د.عبدالرحمن قاسملو، د.سعيد شرفكندي، د.كاظم رجوي، حسين نقدي، 4 معارضين إيرانيين بارزين تم اغتيالهم في وضح النهار من قبل جواسيس ورجال مخابرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في فيينا وبرلين وجنيف، ومع إن كل الأدلة والشواهد كانت كافية لإدانة طهران على ما ارتكبته، إلا أن السياسة والاقتصاد والمصالح تشابكت معاً ليتم وضع هذه الجرائم الأربع والكثير من الجرائم الأخرى على الرف حتى إشعار آخر.

للجمهورية الإسلامية الإيرانية خصائص ومميزات كثيرة ومختلفة، لكن من أهم خصائصها حساسيتها المفرطة لأي نوع من المعارضة خارج السياق والاتجاه الذي لا يتلاءم مع الفكر والاتجاه الديني لها، بل وإن اعتبارها لكل معارض بأنه “محارب ضد الله”، يعني هدر دمه، والأنكى من ذلك، أن السلطات الإيرانية ينفذ صبرها في الكثير من الأحيان عندما تجد أن هناك ناساً يفكرون ويفسرون بطريقة تختلف إلى حد ما مع فكر وتوجه النظام، فتبادر إلى تصفية من تراهم مشاريع مستقبلية للمعارضة بدم بارد، كما جرى في بداية العقد التاسع من الألفية الماضية في ما عرف وقتها بالجرائم المتسلسلة التي طالت أدباء ومفكرين وفنانين ووجوهاً اجتماعية لا لشيء غير انها لا تغرد كما يغرد النظام!

طوال الأعوام الماضية، دأب القادة والمسؤولون الإيرانيون على التأكيد بإصرار من إن منظمة "مجاهدي خلق" لم يعد لها من دور وتأثير وإنها صارت شيئاً من الماضي، وهذا التصور قد وجد طريقه للأسف إلى الكثير من الأوساط السياسية والإعلامية العربية من دون أن تنتبه إلى خيوط اللعبة الماكرة التي تقوم بها طهران لتضرب أكثر من هدف برمية واحدة، ذلك إنه وفي الوقت الذي كان هؤلاء القادة والمسؤولون يؤكدون على انتهاء منظمة "مجاهدي خلق" بالنسبة لهم فإن جواسيس إيرانيين في المانيا وفرنسا والنمسا كانوا منهمكين بالتجسس على نشاطات وتحركات منظمة "مجاهدي خلق" وتم إلقاء القبض على عدد منهم بالجرم المشهود في ألمانيا تحديداً كما حصل عندما قام مكتب الادعاء العام الالماني بتوجيه تهما بالتجسس ضد إيرانيين اثنين لتجسسهما على أعضاء المنظمة في الخارج في العام 2016، وقد أشار الادعاء العام للشخصين بأسماء رمزية هي ميثم ب. “31 عاماً” وسعيد ر. “33 عاماً”، ولم يكشف الإسمان الكاملان للرجلين تمشياً مع قواعد الخصوصية الألمانية.