إن لم تستحِ فافعل ما شئت، وهذا حال الصحيفة القطرية الخاوية التي هاجمت وأساءت إلى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ووصفتهم بـ (.....)، فهذه الصحيفة إن كانت تملك حرية الرأي والتعبير لتكلمت بصراحة وشفافية عن دور قطر الإرهابي وسياستها في تبني الفوضى في بعض الدول الخليجية والعربية ومنها البحرين والسعودية ومصر واليمن وغيرها، فالقائمة تطول، ولتكلمت عن دس الفتن بين الشعوب عبر قناة «الجزيرة»، ولكن كما قلت بأن الخواء والإفلاس الصحافي والسقف الضيق في حرية الصحافة القطرية جعل مثل هذه الصحيفة تتكلم عن رموز ديننا الإسلامي وتتهجم على خطباء الحرم الشريف الذين هم صفوة العلماء الذين اصطفاهم الله عز وجل ليكونوا أئمة الحرم وخطباءه، فهذا بيت الله الحرام وقبلة المسلمين، لا يقبل الله سبحانه وتعالى لبيته ولهؤلاء العلماء المهانة، هؤلاء علماؤنا الأجلاء الذين وصفتهم الصحيفة بأنهم (....) هم الركيزة الأساسية للإصلاح وهم ورثة الأنبياء حفظهم الله، وهذه الإساءة والتهجم على هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية لها أبعاد شيطانية في محاولة دنيئة من الإعلام القطري في تهميش دورالعلماء الأجلاء عبر النيل من هيبتهم والتقليل من مكانتهم بين المسلمين، وخصوصاً خطباء الحرم الذي يستمع إلى خطبهم خاصة «خطب يوم الجمعة» ملايين المسلمين من جميع دول العالم، فهم قدوة المسلمين وهم دعاة الخير والصلاح حفظهم الله.

قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر بين انحراف الإعلام القطري خصوصاً ما يتعلق بالمساس بدين المسلم وثقته بعلمائه، وهنا يجب على جميع المسلمين التصدي إلى هذا الهجوم وهذه الإساءة التي تهدف إلى زعزعة ثقة المسلمين بعلماء لهم مكانتهم الجليلة التي لطالما نهل علماء الدين من جميع الأقطار من علمهم، ولطالما شهد العالم الإسلامي على نهجهم السوي الصحيح وهم ينهلون من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. سياسة الإعلام القطري تثأر من المقاطعة عبر حربها على الإسلام وعلى مشايخ أجلاء والحط من قدرهم وتشويه سمعتهم، فما ذكر في حق العلماء ليس صفة علمائنا الأجلاء، ولكن النفاق الحقيقي صدر من الإعلام القطري الذي يكمن في صفحات صفراء وقناة تبث إعلاماً أسود، لا يعنيها الدين ولا حسن الجوار ولا تهتم بصلة القربى.

على الشعب القطري أن يكون له دور واضح وكلمة حق فيما تقوم به وسائل الإعلام القطرية من حرب ضد هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، فما يقوم به الإعلام القطري هو نذير شؤم لما سيجر إليه العالم الإسلامي إلى أمور أبعد من قطع علاقات دبلوماسية مع دولة قطر، فالهدف هو التشكيك في كل شيء خاص بديننا الحنيف بكل صغيرة وكبيرة، وهذا لا يرضي الشعب القطري أبداً، لا يرضى الشعب القطري أن يمس دينه بمهاترات إعلامية صفراء لا تهدف إلا إلى هدم الأمة الإسلامية وكيانها وعمودها، فلطالما وقف الشعب القطري يصلي في الحرم الشريف خلف أئمة الحرم بخشوع، ولطالما استمع أبناء الشعب القطري لخطبهم الدينية وانشرحت صدورهم لفتاويهم، وهذه دعوة إلى الشعب القطري الشقيق إلى الإنسان القطري المسلم بألا ينجر وراء الفتن، خصوصاً الفتن المتعلقة بدين المرء فإن ذهب الدين ذهب كل شيء وهذا ما يحاول الإعلام القطري فعله عبر مقال غير مسؤول وجر المسلمين الى فوضى لا يمكن إحكامها، فهل للشعب القطري كلمة حق في ذلك؟