يتطرق فيلم "بياتريس آت دينر" (بياتريس على العشاء) الأميركي الذي تؤدي بطولته سلمى حايك إلى الطبقية والتمييز والدمار البيئي ويبدو توقيته مناسبا جدا في عهد ترامب حتى لو كان قد صور قبل وصول الملياردير إلى البيت الأبيض.

وتؤدي سلمى حايك في الفيلم دور مهاجرة مكسيكية مقيمة في الولايات المتحدة تنفصل عن عائلتها بعدما أدى فشل مشروع عقاري إلى تهجير سكان كثر من مدينتها الصغيرة. المرأة التي تصف نفسها بأنها "قبيحة وعجوز وبدينة" تختار العمل كمدلكة في أوساط الأثرياء في منطقة اورانج كاونتي في جنوب كاليفورنيا.

وتلعب حايك دور بياتريس مع أزياء متواضعة ومن دون تبرج وبشعر مهمل، في مظهر بعيد كل البعد عن اطلالاتها في أفلام مثل "فروم دون تو داسك" (1996) أو "فريدا" (2002) الذي نالت عن دورها فيه ترشيحا لجائزة اوسكار. وبعد إنهاء جلسة تدليك في منزل رجل أعمال ثري، تتعطل سيارة بياتريس. وبما أنها بعيدة عن مكان اقامتها حيث تعيش مع كلابها وحيوان ماعز صغير، يدعوها زبونها إلى مشاركته مائدة العشاء بانتظار حل مشكلتها. ويتحول العشاء إلى مشاجرة عامة عندما تقرر بياتريس التخلي عن أصول اللياقة والتصويب على ضيف آخر هو قطب العقارات الثري دوغ ستروت (جون ليثغو) الذي يعتقد في بادئ الأمر أنها عاملة منزلية. ويسأل ستروت الذي يطور مشاريع لا تراعي شروط احترام البيئة والاثار المحتملة على السكان المحليين، بياتريس عن أصلها. وبعد ردها عليه "من باسادينا" (مدينة في ولاية كاليفورنيا) يلح عليها بالسؤال "من أين تتحدرين في الأصل؟". ويدور حديث شائك في ما بعد بما يشمل وضع بياتريس كمهاجرة، في انعكاس للنقاشات الدائرة حاليا في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خصوصا في ظل تعهد الأخير بترحيل ثلاثة ملايين "مهاجر غير شرعي" وبناء جدار على الحدود مع المكسيك.



يصور الفيلم الانقسام العمودي بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة إذ ان وجود بياتريس بملابسها البسيطة في مأدبة العشاء يتباين بوضوح مع باقي النسوة المشاركات في المناسبة بمظهر أنيق وكعوب عالية مع أزواجهن الذين يدخنون السيجار خلال تبادل الأحاديث عن الصفقات التجارية.

وقالت سلمى حايك وهي ممثلة مكسيكية متحدرة من أصول لبنانية في مقابلة هاتفية مع وكالة فرانس برس "أحب هذه الشخصية لأنها تمثل كثيرين"، مضيفة "ثمة اناس يعتقدون أن (المكسيكيين) لا يزالون يتنقلون على ظهور الحمير. ثمة نقص في الفهم بشأن هويتنا وأصلنا ومشاعرنا ورغباتنا".

هذا الفيلم الذي قُدم خلال مهرجان ساندانس السينمائي في يناير بدأ عرضه الجمعة في الولايات المتحدة بعد أسبوع على إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس المناخية.

وقالت حايك "ثمة أمور ترد على لسان الشخصية التي أؤديها تبدو كأنها مكتوبة الآن"، مشيرة إلى أن "معنى الفيلم سيصبح أكثر وضوحا مع الوقت". ولفت المخرج ميغيل اريتا وكاتب السيناريو مايك وايت إلى أنهما استوحيا عملهما من حادثة قتل الأسد سيسيل على يد طبيب أسنان أميركي في زيمبابوي في يونيو من العام 2015.

وذكرت حايك أن بعض الأشخاص "يشعرون بأن لهم الحق في فعل ما يشاؤون ولا يدركون تبعات أفعالهم". وبلغت سلمى حايك الخمسين من العمر خلال مرحلة تصوير الفيلم. وللمناسبة، أحضر فريق العمل فرقة من موسيقيي مارياتشي التقليديين المكسيكيين إلى موقع التصوير للاحتفال. وقالت حايك "كان شعوري رائعا بتشارك المناسبة مع مخرج لطالما حلمت بالتعاون معه وتمكنت أخيرا من القيام بذلك في سن الخمسين (...) كانت سعادتي لا توصف".