياز العقبات التي واجهتها في السنوات الماضية كما وقفت مصر مع البحرين في شتي المواقف الصعبة التي تعرضت لها عبر السنين. السادس، إنه لا يفوتني أن أعبر عن التقدير لأعضاء الصحافة والإعلام وللجمعيات الخيرية التي شاركت في الاحتفال وجعلته مناسبة بالغة الأهمية للطابع الإنساني فيه، من البحرين ومصر على حد سواء.