العروبة ليست أقوالاً وإنما أفعال، فالعربي الأصيل أبداً لا يرضى أن تدنس الأراضي العربية بأقدام الفرس، ولا يستعين بهم ضد أخوته وأشقائه، ولا يخونهم أو يبيعهم، أو أن يشتت جمعهم، أو يفرح في مصابهم، قديماً قالوا « أنا وابن عمي على الغريب « ولكن يبدو أن المقاييس العربية لدى النظام القطري قد تبدلت إلى « أنا والغريب على ابن عمي» الذي هو من لحمي ودمي، ويبدو أن أكاديمية التغيير التي يتبناه النظام القطري قد بدل المفاهيم العربية للبعض وغير ملامح العروبة عندهم، فأين النشامى منهم وأين قيم البداوة؟ أين العربي الذي لا يرضى الذل لأمته والمهانة لعروبته؟ هل العروبة قصائد تنشد أم أفعال تشهد؟

الحق ليس له عيناً أخرى، ولا ينظر بعين ضبابية ولا يلبس نظارة سوداء، الحق شواهد وبراهين ملموسة، وقد قدمت دول الخليج – مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة - هذه الأدلة والبراهين للعالم على تواطؤ النظام القطري مع الإرهاب ومساندتهم لهم بالمال وهو مال الشعب، وإيوائهم في دولة قطر الشقيق، فأي خيانة للدين والعروبة أكبر من هذا وأي شتات أريد للشعوب الخليجية وأي تقسيم أريد لوحدتنا وقوتنا الخليجية؟ لطالما حلمنا بالاتحاد الخليجي وبالقوة التي لا تهزم وبالوحدة التي لا تتشتت أرض ولا شعب، ولكن بدت الصورة واضحة لنا لمن يقف وراء عدم اكتمال فرحة الاتحاد الخليجي، ولماذا لا يراد لهذا الحلم أن يتحقق، فكيف ذلك والنظام القطري هو من يقف ضد الاتحاد بدعمه للإرهاب وزرعه للفتن في الدول الخليجية والدول العربية، الآن وضحت الصورة !

الدول التي قطعت علاقاتها مع دولة قطر هم الدول الذين تضرروا من سياسة قطر الإرهابية ضدهم ومساندة عناصر الإرهاب وزرعهم في هذه الدول، أما الدول الأخرى المتضررة من هذا الإرهاب ولم يفصحوا بذلك، فذلك شأنهم ولن نتدخل في شؤونهم الداخلية ولكن لن تصمت شعوبها طويلاً بعدما تتيقن تماماً بدور النظام القطري في الفوضى التي خلفتها جراء التحالف الإرهابي ضد أراضيهم، أما بالنسبة للدول المتارجحة في صداقتها، التي ما لبثت وأن ساندت النظام القطري فهي دول المصلحة، والمصلحة سوف تقتضي بعد وقت أن تنقلب لصالح الكفة الأخرى مثل تركيا، فتركيا اليوم مع قطر تدعمها بالجيش التركي لتحارب دول الخليج، وغداً عندما ترتب تركيا أولوياتها ومصالحها ستعيد النظر لتتحالف مع المملكة العربية السعودية أو غيرها، فهذه أيضاً مسألة وقت، أما النظام الإيراني فهو الرابح من هذه الفوضى كلها، يكفيها أن خطتها في المنطقة تتحقق بتناسق مع رؤيتها وهدفها من المد والتغلغل في صفوفنا، والمملكة العربية السعودية هي المستهدفة من هذا كله، فخطتها الأزلية والدنيئة هي تفكيك المملكة، فالحرمان الشريفان الهدف المنشود وتجنيد خونة العروبة والإسلام غايتهم لذلك، والنظام القطري يساند ذلك في دعمه للحوثيين والإرهابيين داخل المملكة، فهل يرضى الشعب القطري الشقيق أن تكون مقدساتنا تابعة لنظام ولاية الفقية؟ وهل يرضى أن تكون أرضه بؤرة للفساد الإرهابي وحامياً له؟ قد يرفض الشعب القطري فكرة أن النظام القطري لا يمكن أن يفرط بعروبته ودينه من أجل أن يكون تابعاً في أجندة النظام الإيراني، ولكن أصحاب العقول الراجحة تعي ذلك وتستطيع أن تتيقن بالبراهين، فما عدنا في زمن لا يمكن كشف الحقائق ، فالحقيقة برغم مرارتها لا يمكن حجبها أبداً.