لقد أثار مقالنا السابق «انتهت اللعبة يا قناة «الجزيرة»!!»، حفيظة تلك القناة وكادرها فبدأت كالعادة بكيل التهم لمملكة البحرين ولصحيفة «الوطن»، وللكاتب، على حد سواء وتهربت من المواجهة الجريئة والإجابة على الكثير من المحطات المريبة في مسيرتها الإعلامية.

وأعلم تماماً الإحراج الذي سببه لها ذلك المقال المنشور في صحيفة «الوطن» البحرينية الواسعة الانتشار، وكما يقال فإن الصراخ يأتي على قدر الألم، فأفردت له حيزاً في برنامج تم بثه في برنامج «فوق السلطة»، وتحت عنوان: «حماس ليست إرهابية!!»، لمقدمه «نزيه الأحدب».

ولولا أن ذلك البرنامج ومقدمه تعرض لمقالنا وحرف الحقيقة لما ضيعت وقتي الثمين في مشاهدته عبر تسجيل استلمته لاحقاً، فنحن هنا في البحرين نعلمكم بأنه لا متابعين لكم البتة ولا حتى من بسطاء الناس بعد سقوطكم المدوي ودوركم المناهض للشعب البحريني وقيادته!!

فتعمد المقدِّم تسليط الضوء على ما يحلو له من المقال، وتجنب الخوض في الكثير من الملفات و«المطبات» التي سقطت فيها تلك القناة خلال عمرها الوظيفي.

كذلك هروبه من الإجابة عن علاقة قناته مع قادة الإرهاب والخارجين عن الشرعية والقانون وكيفية وصول مراسليها إليهم في كهوفهم وجحورهم ومقراتهم السرية، بل استضافة بعضهم ودعمهم والترويج لهم!!

وعبثاً حاول المقدم أن ينفي علاقتهم بملالي إيران وأذنابهم و«حزب الله» والإرهابي حسن نصرالله والحوثي ووقوفهم صفاً واحداً مع قادة انقلابيي البحرين، وكذلك تسترهم وتغافلهم المتعمد عن كل انتهاكات تلك الميليشيات والقيادات التي تدار من إيران في سوريا والعراق ولبنان واليمن!!!

إن ما سربته مؤخراً مملكة البحرين من مقاطع فيديوهات واتصالات مرصودة تفضح نهجهم وعلاقاتهم الحميمية وتآمرهم وربما هنالك الكثير وهي كافية أن تلقمهم حجراً لو بقي فيهم ذرة مهنية..

كل تلك الأشواك والمساحات الملغومة التي تدمي أقدام من يدخلها قفز عليها المقدِّم وتعمد التهرب وركز على جزئية من المقال وهو موقفها السلبي في الحرب الأخيرة على العراق، ونحن لا نتكلم عن مسيرة نظام أصبح هو ورئيسه من الماضي ولسنا بصدد تقييمها لكنه ركزنا لجانب تغطيتها المنحازة في حينها للمحتل ضد الشعب العراقي والعراق كبلد عربي مسلم وخاصة تغطيتها غير المحايدة لمعركة المطار وتسببها في تعجيل سقوط بغداد والتي لم ينكرها المقدم بل قفز عليها، وهذا ليس تجنياً عليكم يا قناة «الجزيرة»، فإن أردتم معرفة منزلتكم عند الشعب العراقي فالجؤوا إليه في استبيان لتعرفوا قدركم وما سببتموه له من خراب ودمار!!

ثم عرج المقدِّم على موقفهم المخزي من ثورات «الربيع العربي» الذي أزعجه طرحه كثيراً، وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان، فدورهم في إحراق وتأجيج الفتن في أكثر من موطن في ربوع وطننا العربي لا يمكن بأي حال من الأحوال محوها من أرشيفهم الذي سيبقى شاهداً على تاريخهم الأسود.

وأخيراً وللأسف إن برنامجاً بهذه التقنية العالية فإن مقدمه لا يحسن قراءة ونقد المقالات بشكل علمي وموضوعي بل حتى هو جاهل لغوياً وقانونياً ففسر جملة «حانت التصفية واقترب يوم الحساب»، التي اختتمنا بها مقالنا بأنه «تهديد!!».

ومعلوم أن عبارة التصفية المستخدمة مع أي منبر إعلامي في الداخل أو الخارج ومحاسبته من قبل الدول هو إجراء قانوني وحق مشروع للدول وليس كما يتوهم المقدم قصير النظر بأنه كتصفية الجماعات الإرهابية لمناوئيها، طالما توافرت الأدلة على تجاوز ذلك المنبر لحياديته وتدخله السافر في إثارة الفتن والتحريض المباشر وغير المباشر والتدخل السافر في سيادة الدول، فيتم إما بغلق مكاتبه وتصفيته أو حجب قنواته وحظره على الإنترنت ومحاسبته لاحقاً بموجب القضاء وهذا ما فعلته شقيقتنا الكبرى السعودية ومملكتنا بحقكم وكذلك بعض الدول وعزوف قطاع عريض من المتابعين الذين عانوا من سموم فضائيتكم ومكاتبها، وهذا الإجراء الذي كان يجب أن يتخذ منذ أمد بعيد جزاء وفاقاً، مما أصاب «الجزيرة» وكادرها في مقتل وأصبحت تهذي ولا تميز بين التهديد والوعيد.. والحجب والتقييد!!

وليس بمستبعد عليها أن تفسر تلك الجملة بالتهديد لأن تلك القناة وتعاملها منذ تأسيسها مع الإرهابيين قد ألبسها صبغة وعاهة مستديمة قد أعمى بصرها وبصيرتها والقائمين عليها وينطبق عليها اليوم قول الحق سبحانه وتعالى «يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون»، ويتلبسهم المثل العربي الشهير «يكاد المريب يقول خذوني»...

وللنصح إن بقي منكم ذو لب نقول كفاكم كذباً وتدليساً فقد انكشفت جميع أوراقكم وانتهت اللعبة ولم يعد ينطلي على المواطن العربي زيفكم الإعلامي والأجدر بكم الاعتذار للشعوب العربية عما اقترفتموه بحقها ومغادرة الساحة الإعلامية بصمت، فأنتم كمن غرز في الطين اللازب ولا ينفع معه كثرة الصخب والحركة فسيزيدكم ذلكم طمساً حد الغرق واللبيب تغنيه الإشارة قبل العبارة.