حكمة أهدتنا الأيام إياها وعلمتنا مع كثرة الأزمات والظروف «يعرف الصاحب من العدو اليوم لا في وقت الشدة والحزن فحسب بل حتى في وقت الفرح والرخاء»، تأمل من يحاول إفساد فرحتك وبهجتك عندما يراك تنجح وفي نشوة الفرح والتألق، ركز على من يحسدك وقت الرخاء والسعادة فيروح يسعى لإيذائك بأية طريقة وإلحاق الضرر بك! من تهزه إنجازاتك فيكيد لك كيداً والمهم عنده أن تدمر ويزول إنجازك بدلاً من أن يسعى إلى منافستك أو الفطنة أنكم كأصحاب وأشقاء نجاحك ونجاحه واحد.

أخطر عدو حاسد ذلك الذي يتمنى ما في يديك لديه ويتمنى أخذ ما بيديك ليصبح له ويسعى في ذلك، بل ويهمه أن يحصل على ما عندك وألا يبقى بيديك مستمراً ويتمنى أن يزول ويراك مدمراً وغالباً فعله يكون بطريقة غير مباشرة ومحسوسة!

الحمد لله على ما تحمله الأزمات من نعمة تكشف لنا من الصاحب ومن العدو؟ من معنا ومن ضدنا؟ كل سوء ظاهره ألم باطنه رحمة وهدية من الله سبحانه ورزق لنفطن إلى من يحبنا ويحب سعادتنا ومن يكرهنا ويود إيذاءنا.. يمحو الله من دربك المفسد من خلال مواقف تكشفه وتعري حقيقة مشاعره ودوافعه تجاهك كي يحفظك من إيذائه وقد يخفف القدر الذي قدره لك معه -وأنت تقوم بعمل صالح يدفع بلاء القدر- بإيذاء جزئي لا كلي.

خنجر قطر المسموم الذي طالعتنا إياه وسائل الإعلام عن طريق بث المكالمة الهاتفية بين مستشار أمير قطر المدعو حمد العطية والإرهابي حسن سلطان وكشفت تفاصيل حجم المؤامرة القطرية على مملكة البحرين خلال أكبر أزمة أمنية واجهتها عام 2011، جعلنا نتحصل على جواب دوافع المؤامرات القطرية على البحرين لأكثر من عشرين عاماً، على أسباب حملاتها الإعلامية المسيئة، جواب على المشهد الذي استحضرته ذاكرتنا ونحن نسمع أحد الإرهابيين وهو يقول متوعداً أيام الأزمة «إن قبض علي فسأذكر اسم الدولة الخليجية التي مولتنا!».

اليوم نتيقن من جواب «ما الذي تريده منا قطر؟» وهو بالمناسبة سؤال طرحه معظم البحرينيين وهم يطالعون فيديو المكالمة المسربة، اليوم نتأكد أن هذه الفضيحة تؤكد ما في قلوبهم تجاه البحرين التي هي دولة صغيرة فعلاً بمساحتها على خارطة العالم لكنها كبيرة جداً بإنجازاتها وقيادتها وشعبها لدرجة أن كثيراً من دول العالم تتآمر عليها بهذا الكم من الحقد، كنا نسمع المكالمة ونحترق قهراً وألماً. اليوم علينا كشعب بحريني أن نقر ونعترف بأن قيادتنا الحكيمة هي أكثر حكمة وحنكة وأن صبرها وسكوتها لأجل عدم شق الصف الخليجي والعربي رغم كل ما عانته وواجهته موقف يحسب لها تاريخياً وعربياً ويعكس قوتها، لله درك يا جلالة الملك حفظك الله ورعاك، فقد استطاع أن يواجه كل هذه المؤامرات ويقضي عليها بإذن الله تعالى، ملكنا اليوم هو فارس عربي سياسي من الطراز الأول.

تفاصيل المكالمة المسربة تعد جرحاً في قلب كل بحريني، حقدهم أعماهم لدرجة أوصلتهم إلى رؤية ـن عدونا هو صديقهم الحميم! شرهم جعلهم يحولون أرضهم لكعبة الخصوم! خصم بطموحاته الإرهابية وأجندته الإجرامية موهوم، دارهم باتت قاطبة لكل إرهابي مطرود ومطلوب أمنياً وملجوم، ما جاءنا من «سهام» أرادت إسقاط أفرع شجرتنا الخليجية العربية ولم تصبنا بفضل الله درس معلوم، ما جاءنا هو خنجر مسموم سيبقى مثل الندبة التي لا يزول أثرها، ندبة حاضرة في تاريخ البحرين الأمني وجرح موشوم!

المكالمة المسربة كشفت أن النظام القطري يحمل عداءً تاريخياً للبحرين وحقداً دفيناً يراد به اختطاف شرعية البحرين وإضعافها تنموياً واقتصادياً وأمنياً، وهذا الحقد أعمى المدعو حمد العطية لدرجة أوصلته إلى مناداة إرهابي بـ«الشيخ»! لدرجة أوصلتهم إلى محاولة التآمر مع شياطين الإرهاب بأي طريقة ممكنة، ونحن نستمع لما يطلبه العطية من الإرهابي حسن سلطان من معلومات عن القرى ورجال الأمن نتحصل على جواب لماذا سقط الشهداء ومئات الجرحى من المخلصين للبحرين وعروبتها؟ لماذا حتى أيام العشر الأواخر من الشهر المبارك سقط شهيد رحمه الله ومصابون شفاهم الله في تفجير الدراز الأخير بعد تسريب تلك المكالمة.

للعطية نقول، هل سمعت عن القط الذي كان يقف أمام المرآة فيتصور نفسه أسداً؟ تلك أفعالكم في السياسة، نسيتم حجمكم وحقيقتكم، برقبتك كل دم شريف أهدر على أرضنا، أي دناءة تلك المتجذرة فيكم والضمير الميت وقت الذي كانت البحرين تستقبلكم كأشقاء لها وأنتم تستغلون زياراتكم للقاء الإرهابيين والتآمر عليها. نقول لحمد العطية ومن على شاكلته لكل داء دواء يستطاب به إلا الحماقة أعيت من يداويها، ونتمنى من المؤسسات الحقوقية في مملكة البحرين والخليج العربي أن تأخذ حقنا منكم بمحاكمة العطية لمحاولته زعزعة أمن المنطقة وتهديد السلم الأمني والقومي بالمنطقة العربية.

هذا الخنجر الذي أصابنا في الظهر من قطر وحسبناه أنه يأتينا من عدونا الذي أمامنا يجعلنا أقوى مما سبق وأكثر دراية وفطنة وحكمة، الله سبحانه ألهمنا هذه المكرمة وكما يقال «الضربة اللي ما تذبحك تقويك!».