بينما تصور المخيلة الهوليودية أن التجسس عملية مثيرة ومليئة بالأحداث و"الاكشن"، كشف مدير في الاستخبارات الأميركية أن قسماً كبيراً من المراقبة والتحريات والتجسس مملٌ جداً، معلناً أنه سيتم إيعاز هذه الأعمال إلى "الذكاء الاصطناعي".

وقال رئيس وكالة الاستخبارات القومية الجيو- فضائية روبرت كارديلو لصحافيين إنه في كثير من المرات يرسل موظفيه إلى غرفة عتمة للتحديق في شاشات والخروج بمعلومات بالغة الأهمية، مشيراً إلى ان هذا الإجراء لم يعد عملياً.

وشدد كارديلو على التطورات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يتيح القدرة على تحليل كميات هائلة من الصور ومقاطع الفيديو عبر خوارزميات، إلى جانب إعطاء بيانات عن المشهد، وتحديد الأشياء غير العادية، ما يعني أن 75% من عمل محللي الاستخبارات سيتم من قبل هذه البرامج، على حد قوله.

وأشار إلى أن هذا النوع من العمل هو أمر حاسم لتقييم المخاوف الأمنية الوطنية مثل النشاط الصاروخي لدولة تحت المراقبة، أو حتى "لمجرد متابعة ألعاب الكرة الطائرة في كوريا الشمالية".

ومن أجل ذلك عيّن كارديلو الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا السابق، أنتوني فينشي، لقيادة تطوير هذه التكنولوجيا. وكان فينشي أطلق شركة " Findyr" التي تتخصص بتجميع المعلومات للشركات مثل الصور وكيف يتم عرض المنتجات على رفوف المتاجر وغيرها من البنى التحتية للتطوير.

مبادرة كارديلو ليست الأولى من نوعها لاستخدام للذكاء الاصطناعي أو AI قبل وكالات الاستخبارات أو الدفاع. إذ سبقته وكالتا IARPA وDARPA ووزارة الدفاع ووكالات أبحاث استخباراتية أميركية أخرى مولت بحوث الـ AI على مدى عقود، كما يسعى الذراع الاستثماري للـ CIA استخدامه في تحليل صور الأقمار الصناعية.

الذكاء الاصطناعي حسب تقرير نشرته (إيلاف) هو سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. من أهم هذه الخاصيات القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة.

الذكاء الاصطناعي فرع من علم الحاسوب. تُعرِّف الكثير من المؤلفات الذكاء الاصطناعي على أنه "دراسة وتصميم العملاء الأذكياء"، والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه.صاغ عالم الحاسوب جون مكارثي هذا المصطلح بالأساس في عام 1956، وعرَّفه بنفسه بأنه "علم وهندسة صنع الآلات الذكية".

أما الخوارزمية فهي مجموعة من الخطوات الرياضية والمنطقية والمتسلسلة اللازمة لحل مشكلة ما. وسميت الخوارزمية بهذا الاسم نسبة إلى العالم أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي، الذي ابتكرها في القرن التاسع الميلادي. الكلمة المنتشرة في اللغات اللاتينية والأوروبية هي "algorithme"، وفي الأصل كان معناها يقتصر على خوارزمية لـ 3تراكيب عمليات هي: التسلسل والاختيار (selection) والتكرار.