عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مصداق ذلك في كتاب الله: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون" متفق عليه. استوقفني هذا الحديث الرائع في معناه، والذي يدفع النفوس إلى التسابق في ميدان الخيرات.. ولنا معه هذه الومضات:

* تخيل ما أعده المولى الكريم لعباده المخلصين من نعم ومراتب لا يتخيلها العقل البشري، فهي إشارات حسية إلى عقولنا ونفوسنا بأن يكون (الإخلاص) في الأعمال المرتبة الأولى في الاستعداد لتلك المنزلة، ثم التشمير عن السواعد لاستحقاق ما لا يخطر على قلوبنا، ومخفي عن نفوسنا.

* جهز حياتك لتكن متوافقة مع أحلامك في الآخرة، والتي تراها في منزلة عالية تتذوق من خلالها حلاوة ما قمت به في الدنيا.. فلا تقبل أن تكون في منزلة دنيا في حياتك، بل في منزلة همها "جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين".

* اعمل كل ما يقربك إلى ربك ويحقق لك التلذذ في الجنان الخالدة.. وتذكر الصحابي الذي كان يقرأ سورة (الإخلاص) في كل ركعة، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: "ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك؟ وما يحملك على لزوم هذه السورة كل ركعة؟ قال: إنها أحبها. قال: "حبك إياها أدخلك الجنة".

* المبادرة إلى فعل الخيرات وعدم تأخيرها وتسويفها، فأينما وجد الخير فضع يدك عليه قبل أن يمضي.. وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم اليوم صائما؟" قال أبوبكر الصديق رضي الله عنه: أنا. قال: "فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟" قال أبوبكر: أنا. قال: "فمن عاد منكم مريضاً؟" قال أبوبكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة".

* تذكر الأعمال الصالحة التي تكثر من خلالها رصيدك عند المولى الكريم، وتكثر من (ممتلكاتك) في الجنة.. ومنها ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة، سوى الفريضة، بنى الله له بيتا في الجنة".. وقوله عليه الصلاة والسلام: "لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة"، وقوله: "من قال سبحان الله وبحمده، غرست له نخلة في الجنة".

إشراقة:

راقب قلبك في الخلوات..