(1) أسرة قرآنية متميزة، قائدها الأستاذ خليفة حمدان مدير مدرسة ومربٍّ فاضل تخرج على يده الأجيال، وأبطالها ثلاثة شبان حفظة لكتاب الله كاملاً، اعتادوا أن يشاركوا دائماً في مختلف المسابقات القرآنية الداخلية منها والخارجية.. فقلوبهم متعلقة بكتاب الله الكريم.. إبراهيم وجاسم وعبدالله.. اعتدنا أن نراهم في طليعة الركب القرآني، من أجل أن يحافظوا على إتقان حفظهم لكتاب الله الكريم، وهم اليوم قد وصلوا مراحل التميز الدنيوي والأخروي، بفضل الله تعالى أولاً ثم بفضل جهود مربيهم الأستاذ خليفة، وجهود من علموهم كتاب الله الكريم.. أذكر وهم في سنواتهم الأولى في مركز تحفيظ القرآن الكريم، كان أحدهم يتغيب كثيراً عن الحضور للمركز ومواصلة الحفظ.. وعندما تم الاتصال بالأستاذ خليفة أجاب قائلاً: لا أريد أن أضغط عليه في الحضور والحفظ.. فمثل هذه الأمور لا تأتي بالإجبار.. ندعه ليحبها حتى يواظب عليها.. واليوم بفضل الله.. هو متقن في حفظ وتلاوة كتاب الله الكريم.. بارك الله في هذه الأسرة الفاضلة وحفظها من كل شر وسوء وألبسهم تاج الوقار وجعلهم ممن يقال لهم في الجنة: اقرأ وارتقِ ورتل فإن منزلتك عندك آخر آية تقرؤها.

(2) قال تعالى: «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة». وقال صلى الله عليه وسلم: «أنا على حوضي أنتظر من يرد علي، فيؤخذ بناس من دوني، فأقول: أمتي. فيقول: لا تدري، مشوا على القهقري». قال ابن أبي مليكة: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن. (رواه البخاري). وقال صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة على قصعتها. قال: قلنا يا رسول الله: أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن. قال: قلنا وما الوهن؟ قال: حب الحياة وكراهية الموت».

(3) عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الظلم ظلمات يوم القيامة». وقال صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار» رواه مسلم.

ما أثقل على المرء أن يكون ظالماً لغيره في حياته، وما أصعب عليه أن ينتقص من حقوق الغ ير ولا يحرص على أداء واجباته كاملة غير منقوصة في ميدان الحياة.. فهل يا ترى فقه هذا الشخص أنه بذلك قد حرم غيره من حقوقهم، وقسى بصورة كبيرة على من هو محتاج في سبيل ترضية أهواء نفسه وإعطاء نفسه أكثر من حقها؟؟ حري بنا أن نحذر من الوقوع في طائلة الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.. والحياة إنما هي أنفاس معدودة نحذر أن نسرف فيها بالتقصير والظلم والأكل من حقوق الآخرين.

(4) (الصمت) لغة لا يتقنها إلا من عرف كيف يسعد نفسه.. هي لغة بارعة من أجل أن يسعد المرء نفسه ويعطيها حقها، ويبتعد عن آلام الحياة الكثيرة، ويبتعد عن إزعاجات البشر التي قد تؤول كل كلمة تقولها بتأويل خاطئ قد يثقل عليك كثيراً في مدراج الحياة.. (الصمت) حكمة حياتية جميلة تحتاج أن تكتبها في صفحات حياتك، وتستخدمها في مواطن كثيرة حتى تخرج من مأزق خسران علاقاتك مع الآخرين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

(5) تسعد نفسك عندما تقابل في طريق حياتها تلك الأنفس الخيرة التي وهبت نفسها من أجل خدمة الآخرين والسعي في حاجاتهم وتنفيس كرباتهم.. تسعد نفسك عندما تقابل شخصيات سخرت نفسها لعمل الخير، فهي لا تتوانى ولو للحظة واحدة في إغاثة المكروبين والمنكوبين، ومساعدة المحتاجين ولو بلقمة بسيطة تزيل عنهم صور الحرمان والقهر.. أزكى باقات التقدير والعرفان لهذه النفوس الزكية التي علمتنا الكثير، ونعشق أن نعيش معها في واحات الخير حتى نزيد من رصيد الآخرة، من أجل جنة باقية..

(6) مع سرعة الوقت وبخاصة في شهر رمضان المبارك، تقف حائراً أمام بوابة الزمان التي أرغمتك أن تعيش بهذه الطريقة، وتسرع الخطى من أجل أن تدرك كل المشروعات التي تنوي أن تنفذها في مساحات حياتك.. تقف حائراً إزاء سرعة الوقت الذي لا يمهلك كثيراً حتى تقوم بأعمال ثلاثة عزمت عليها في يومك، ولكنه ينقضي سريعاً، فتصحو فإذا بك قد أنهيت عملاً وحيداً ولم تستطع أن تعطيه حقه!!

(7) ما أجمل صور الخير في رمضان.. موائد الصائمين تزين المساجد.. وصور المصلين وهم يخرجون من المسجد بعد الصلاة تعطيك الأمل لإشراقة حياة حافلة بمجد الإسلام.. رمضان الأجمل في حياتنا.. مازالت الفرصة مواتية في أيامك الرائعة نستلهم منها الخير، ونمضي في ركابها من أجل أن نبلغ ليلة من أروع ليالي العام على الإطلاق.. اللهم بلغنا ليلة القدر واجعلها خيراً لنا من ألف شهر.

ومضة أمل:

لا تنسَ رسالة حب ترسلها إلى من تحب.. بأنك ستكون معه في الرخاء والشدة.. أبداً ما حييت.. وستكون القلب النابض بحبه في كل حين.. مهما تغيرت الظروف واشتدت المحن.. ومهما هبت عليكما رياح الفتن والاختلاف.. فإنه سيظل القريب إلى قلبك دائماً.. لأنه ليس كغيره من البشر.. هو عملة نادرة لا تتكرر في زمان النسيان.. حفظه ربي وأسعده وأبقاه ذخراً في حياة كل محب لأطياف قلبه.