كشف وزير الاستخبارات الإيراني، محمود علوي، في تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون الإيراني، مساء السبت، عن "عمليات اغتيال نفذتها أجهزة الاستخبارات الإيرانية لمطلوبين في الداخل وفي دول مجاورة".

اعتقال 80 شخصاً

وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن أجهزة الأمن والاستخبارات اعتقلت خلال الأيام الأخيرة حوالي 80 مواطناً من أهل السنة في مختلف المحافظات، بتهمة وجود صلات لهم مع "داعش"، عقب هجمات الأربعاء الماضي التي ضربت مجلس الشورى الإيراني وقبر الخميني.


ومازالت قوى المعارضة الإيرانية تشكك برواية النظام الرسمية حول استهداف "داعش" لمراكز حساسة ورمزية كمبنى البرلمان وقبر الخميني، وتتحدث عن تواطؤ أجهزة استخبارات الحرس الثوري مع عناصر "داعش" الذين كان أغلبهم معروفين لدى الاستخبارات وكانوا معتقلين سابقين بسبب انتمائهم للتنظيم المتطرف وقبلها لانتمائهم لتنظيم "القاعدة" الذي تؤوي طهران العديد من قياداته.

وفي السياق، تناول مقال للكاتب والناشط الإيراني حشمت علوي، على موقع مجلة "فوربس"، تداعيات الهجومين الداميين، وقال إن "هناك عدة أسئلة وشكوك حول طبيعة الهجومين، لاسيما أن الموقعين المستهدفين محصنان بشدة". ورأى علوي أن "سوابق النظام تجعل المتابعين لا يثقون بروايته حول الهجمات، حيث من المعروف عن طهران استخدامها أساليب وحشية مماثلة ولصقها بالمعارضين، كما حدث في 1994 عندما تم تفجير ضريح الإمام علي بن موسى الرضا، واتهم النظام منظمة "مجاهدي خلق" بهدف تصفية أعضائها في الداخل وإلصاق تهمة الإرهاب بها دولياً، لكن تبين فيما بعد أن خلية في وزارة الاستخبارات الإيرانية وراءها وفق اعترافات بثت عن سعيد إمامي المعاون السابق لوزارة الاستخبارت الإيرانية الذي كان العقل المدبر لتلك التفجيرات".

وأكد الباحث الإيراني أن السلطات الإيرانية "ستستغل الهجوم لزيادة القمع في الداخل"، مستشهداً بتصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في أعقاب الهجوم وأوعز فيها إلى ميليشيات الباسيج المتطرفة التابعة للحرس الثوري بالتدخل لمواجهة الاضطرابات.

ويرى علوي أن النظام الإيراني "سيستغل الأحداث لتبرير زيادة تدخله في كل من العراق وسوريا واليمن، وقمع المعارضة في الداخل وتطوير برنامجه الصاروخي وإسكات الانتقادات الخارجية، بينما تعاني إيران من مشاكل داخلية معيشية واقتصادية كبيرة".