قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، إن "مصر ستظل كما هي دوماً ركيزة الأمن القومي العربي والمنطقة بأسرها، وحصناً صلباً في الدفاع عن الأمة العربية وقضاياها، وستبقى قوتها قوة لنا، وما الموقف الجماعي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، نظراً لتمسكها باتخاذ مسلك مناوئ لكل من مصر والبحرين وعدد من الدول العربية، وبعد أن فشلت محاولات إقصائها عن دعم التنظيمات الإرهابية، فضلاً عن إصرارها على التدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين والدول العربية بصورة تهدد أمنها واستقرارها، وتضر بالأمن القومي العربي ووحدة الدول العربية، وإن موقف جمهورية مصر العربية الشقيقة في هذا الشأن يعكس حرصها على التضامن العربي، وإيمانها بأن الأمن القومي العربي لا يتجزأ وأنها تقف دائماً مع أشقائها في السراء والضراء وضد كل من يهدد أمنها أو يسعى للنيل من استقرارها وسلامتها".

وعقد جلالته، الخميس اجتماعاً ثنائياً في قصر الاتحادية مع أخيه رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي بمناسبة الزيارة التي يقوم بها جلالته لمصر، حيث تم استعرض العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين وسبل تنميتها في المجالات كافة بما يلبي تطلعات شعبيهما، إضافة إلى بحث الأوضاع المستجدة في المنطقة، وتنسيق المواقف بشأنها.

بعد ذلك عقدت جلسة المباحثات الموسعة بحضور وفدي البلدين.


وفي بداية اللقاء، أعرب جلالته عن عميق شكره وتقديره لأخيه الرئيس المصري على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً جلالته اعتزازه بمتانة ورسوخ العلاقات الأخوية التاريخية بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية في شتى المجالات، والحرص المشترك على دفع آفاق التعاون واستمرار التواصل والتنسيق بشأن التعامل مع كافة القضايا، وحماية الأمن القومي العربي من أي تهديدات إقليمية أو دولية.

وعبر جلالته عن تقديره لمواقف مصر الشقيقة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والداعمة على الدوام لمملكة البحرين التي تقف إلى جانب مصر وشعبها في جهودهما لمكافحة الإرهاب، مشيداً بالمكانة الرفيعة والدور الاستراتيجي لمصر في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، والتوصل لتسويات سياسية للأزمات التي تشهدها.

وأكد جلالته على أن بقاء دولنا العربية قوية ومتماسكة مرهون بتضامنها وتكاتفها وتآزرها في مواجهة كافة التحديات، فالعمل العربي المشترك هو القاعدة التي نستند عليها، والخيار الحتمي في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها، ما يلزم معها ومن أجل التغلب عليها وتجاوزها تفعيل التعاون فيما بيننا وتوحيد ورص صفوفنا لصون مصالحنا العليا ودرء كافة مخططات تفريق وحدتنا وتشتيت شملنا وتقويض أمننا القومي.

من جانبه، رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بجلالته وبزيارته لبلده الثاني مصر، مؤكداً أن اللقاء الأخوي المشترك يأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين حول مختلف القضايا، معرباً عن اعتزاز مصر وشعبها بروابط الأخوة وعلاقات التعاون المتميزة التي تربطها بمملكة البحرين بقيادة جلالته.

وأثنى الرئيس المصري على دور مملكة البحرين وجهودها في تعزيز العمل العربي المشترك، مجدداً التأكيد على أن أمن مملكة البحرين والخليج العربي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

وتكريماً لجلالته، أقام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مأدبة إفطار بهذه المناسبة.