دبي – (العربية نت): حين يفتقد السياسي الحجة، يظهر جلياً ضعفه وتخبطه، ولعل هذا ما حصل الاثنين مع وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. فقد ناقضت تصريحاته نفسها بنفسها، حتى بدا الأمر ارتباكاً واضحاً في موقف الدولة التي تعيش أزمة حقيقية بعد قطع ثلاث دول خليجية "السعودية والإمارات والبحرين" بالإضافة إلى مصر علاقاتها معها.

إذ بعد أن أكد أن قطر لن تفاوض على سياستها الخارجية، وزاد في التعنت مؤكداً أن لا مفاوضات أو حوار مع الدول المقاطعة إلا بعد رفع المقاطعة، عاد ليؤكد أن بلاده مستعدة للحوار ومعالجة مخاوف دول الخليج.

ولعل تلك التصريحات، لا سيما ادعاءه أن إجراءات الدول الخليجية تبدو موجهة للتخلص من دولته، كانت كفيلة بإرباك كل من يسمعها، فهل تسعى دول الخليج للتخلص من قطر؟ أم أن دول الخليج أكدت أكثر من مرة وبالدلائل سعي قيادات قطرية لزعزعة استقرار تلك الدول وفي أكثر من مناسبة، وعبر أكثر من تسجيل مسرب، لا سيما ذاك التسجيل الشهير بين أمير قطر السابق ووزير خارجيته ومعمر القذافي وتآمرهم على السعودية، فضلاً عن التسريبات الأخرى حول البحرين.



ولا رد مقنعاً سوى أن تناقضات قطر لا تنتهي.. وهذا ليس بكل شيء فوزير الخارجية الحالي تحدث عن استعداد بلاده للاستماع لما وصفها بهواجس الدول الخليجية ثم الرد عليها، على الرغم من أن ما يصفها بالهواجس ليست إلا "واقع" لا يغفل على أحد، ألا وهو تمويل المنظمات والكيانات المتطرفة التي تجد ملجأ لها في الدوحة.

وفيما يعيد وزير الخارجية القطري ويكرر أن دولة الكويت لها القيادة في الوساطة، يؤكد أنه سيزور واشنطن الأسبوع المقبل لبحث الأثر الاقتصادي للأزمة، وقبلها كان في باريس ولندن للهدف المعلن ذاته، فيما اعتبر سياسيون أنه كان من الأولى للخارجية القطرية أن تحشد جهودها الدبلوماسية والسياسية خلف الجهود الكويتية إن كانت بالفعل تسعى كما تقول لحل الأزمة.