أبوظبي – (سكاي نيوز عربية): عمدت قطر، خلال سنين طويلة، إلى انتهاج مبدأ الانتقائية في تعاملها مع الجماعات والمنظمات الإرهابية. فبينما كانت تدعي محاربتها بعض الجماعات التي تنشط في أماكن معينة، كانت تساند هذه الجماعات في أماكن ومناطق أخرى.

ونتيجة لذلك ساد مفهوم ضبابي حيال الإرهاب، حتى الأمس القريب، فالمتلبسون بالدين اتخذوا من الجهاد رداء لتغطية أعمالهم الإرهابية من قتل وترويع وتفجير وسرقة.

ولم يكن المواطن العربي العادي بواع لخطورة هذه التصرفات التي غابت عن ساحاته القريبة لعقدين أو أكثر.



القاعدة و11 سبتمبر

كانت أفغانستان البذرة التي زرعت القاعدة، فانتشرت الحشائش الضارة من هذه البذرة كالنار في الهشيم. وكان التاريخ الفاصل لتغيير التعامل معها ومن ساندها 11 سبتمبر.

واستغلت قطر الحماس الأمريكي للحرب على الإرهاب لإعلان مساندتها لها، واستضافة قواتها على أراضيها، بينما ظلت الدوحة، ومن خلف الستار، الممول والمحرض والمحرك، بعد أن انطلق العقل المدبر للهجمات خالد شيخ محمد من الدوحة نفسها ليدمر برجي نيويورك.

مخيم نهر البارد

في صيف 2007 كانت الحكومة اللبنانية تحاول إعادة فرض النظام في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، بعد تمرد مجموعة أصولية، يقودها المدعو شاكر العبسي، تحت اسم فتح الإسلام.

تمردت هذه المجموعة على الدولة بعد أن فقدت تمويلها فسرقت مصرفا، ورفعت الدين شعارا لاقتحام المخيم والاعتصام فيه.

تحرك الجيش اللبناني لفرض الشرعية، فصار على لسان الأدوات الإعلامية القطرية يحارب الإسلام، وصورت العبسي وزمرته على أنهم مجاهدون.

ابن تيمية في غزة

وفي أقل من عامين وقعت ظروف مشابهة لكنها في بيئة مختلفة، ففي أغسطس 2009 كان المتمردون من نفس الجماعة، والمتصدون للتمرد شرطة حماس التي اقتحمت مسجد ابن تيمية الذي تحصن فيه سلفيون، بعد أن قصفته، فكانت الحصيلة 6 قتلى وإصابة العشرات.

لكن في غزة صارت الطريدة إرهابية بعد أن كانت في لبنان ضحية، والمطارد في غزة صار على حق بعد أن كان في لبنان على باطل.

الميليشيات الليبية

الإرهاب الذي تطالب قطر بالتوقف عن رعايته لا يبدو لها إرهابا، إلا إذا مس حلفاءها المتهمين أصلا بالإرهاب، معادلة غريبة لا يستقيم معها منطق في أي مكان في العالم سوى قطر التي هللت لتجاوزات الميليشيات في ليبيا ضد المدنيين، بينما تدافع عن جبهة النصرة وحلفائها في سوريا أمام هجمات التحالف بحجة حماية المدنيين.