حمل إعلان البحرين والسعودية ومصر والإمارات تصنيف 59 فرداً و12 كياناً مرتبطة بقطر في قوائم الإرهاب كثيراً من الدلالات والأهمية.

وقالت وكالة أنباء البحرين (بنا) في تقرير الجمعة، إن الإعلان "جاء بعد أيام من قطع الدول الأربع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة في محاولة لثنيها عن ممارساتها الخطيرة بحق دول المنطقة وبحق نفسها، لتراجع سياساتها وتصحح مسارها وتتوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى ودعم وتمويل الإرهاب. لكن ثبت أن هناك تعنتاً قطرياً وعدم رغبة في الرضوخ لصوت العقل، وتمادياً غير عابئ بالمخاطر التي يجلبها هذا الصلف والغرور على قطر نفسها
".

أذرع خفية


وأضاف التقرير أن "الإعلان الرباعي كشف أن قطر آوت ودعمت شخصيات إرهابية وأنشأت مؤسسات وهيئات خدمة للأغراض الإرهابية، كانت أهدافها المعلنة أنها جمعيات خيرية، وبدلا من القيام بدورها في العمل الإنساني، حملت تلك المؤسسات هدفا آخر هو دعم الإرهاب وزرع الفتنة وزعزعة استقرار دول المنطقة. وهذه المؤسسات والهيئات ثبت دعمها بشكل مباشر للقاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية، كانت قطر تستخدمها أذرعاً خفية لها في نشر الفوضى بالمنطقة".

مصداقية الاتهامات

ولعل أهم دلالات الإعلان تتبدى، حسب الوكالة، في أنه "يؤكد مصداقية الاتهامات الموجهة من قبل الدول الأربع إلى قطر، فلم يعد لإنكار ونفي الأخيرة دعمها للإرهاب والجماعات الإرهابية أي معنى؛ إذ أعلنت الدول المقاطعة لها، الأدلة القاطعة التي تدينها، وأثبتت أن موقفها من قطر ليس مجرد ادعاءات، بل لديها قوائم كاملة وتفاصيل موثقة تؤكد دعم الدوحة للإرهاب. وأظهر الإعلان بالأسماء والقوائم كيف مولت قطر ودعمت منظمات إرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة مع تورط شخصيات قطرية نافذة من أبرزها وزير الداخلية السابق وشخصيات من الأسرة الحاكمة ومؤسسات رسمية في هذه الجريمة، وهذا يبطل أي ادعاءات من قطر بأنها لا تمول الإرهاب"
.

الحزم والعزم

وحدد التقرير ثاني دلالات الإعلان الرباعي في أنه "يظهر الحزم والعزم من الدول الأربع على لجم الإرهاب في المنطقة وعدم السماح لهذه الكيانات التخريبية بالتستر وراء دولة ترعاها ومجابهة هذه الدولة إذا أصرت على نهجها بشتى الطرق التي يكفلها القانون الدولي. فالكيانات الإرهابية التي كشف عنها الإعلان تنظيمات غاية في الخطورة على دول الخليج وتورطت في كثير من الأعمال الإرهابية".

الإرهاب المدعوم قطرياً في البحرين

وأضاف التقرير أن البحرين عانت جراء هذه التنظيمات الخطيرة، مبيناً أن "مرتضى السندي عميل إيران الأول والرأس المدبر للعمليات الإرهابية وهو المتحدث الرسمي باسم تيار الوفاء الإرهابي، وهو تيار راديكالي يترأسه المدان عبدالوهاب حسين، ويدين بالولاء العلني لـ"الولي الفقيه" الايراني علي خامنئي، وشكل مع حركة "حق" التي يرأسها المدان حسن مشيمع، وحركة ما يسمى "أحرار البحرين" التي يرأسها المدان سعيد الشهابي تتخذ من لندن مقراً لها، تحالفاً من أجل تغيير النظام بالقوة وتحويل البحرين الى النموذج الإيراني، ووجه الخلايا الإرهابية التي أشرف على تدريبها في معسكرات إيرانية إلى استهداف رجال الأمن، الأمر الذي راح ضحيته أبرياء من أبناء الوطن، وقد أدرجته الولايات المتحدة الأمريكية على قوائم الإرهاب لديها".

وأكد التقرير أن سرايا الأشتر وائتلاف 14 فبراير وسرايا المقاومة وحزب الله البحريني وسرايا المختار، وحركة أحرار البحرين كلها تنظيمات إرهابية مسلحة ممولة من إيران وأتباعها في المنطقة بالسلاح والمال والتدريب، وهي المسؤولة عن الأعمال الإرهابية التي وقعت في البحرين خلال السنوات الماضية وهدفها زعزعة الاستقرار في البحرين خدمة لإيران".

وشدد التقرير على أن "تورط قطر في دعم مثل هذه التنظيمات يؤكد أنها دولة داعمة للإرهاب ويجب معاقبتها دوليا وليس خليجيا أو عربيا فقط. كما يؤكد أنها انحازت لأعداء الأمة وأصبحت معول هدم بدلا من أن تكون الأخ والشقيق"، متسائلاً "كيف لدولة تدعي أنها شقيقة وصديقة أن تسمح بدعم كيانات إرهابية تريد الشر بجيرانها وتعمل لصالح كيان معاد لهم؟!".

ولفت التقرير إلى أن النظام القطري "لعب صراحة بالورقة الطائفية، وهو ما يضع سلوكه في إطار تآمري، ويكشف عن التناقضات الشريرة في سياسة النظام القطري، ويجعل محاولات حل الأزمة تتعقد".

