يوسف ألبي

لا يمكن أن نتصور بطولة كأس العالم التي ينتظرها الجميع كل أربع سنوات بدون مشاركة المنتخبات الكبرى، كالبرازيل، ألمانيا، إيطاليا، الأرجنتين، فرنسا، إسبانيا، إنجلترا، هولندا وغيرها من المنتخبات التي أصبحنا نشاهدها في أغلب بطولات كأس العالم، باستثناء بعض العثرات التاريخية التي تجعلنا نفتقد لوجودها في العرس العالمي.

ففي التصفيات الحالية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 هناك عدة منتخبات عريقة تواجه شبح الغياب عن البطولة القادمة، بداية بمنتخب الأرجنتين بطل العالم مرتين الذي يعاني كثيراً في التصفيات الحالية، حيث يواجه خطر عدم التواجد في النهائيات للمرة الأولى منذ عام 1970، فقبل أربع جولات من انتهاء التصفيات يحتل التانغو المركز الخامس، فبخلاف البرازيل التي ضمنت التأهل هناك سبعة منتخبات تملك فرصة التأهل، حيث أن فارق النقاط بين المركز الثاني منتخب كولومبيا والمركز الثامن منتخب باراغواي ستة نقاط فقط ما يجعل المنافسة على مصراعيها. وينتظر رفقاء ميسي مواجهات قوية بداية برحلتها الشاقة إلى مونتيفيديو لمواجهة الأوروغواي وبعد ذلك ستستضيف فنزويلا والبيرو في بيونس آيرس، وفي الجولة الأخيرة ستذهب لمواجهة المنتخب الإكوادوري العنيد، وفي حال حصوله على المركز الخامس سيكون مجبراً على خوض الملحق العالمي مع بطل أوقيانوسيا، لإعادة تجربة تصفيات مونديال أمريكا عام 1994، حين واجه المنتخب الأسترالي وفازت الأرجنتين بمجموع المباراتين بهدفين مقابل هدف، لتتأهل بصعوبة بالغة إلى المونديال آنذاك.



أما المنتخب الهولندي فقد جعل نفسه في وضع لا يحسد عليه، حيث شق طريقه في التصفيات بشكل كارثي خسر على إثره عدة نقاط مهمة في مسيرته للتأهل للمونديال، ويتصدر منتخبي السويد وفرنسا برصيد 13 نقطة، ويأتي خلفهم المنتخب الهولندي برصيد 10 نقاط، وتحتل بلغاريا المركز الرابع بــ9 نقاط، وتنتظر الطواحين لقاءات من العيار الثقيل حيث يشد رحاله إلى باريس لملاقاة فرنسا في مواجهة نارية وثأرية، وبعد ذلك تستضيف منتخب بلغاريا، وبعدها تذهب لملاقاة روسياء البيضاء، على أن تلتقي مع المنتخب السويدي في أمستردام بالجولة الأخيرة والحاسمة من المجموعة الصعبة.

فما يحدث مع الطواحين هو سيناريو مشابه لما حدث معه في تصفيات مونديال 2002، عندما فشل في التأهل آنذاك، فقد حلت ثالثاً خلف البرتغال التي تأهلت مباشرة، وجمهورية أيرلندا التي تأهلت عبر الملحق الأوروبي الآسيوي، ويتمنى الهولنديون وعشاقه ألا يتكرر ذلك معهم وأن يخطفوا بطاقة التأهل المباشر أو المركز الثاني المؤهل للملحق الأوروبي على أقل تقدير.

وشاءت الصدف أن يكون المنتخبان الكبيران الإيطالي والإسباني في مجموعة واحدة بالتصفيات المؤهلة للمونديال، حيث يتساوى المنتخبان برصيد 16 نقطة، وستكون مباراتهما على الأراضي الإسبانية في الجولة القادمة مفصلية، لضمان تأهل أحدهما على حساب الآخر الذي سيكون مجبراً على خوض الملحق الأوروبي الصعب الذي من الممكن أن يلقي به خارج المونديال.