ترنو ببصرك إلى الأفق القريب لعلك تصنع بيئة حياتية إنسانية خصبة بعيدة التأثر بأحوال الناس وأسلوب معاملاتهم، وبعيدة عن تتبع أحوال الغير.. أنت الوحيد من بإمكانه أن يستبدل حاله إلى أحسن حال، ويغير من نمط معيشته من أجل أن يعيش بلا منغصات ولا مزعجات ولا تفاهات البشر.

يحز في النفس أن تظل بعض طبائع نفسك ملازمة لتبدل أحوال الحياة، ومرتبطة في أحيان أخرى بطبائع البشر، وهذا الأمر يستدعي أن تقف مع نفسك وقفة تجديد وتغيير، ورمضان فرصة ثمينة أن تكون ممن أزلت عن نفسك ما علق بها من متغيرات حياتية، وتجدد صفاء قلبك، حتى تخرج من رمضان بعد أيام قليلة وقد استطعت أن تصنع بيئة حياتية وإيمانية صافية خالية من الشوائب.

اهتم بقلبك أولاً واجعله فارغاً من مشاغل النفس والدنيا وعلقه بربك، أروه بحب الرحمن وزاد الصلاة والقرآن.

نفسك لا تشغلها بأحوال الناس وأخبارهم، ولا تهدر وقتك بأخبار فلان وفلان، وقد عمل وراح وسيعمل.. اترك الناس في حالهم وانشغل بنفسك وأنجز في حياتك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً..

لسانك سخره في الذكر والدعاء وطيب الكلام، واحذر من الانجرار إلى متاهات الغيبة والنميمة والتحدث عن أعراض الآخرين..

ولا تحرم أهل بيتك من حنانك وابتسامتك وتعاملك الإنساني الرفيع وكن في خدمة أهلك، وحول بيتك إلى بيت خير وكرم وسخاء، واصنع فيه بيئة آمنة يسودها الحب والوئام ورحمات الديان.

كن في حاجة إخوانك وأصحابك ولتكن حياتك معهم مبنية على الحب الخالص الذي يذكرك بفضل المتحابين في الله الذي سيظلهم الرحمن يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. الزمهم ومد يدك الحانية إلى أياديهم وسر معهم في طريق تتنسموا فيه عبق الذكريات الجميلة ونسائم الأجور الغالية..

ولتكن نفسك محبة للخير في حياة الناس، تسعى في خدمتهم وإدخال السرور إلى قلوبهم، تعمل بصمت، ومبادئ حياتك قائمة على أن ما فات انتهى ولا تضيع وقتك في التحدث عنها، ونظراتك على الخطوات التالية التي تعالج القصور..

احتفظ داخل نفسك بمبادئ لا تتنازل عنها أبداً، ولا تتأثر بإرهاصات الحياة، وإن حدث ما يعكر الصفو فلا تشغل نفسك ولا تدعها تنجرف مع (العصبية) التي قد تحول نفسك إلى إنسان بلا عقل ولا وعي.

إشراقة:

عندما تصنع بيئة حياتك بصورة سليمة وتطهرها من أشواك الحياة، فأنت بذلك استطعت أن تصل إلى مرادك، وتدعو الكريم المنان أن يرزقك منزلة عالية في الجنان.