واشنطن - (أ ف ب): أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يخضع للتحقيق في ملف إقالته مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي وشن فيما يبدو هجوما على مسؤول كبير في وزارة العدل، فيما تتسارع وتيرة التحقيقات الفيدرالية التي طالت إدارته. وفي الوقت الذي يهم فيه المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يقود تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي في ملف تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية، ببدء تحقيقاته وإجراء مقابلات مع أطراف القضية، علق ترامب بغضب على الأمر لليوم الثاني على التوالي. وكتب ترامب على حسابه على تويتر من البيت الأبيض قبل وقت قصير من مغادرته إلى ميامي "أنا اخضع للتحقيق لاقالة مدير إف بي آي "مكتب التحقيقات الفيدرالي" من الشخص الذي أخبرني أن أقيل مدير إف بي آي! هذا تنكيل". ويبدو أن سهام غضب ترامب موجهه نحو نائب وزير العدل رود روزنستاين الذي أوصى بإقالة جيمس كومي الشهر الماضي في خطوة غير مسبوقة يمكن أن تعرض رئاسة ترامب للخطر. وادعى مصدر في فريق ترامب القانوني إن الرئيس في التغريدة يشير إلى قصة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" بعنوان "من الليلة الأخرى" ولا يؤكد أنه يخضع للتحقيق. وكشفت "واشنطن بوست" ووسائل إعلام أخرى الأربعاء أن ترامب نفسه يخضع للتحقيق في ادعاءات تتعلق بعرقلة سير العدالة. وفي البيت الأبيض، تنتاب الهواجس والقلق تقريبا الجميع من أصغر الموظفين إلى مساعدي ترامب في المكتب البيضاوي، خاصة مع انتشار خبر أن نائب الرئيس مايك بينس عين محاميا مرموقا لتمثيله. وقال أحد المساعدين إن بينس عين ريتشارد كولين الذي ترافع في فضيحة إيران-كونترا في ثمانينات القرن المنصرم، وفضيحة ووترغيت وإعادة تصويت ولاية فلوريدا في العام 2000. ووصف نائب الرئيس، المتواجد أيضا في ميامي، تعيينه محاميا من الخارج بأنه إجراء "روتيني للغاية". ويحقق مولر في ملف شائك أخر هو إذا ما كان هناك تواطؤ بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا للتدخل في الانتخابات الرئاسية العام 2016، أو محاولة للتستر على الأمر. ويبدو أن هذه الأخبار أزعجت الرئيس، الذي انفجر غضبا في وجه الإعلام في يوم تمنى مساعدوه أن ينصب فيه تركيزه على قراره بالغاء بعض قرارات سلفه باراك أوباما بخصوص التقارب مع كوبا. ولم يعلق ترامب مباشرة على مزاعم التحقيق معه بتهم عرقلة القضاء، وهي يمكن ان تؤدي لعزله في حال التثبت منها. وتشير تقارير صحافية إلى أن المدعي العام الخاص روبرت مولر بات يركز على التحقيق في مزاعم عرقلة القضاء في الأيام التي تلت إقالة ترامب لمدير "إف بي آي" جيمس كومي في 9 مايو الماضي. وتنصب المزاعم الجديدة حول اقرار ترامب نفسه بأنه أقال كومي بسبب التحقيقات حول روسيا، بالإضافة لمزاعم حول طلبه من مسؤولين أمريكيين كبار التدخل لتغيير مسار التحقيقات.