تمثل السياحة في الإمارات صناعة تدر 80 مليار درهم خلال 2017 ، ويعتبر الاستقرار السياسي والابتكار كلمتا السر، إذ تنظر الدولة إلى السياحة باعتبارها أبرز القطاعات الداعمة لتنويع منظومة التنوع الاقتصادي التي تنتهجها، الأمر الذي يفسر النمو الكبير الذي يشهده القطاع مدعوماً بالمزيد من الاستثمارات لاسيما المنتجعات الترفيهية والمنتزهات فضلاً عن الفنادق.

وتوقعت تقارير متخصصة صدرت مؤخراً ارتفاع عائدات القطاع السياحي في الإمارات خلال 2017 لتصل إلى 80.3 مليار درهم بنمو قدره 14 % .. ومواصلة النمو في 2018 لتصل إلى نحو 91 مليار درهم بنمو 13.5 %.

ثم تزيد نسبة 12.7 % خلال 2019 لتصل 102.7 مليار درهم ومن ثم تصل 113.9 مليار درهم وفق توقعات 2020 .


وعزت هذه التقارير توقعاتها الإيجابية للقطاع إلى ما تتمتع به دولة الإمارات من استقرار سياسي واقتصادي جعلها وجهة رئيسية للسياح والمستثمرين.. إضافة إلى ما تمتلكه من بنية تحتية وخيارات متنوعة في صناعة السياحة.

ويرى مراقبون للشأن الاقتصادي في الدولة أن القطاع سيشهد طفرة قياسية خلال عام 2020 الذي يتوقع أن يصل عدد الزوار خلاله إلى أكثر من 21.8 مليون سائح، إضافة إلى زوار معرض أكسبو الذي يمتد من شهر أكتوبر عام 2020 وحتى أبريل من عام 2021 .. إذ يصل عددهم نحو 25 مليون سائح وفقا لتوقعات إكسبو 2020.

وتأتي استضافة دبي لمعرض اكسبو العالمي 2020 لتشكل انطلاقة جديدة للسياحة في الإمارات ودفعة استثنائية لتطلعاتها لحجم وشكل قطاعها السياحي، وإضافة مهمة لتعزيز جهودها في الارتقاء بالمكانة العالمية التي تحظى بها وتأكيد قدرتها على تحقيق رؤيتها أن تكون واحدة من أفضل دول العالم بحلول عام 2021.

في السياق نفسه، أعدت وزارة الاقتصاد أجندة واضحة تركز على كيفية الاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا في دعم هذا القطاع الحيوي وفق توجيهات القيادة الرشيدة ومحددات " رؤية الإمارات 2021 " التي تؤكد أن الابتكار والإبداع هما أسلوبا حياة لا غنى عنه لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

وفي هذا السياق، يبدو للمتابع أن القطاع يشهد ازدهاراً لا مثيل له معززاً بشكل رئيس بالبيئة الداعمة التي وفرتها الحكومة لكل ما هو مبتكر ومتميز.

ويلمس الزائر لدولة الإمارات ذلك جلياً منذ وصوله بوابات الدخول الإلكترونية في مطارات الدولة ومعايشته وسائل الراحة والرفاهية وتوفير الجهد والوقت التي يتم توفيرها له في كل خطوة من خطوات تجربته السياحية ما يجعل منها تجربة فريدة ليس من السهل أن تنسى الأمر الذي انعكس على المراتب المتقدمة التي حققتها الدولة في التنافسية السياحية وفي أولويات الحكومة لخدمة هذا القطاع الحيوي.

وفي ظل ذلك كله فإن القطاع مرشح بقوة لأن يشهد نقلات نوعية .. فيما يتوقع ازدياد أعداد السياح انسجاما مع توسع الطاقة الاستيعابية لقطاعي الطيران والفنادق.

وترى الإمارات أن السياحة اليوم أداة لتحقيق التفاهم المتبادل والتقارب الفكري بين الأمم والشعوب وهي تقوم على حب الاستكشاف والرغبة في معرفة حضارة وثقافة الشعوب الأخرى.

كما ترى أن السياحة اليوم رسالة سلام ومحبة ووئام وصداقة بين شعوب العالم وجسر للتواصل بين الحضارات المختلفة.

وتمتلك الإمارات عدداً من المعالم التي تمثل أيقونات سياحية ساحرة باتت أحد أهم دعائم القطاع التي لا يمكن إيقاف الشغف العالمي المرتبط بزيارتها.. حيث الإبهار والتفرد في طبيعة الخدمات إضافة إلى التنوع الكبير للفنادق الذي يجعلها تناسب كافة المستويات والأذواق.

وفي هذا السياق باتت أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة ضمن أكبر المناطق السياحية إقبالاً في المنطقة ونمت هذه الوجهات بسرعة لافتة لتتحول خلال سنوات قليلة إلى محطات ثابتة في خريطة العالم السياحية، مسجلة واحدة من أعلى معدلات الإشغال الفندقي على مستوى العالم.

وحافظت أبوظبي على مكانتها الرائدة بين الوجهات السياحية في الشرق الأوسط، حيث سجلت 82.8 نقطة على مؤشر التجربة العامة للنزلاء ورفعت جودة الخدمات ومستوى النظافة تقييم خدمات فنادق العاصمة.

واستقبلت أبوظبي عبر الفنادق والمنتجعات والشقق الفندقية المنتشرة فيهاما يقارب 4.4 مليون نزيل خلال عام 2016 بنسبة نمو ثمانية في المائة مقارنة بعام 2015 وتتجه الأعداد نحو 10 ملايين سائح خلال سنوات قليلة بحسب هيئة أبوظبي للسياحة.

كما حافظت دبي على مركزها المتقدم كوجهة استثمارية وسياحية وحلّت في المرتبة الرابعة على مستوى العالم من ناحية أعداد الزوار لليلة واحدة من مختلف أنحاء العالم خلال العام 2016 بعد بانكوك ولندن وباريس وقبل نيويورك، وفقاً لبيانات " ماستر كارد ".

ويدرك المتابعون أن الإمارات تجاوزت التحديات التقليدية التي تصطدم بها الدول الراغبة في تطوير صناعة السياحة، فيما كفلت التنمية الشاملة التي شهدتها فتح أبواب البيئة السياحية المناسبة وشجعت رؤوس الأموال والمستثمرين على تطوير استثماراتهم.

وتحظى دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم بالنصيب الأوفر من أعداد الزوار الدوليين للمنطقة مستحوذة على 25 في المائة منهم ما يعني تزايد جاذبيتها.

وتعمل شركات الطيران المحلية التي صنف اثنين منها ضمن أفضل شركات الطيران في العالم على تأمين شبكة رحلات شديدة الكثافة ما ينعكس بشكل ملحوظ على النتائج السياحية.

واحتفظ مطار دبي الدولي بلقبه أضخم مطارات العالم بأعداد المسافرين الدوليين للعام الثالث على التوالي بعد ارتفاع إجمالي أعداد مستخدميه إلى 83.6 مليون مسافر خلال عام 2016 بنمو 7.2 في المائة مقارنة مع 78 مليون مسافر خلال عام 2015.

ورجح تقرير المجلس الدولي للسياحة مؤخراً، يتناول أداء قطاع السياحة العالمي، أن تستقبل منطقة الشرق الأوسط ما يناهز 60 مليون سائح تستقطب السوق الإماراتية منهم أكثر من 15 مليون سائح.