أكد كتاب أعمدة وإعلاميون وصحفيون أن المحادثات الهاتفية التي بثها تلفزيون البحرين بين المستشار الخاص لأمير قطر حمد بن خليفة بن عبدالله العطية، والخائن حسن علي محمد جمعة سلطان، تكشف استثمارات قطر في الإرهاب، التي لا يمكن القبول بها، مطالبين المملكة بمساءلة قطر قانونياً على المستوى الدولي.

وقالوا في تصريحات لوكالة أنباء البحرين "بنا"، إن البحرين منحت القيادة القطرية عدة فرص لوضع حد لتدخلاتها حفاظاً على الوحدة واللحمة الخليجية حتى نفد الصبر.

وقالت عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين الزميلة زهراء حبيب الصحفية إن أوراق تورط قطر في زعزعة الأمن في مملكة البحرين، مازالت تنكشف يوماً بعد يوم وكان آخرها الاتصالات الهاتفية التي أكدت قطر بأنها تمت بالفعل مدعية لعبها دور الوساطة.



وأوضحت حبيب أن الإجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة ومصر جاءت لتضع النقاط على الحروف، بهدف وقف تدخلات قطر في الشأن الداخلي ودعمها للإرهابيين والمحرضين واحتضانها لعدد منهم، وتقديم الدعم لهم سواء المادي والإعلامي من خلال قناة الجزيرة التي دأبت على نشر وبث الأخبار التحريضية، لتحقيق أهداف إيران في البحرين.

وأشارت حبيب إلى أن مملكة البحرين منحت القيادة القطرية عدة فرص لوضع حد لتدخلاتها حفاظاً على الوحدة واللحمة الخليجية حتى نفد الصبر وكان لابد من اتخاذ قرار حاسم.

وأعربت الكاتبة الصحفية منى علي المطوع عن أسفها أن يطلع الشعب البحرين على حقائق مؤامرات قطر ضد البحرين ودول الخليج العربي، مشيرة إلى أن هذه الخيانة هي بمثابة الخنجر المسموم من قبل النظام القطري لقيادة وشعب مملكة البحرين.

وأوضحت أن هذه الصدمة التي تلقاها المجتمع البحريني و الخليجي مثل الجرح في قلب كل بحريني وجعلت الشعب يصل إلى قناعة ويحصل على جواب حول أسباب المؤامرات القطرية التي تستهدف نظام البحرين والحملات الإعلامية المضللة منذ أزمة البحرين الأمنية 2011 والتي تأتي لأسباب عدائية وحقد دفين يراد به اختطاف شرعية البحرين وإضعافها تنموياً واقتصادياً ويبدو أن هذا الحقد قد أعمى المدعو حمد العطية ومن معهم من خونة الخليج والعرب لدرجة أوصلهم إلى مرحلة التآمر مع أعدائنا والإرهابيين فقط لأجل اسقاط نظامنا الذي سيظل عصيا على أوهامهم الدنيئة.

وأكد الكاتب الصحفي هشام الزياني تأييده لكافة الإجراءات التي اتخذتها البحرين بمقاطعة دولة قطر، معرباً عن أمله في وضع قطر أمام المساءلة القانونية دولياً، والتعامل مع هذا الأمر عبر القنوات القانونية الخاصة بمجلس الأمن، وأن يكون الملف شاملاً لما تعرضت له باقي الدول المقاطعة لقطر، ليكشف للعالم مدى المخالفات الدولية التي ارتكبتها قطر بتدخلها في أعمال السيادة لهذه الدول.

من جانبه قال الكاتب د.إبراهيم الشيخ إن المحادثة المسربة التي بثها تلفزيون البحرين، وإن مر عليها أكثر من 6 سنوات إلا أنها آلمتنا كثيراً، وجرحت قلوبنا جروحاً عميقة، لما احتوته من عبارات وتفاهمات لا يمكن القبول بها من بلد جار وشقيق، يربطنا به ما يربطنا ببقية دولنا الخليجية من رحم ومصير مشترك.

وتساءل الشيخ قائلاً "لماذا كانت الوفاق حاضرة في تلك المحادثة؟ ولماذا كان نوابها هم المرشحون للخروج على قناة الجزيرة للتعليق على عملية انقلابية كان الجميع يتبرأ منها بعد ذلك، ويدّعي بأنه كان وسيطاً لا غير، وما دخل قناة الجزيرة لكي يدفع بها في الموضوع (كما جاء في التسريب) وكأنها سلاح ابتزاز ضد الدولة؟، وهل يليق بأي وسيط أن يوظف قناة في خدمة الطرف الأدنى، ضد الطرف الأعلى الذي يُفترض أن يكون هو الأقرب له بحكم العلاقات الطبيعية بين الدول؟".

ولفت الشيخ إلى أن ذلك التسريب لم يكن الوحيد، حيث تم بث مقطع فيديو قبل سنوات لمذيع الجزيرة علي الظفيري مع عزمي بشارة، حيث لم يعلما أنهما كانا على الهواء، لتخرج منهما عبارات وطلاسم، تثبت أن هناك ما كان يحاك ضد البحرين في غرف القناة المظلمة.

وقال الإعلامي محمد عيسى إن ما تم بثه لمحتوى المكالمة يعد خيانة، ليست للبحرين فقط ولكن لمجلس التعاون الخليجي، ويؤكد أن ما حدث هو تدخل سافر في شئون مملكة البحرين الداخلية، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن نسامح من قسم المجتمع وحاول هدمه في البحرين، مطالباً بمحاكمة مرتكبي تلك الجرائم مهما طال الزمن أو قصر، ومعاقبة كل شخص تلطخت يداه بدماء شهداء رجال الأمن في البحرين منذ عام 2011 وحتى اليوم.

وقالت الصحفية بجريدة الأيام تمام أبو صافي إنه ليس جديداً على السياسة القطرية أن تتآمر على دولة عربية شقيقة، حيث صدم الكشف عن المكالمات الكثير من الناس كون هذه المؤامرة تمس دولة خليجية يفترض أن تكون بمثابة الشقيقة ويرتبط شعبها بعلاقات اجتماعية كبيرة مع بعضهم البعض.

ولفتت أبوصافي إلى أن قطر لعبت دوراً تجاوز كل الخطوط الحمراء في العلاقات بين الدول حين أصبح الذراع الإعلامي لها المتمثل في "قناة الجزيرة" منبراً لجماعة رحلت عن الحكم في مصر بإرادة مصرية، فضلاً عن دورها في الملف الفلسطيني ودعمها للانقسام الفلسطيني - الفلسطيني الذي أضر بالقضية الفلسطينية وفي الساحة الأردنية منذ 1996 تارة عبر المزايدة على الدولة الأردنية ومواقفها تجاه القضية الفلسطينية وتارة أخرى عبر دعم أي صوت ضد الدولة الأردنية.

من جانب آخر، أشار الصحفي بجريدة البلاد إبراهيم النهام، إلى أن تلك المكالمة التآمرية تأتي في سياق حزمة من الأجندات القطرية التاريخية والمستمرة والرامية لتفتيت البحرين وتحويلها لساحة مخضبة بالدم، ونازفة بشكل يومي من الاقتتال الطائفي والفئوي والذي يقوم على التشرذم والتفرقة وشق الصف بين أبناء الوطن الواحد، وهو نهج نجحت به قطر في سيناريوهات تدميرية سابقة، بليبيا، وتونس، وهنالك محاولات منها لتصدير الموت والبارود لمصر وللبحرين وللقطيف ولمناطق أخرى.