نكث الوعود والمواثيق

ثالث دلالات الإعلان الرباعي، أوضحها تقرير وكالة الأنباء بأن قطر "لم تنفذ التزاماتها والاتفاقات الموقعة عليها، وأهمها اتفاق الرياض، المتضمن التعهد بعدم دعم أو إيواء عناصر أو منظمات تهدد أمن جيرانها، وتجاهلها الاتصالات المتكررة التي دعتها للوفاء بما وقعت عليه في اتفاق الرياض عام 2013، وآليته التنفيذية، والاتفاق التكميلي عام 2014؛ ما يعرض أمن الخليج والأمن العربي للاستهداف بالتخريب ونشر الفوضى من قبل أفراد وتنظيمات إرهابية مقرها في قطر أو مدعومة من قبلها
. إن هذا دليل واضح على عدم جدية قطر في تثبيت المصالحة الخليجية ونكثها بالوعود والمواثيق التي تقطعها مع ما يحمله ذلك من مخاطر أمنية واستراتيجية".

بدائل لمواجهة التعنت

وقال التقرير إن رابع الدلالات تمثل في أن "الدول الأربع أكدت أن لديها بدائل إذا استمر التعنت القطري والإصرار على التغريد خارج السرب. وأن الدول الأربع لن تقف مكتوفة الأيدي مع إصرار قطر على السير في نهجها التخريبي، وأن الأمر لن يقتصر عند حدود قطع العلاقات الدبلوماسية، فقد كان ذلك هو البداية وستعقبه قرارات حازمة إن لم تستجب قطر لصوت العقل والحكمة"
.

وأضاف التقرير أن الإعلان الرباعي "جاء بعد أن رفضت قطر كل الوساطات على مدار الأيام الماضية بل وأغلقت باب الوساطة وأشارت إلى أنها لن تنفذ مطالب طرحتها الدول العربية التي قاطعتها. وأرسلت جنودها إلى الحدود مع المملكة العربية السعودية، بل ولجأت إلى دولة الإرهاب الأولى في المنطقة إيران طلبًا للمساعدة والحماية كما لجأت إلى تركيا لنشر قوات عسكرية بها، وكلها تصرفات حمقاء، إذ أكدت المملكة العربية السعودية أن الأزمة خليجية ولن تحل خارج البيت الخليجي، وبالتالي فإن أي لجوء إلى أي قوى خارجية لن يجدي قطر شيئا، ولن تستطيع أي دولة أيا كانت التدخل في شؤون الخليج العربي وستقابل بحزم من قبل المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات، وبدعم عربي ودولي كبير".

تناقض "السيادة" القطرية

وتساءل التقرير "لماذا إذن هذه الخطوات القطرية غير الرشيدة والمكابرة التي تصب في مصلحة أعداء الخليج والأمة وسترتد عليها؟ ولماذا لا تذعن لصوت العقل وتعود للبيت الخليجي والعربي، وتغلق أبواب الفتنة التي تنذر بعواقب وخيمة على الجميع إذا استمر دعمها، وتوقف الدعم المالي واللوجستي الذي تقدمه للجماعات الإرهابية في منطقة الخليج العربي، وتغلق المنابر الإعلامية التي تبعث رسائل عدم استقرار في المنطقة وأبرزها قناة الجزيرة بوق الفتنة، وتقطع العلاقات مع إيران وهي الدولة الأولى الراعية للإرهاب؟"، مضيفاً أن المطالب الخليجية من قطر "ليست تدخلا في سياستها الخارجية كما زعم وزير خارجيتها بل محاولة لإعادتها إلى جادة الصواب، فممارسات قطر تهدد الأمن والاستقرار في الخليج في وقت تعاني فيه المنطقة مخاطر عدة ويتربص بها أعداؤها، فقرار قطع العلاقات كان ضروريا للحفاظ على الأمن القومي الخليجي والعربي وأمن الدول التي قررت قطع علاقاتها بالنظام القطري. والمستغرب والمستهجن أن تطالب قطر بعدم التدخل في سياستها الخارجية فيما تطلب الحماية الخارجية، فأي تناقض هذا؟!".

غير مسموح بخرق السفينة

وأكد تقرير وكالة أنباء البحرين أن قطر "هي التي اختارت العزلة بممارساتها العدوانية، فماذا كانت تنتظر سوى هذا المصير، الذي اختارته بنفسها. المساعي التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي لوحدة الصف ومحاربة كل أشكال التطرف والإرهاب وقفت قطر ضدها، ما فرض اتخاذ إجراءات صارمة بحقها. والتعويل القطري على دعم إيران والمنظمات الإرهابية مقامرة خطيرة ستهدد وجود قطر وشعبها واستقلالها".

وقال التقرير إن "الخلاف لم يكن ولن يكون أبدا مع الشعب القطري الشقيق، فنحن شعب واحد ومصير مشترك؛ لكن الخلاف هو مع النظام الذي غامر بأمن المنطقة والأمن العربي كله، ولجأ إلى إيران التي تستهدف الأمن العربي واستقرار المنطقة، ودعم ولا يزال الجماعات الإرهابية التي تقتل أبناء الوطن وتسعى لزعزعة استقراره، مما يشكل خطورة على الخليج العربي واستقرار الدول العربية"، مضيفاً أن "على قطر أن تعي أن دول مجلس التعاون في سفينة واحدة، ولن يسمح لها بخرقها لأن في ذلك مضرة للجميع، ولذا جاءت قرارات البحرين والسعودية والإمارات لإثناء قطر عن الإضرار بمحيطها. وعليها أن ترضخ لصوت العقل وألا تتمادى في غيها فالدول الثلاث لن تسمح لها بذلك، ولن تتجاوز عن أخطائها بعد اليوم".