يجر شابان عربة حديدية وضعت عليها الواح طاقة شمسية، يتنقلان بها من حي إلى آخر ليضخا عبرها المياه في خزانات مدينة دوما قرب دمشق، في ابتكار جديد يخفف عن أهل المدينة المحاصرة في ريف دمشق أعباء انقطاع الكهرباء والماء.

ويقول المهندس ابو محمد احمد عضو المجلس المحلي لمدينة دوما والمشرف على المشروع، "إن أكبر هم للأسرة هو تأمين المياه.. فالمنزل الذي لا توجد فيه مياه لا توجد فيه حياة". ويضيف "نتيجة أسعار الوقود الخيالية، كان لا بد من إيجاد بديل" عن المولدات التي تستخدم في ضخ المياه. "من هنا جاءت فكرة تركيب مجموعة من الألواح الشمسية على عربة متنقلة".

ويعاني سكان مدينة دوما المحاصرة من قوات النظام منذ العام 2013 من نقص في المواد الأساسية. ودوما هي إحدى أبرز مدن الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق. وأسفر الحصار عن انقطاع دائم للكهرباء، فاضطر أهل دوما إلى الاعتماد على المولدات التي تعمل على الوقود. لكن سرعان ما ارتفعت أسعار المشتقات البترولية وقلّ توفرها في آن. وفي ظل الحصار الخانق، كان لابد لسكان دوما أن يبتكروا طرقا جديدة للتأقلم مع واقعهم.



ومنذ نحو شهر، تتنقل عربة الطاقة الشمسية بين شوارع دوما لتضخ مياه الآبار في خزانات المدارس والمساجد والأحياء الفقيرة. وتتألف العربة من 12 لوحا للطاقة الشمسية وست بطاريات. ويؤمن اللوح الواحد مئة واط كحد أقصى من الطاقة بحسب حرارة الشمس. وتساعد البطاريات المرافقة والمشحونة مسبقا في التعويض عن أي نقص خلال النهار.

وكان ابو اكرم ومجموعة من جيرانه يشتركون في شراء المازوت لتعبئة خزان المياه في الحي، لكن مشروع الطاقة الشمسية "مجاني وقد وفر علينا كثيرا"، على حد قوله. ويأمل أبو اكرم أن يتطور المشروع ليشمل أيضا ضخ المياه مجانا إلى الأراضي الزراعية. ويضيف "كلفة الزراعة هي اصلا في المياه، فاذا حصلنا على المياه مجانا فان الخضار ستصبح بمتناول الجميع باسعار زهيدة". ومنذ بدء العمل، تتنقل العربة يوميا بين ثلاث إلى أربع مدارس عوضا عن المساجد وخزانات الأحياء الفقيرة.

وجاءت هذه العربة نتيجة فشل مشروع طاقة شمسية آخر، اذ كان المجلس المحلي زود في السابق 13 مدرسة بالواح ثابتة. ويوضح المهندس أحمد "حصلت بعض السرقات"، فاضطر المجلس إلى أن يخزن الالواح المتبقية قبل أن تتبادر إلى الاذهان فكرة استخدامها مجددا لتغذية أكبر عدد ممكن من الأماكن.