عرض تلفزيون أبوظبي تقريراً بعنوان "قطر.. النوايا المبيتة" تحدث فيه عن إحدى المؤامرات التي قامت بها دولة قطر، وهي اعترافات لأحد عناصر جهاز أمن الدولة القطري، تكشف عن إنشائه لمجموعة من الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي تبث الأكاذيب والإشاعات التي تسيء لدولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، حيث تحول الجهاز الأمني الخاص لقطر، من يناط به السهر على حماية الوطن والمواطن ضد الأعداء والمتربصين، إلى أداة ضد الإخوة وذوي القربى، لا لشيء سوى تشويه السمعة وبث الإشاعات والفرقة والأكاذيب، فهذا ما لم تشهده أي دولة حتى الآن.

وجاء في التقرير أن القصة بدأت قبل عدة سنوات حينما رصدت أجهزة الأمن الإماراتية حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تسيء لدولة الإمارات ورموزها، حسابات كان من الواضح أنها تتبع أرقام هاتفية إماراتية ويؤكد مستخدموها أنهم إماراتيون، ولم يكن الأمر فقط خارجا عن المألوف، بل وصعب التصديق، إذ من غير المعقول القبول بفكرة أن مواطناً إماراتياً يمكن أن يستخدم رسوما مسيئة وتعبيرات بذيئة بحق بلده وقيادته، لذا بدأت أجهزة الأمن بتعقب هذه الحسابات، وخاصة حساب يدعى (بوعسكور).

ويضيف التقرير أنه بعد فترة من المراقبة اكتشفت أن الرسائل المسيئة تأتي من قطر، وقامت برصد القادمين من هذه الدولة حتى تمكنت أخيراً من وضع يدها على شخص اكتشفت لاحقاً أنه أحد عناصر جهاز أمن الدولة القطري أي المخابرات.



قطر.. وجهاز أمن الدولة

وفي نص اعترافاته حسب التقرير، قال حمد علي محمد الحمادي: اسمي حمد علي محمد الحمادي وعمري 33 سنة قطري، وأعمل بجهاز أمن الدولة برتبة ملازم ثاني في سكرتارية سعادة رئيس الجهاز، والتحقت بسكرتارية رئيس الجهاز في 12/ 2013، ورافقت سعادة الرئيس في سفراته للعمل وأنا طبيعة عملي هو المرافق له خارج الدوام بالإضافة للأشياء الشخصية، أقوم بإنجازها أو أشياء بيته، وقبل أن أنتقل لسعادة الرئيس كنت أعمل مع المقدم جاسم محمد عبدالله رستم، مساعد رئيس الجهاز لشؤون العمليات.

وأضاف الحمادي: منذ عدة أعوام أنشأ جهاز أمن الدولة القطري ما تسمى بالإدارة الرقمية لرصد كل ما يتم بثه على وسائل التواصل الاجتماعي وإنشاء حسابات وهمية على تويتر وانستغرام بأسماء وهمية، كان الهدف من هذه الحسابات استهداف دولة الإمارات العربية المتحدة والإيحاء بوجود تذمر في صفوف المواطنين.

وتابع الحمادي قائلاً: إنه في تاريخ 15/9 اتصل بي المقدم جاسم وطلب مني أن أحضر لمكتبه في العاشرة صباحاً، وذهبت إليه تقريبا في الثانية عشر أو 12:30 وأعطاني مبلغ 25 ألف ريال قطري من نثريات الجهاز. وحسب التقرير كانت المهمة تتلخص في التوجه براً إلى دولة الإمارات لشراء 5 شرائح هاتفية، وتعبئتها برصيد 5 آلاف درهم لكل شريحة لاستخدامها دولياً.

وقال الحمادي: سألت عن السبب فقال لي: حتى يكون هناك roaming و international و يوتيوب، وستكون الدقيقة بـ 55، وتعجبت من السبب ولم يكن لدي أي علم بتعبئة هذه الأرقام بهذه المبالغ الكبيرة، فحاولت أن أسأله عن السبب مرة أخرى فقال لي: نفذ ولا تناقش.

واعترف الملازم الحمادي أنه حينما غادر الدوحة بسيارته متوجهاً إلى معبر أبوسمرة القطري ومنه إلى معبر سلوى السعودي على الحدود بين الدولتين، تحركت ودخلت مركز سلوى، تقريباً الساعة 6 المغرب عن طريق منفذ سلوى السعودي واشتريت 5 بطاقات سعودية، وكانت مفعلة بخدمات الإنترنت.

وأشار التقرير أن الحمادي بعد دخوله الأراضي السعودية توجه على الفور باتجاه معبر الغويفات الإماراتي ليصله مساء اليوم نفسه، بسيارة تويوتا fj رقمها 355523 على ملك أخيه محمد علي الحمادي، وأمنها بـ 100 درهم.

وبعد إنهاء عمليات الدخول والتأمين على السيارة توجه الملازم حمد إلى إحدى البقالات القريبة وابتاع بسهولة 5 شرائح هاتفية إماراتية من دون أن يطلب منه البائع صورة عن هويته، كما ابتاع 4 أجهزة هاتفية واستخدم هاتفه الشخصي لوضع الشرائح فيها، وقضى عدة ساعات وهو يقوم بشحن كل منها برصيد 5 آلاف درهم باستخدام بطاقات الشحن.

وقال الحمادي: طلب مني المقدم جاسم أن تتم تعبئة هذه الأرقام الإماراتية داخل شبكة الإمارات، لأنها خارج الإمارات لن تعبأ، وبالفعل الهنود أعطوني الأربعة تلفونات وقاموا بتعبئة الكروت عن طريق رصيد إلكتروني والكارد اليدوي فتمت تعبئة خمسة أرقام بقيمة 25 ألف درهم إماراتي، وبعد ذلك نزعت الكروت من التلفونات وأخذت الكروت مع التلفونات وغادرت.

وذكر التقرير أنه في اليوم التالي أي 16/9/2013 استقل الملازم الحمادي سيارته وعاد إلى معبر الغويفات الإماراتي، ومنه إلى معبري سلوى وأبوسمرة وأخيراً العاصمة القطرية الدوحة.

وتحدث الحمادي قائلاً: وأنا في الطريق تكلمت مع جاسم وقلت له إني أخذت الأغراض التي كلفتني بها دون أن يكون عندي علم بهذه الأمور أبداً، وكان وقتها موجوداً بالعمل، وعندما ذهبت للعمل كان هو خارج من العمل وأعطيته الأشياء وقلت له إنني دفعت 1200 لشراء الكروت السعودية والبترول والتأمين.

وأضاف التقرير أن الملازم الحمادي توجه إلى مقر جهاز أمن الدولة، حيث قام بتسليم الشرائح الخمس، وكان النقيب حمد خميس الكبيسي مدير الإدارة الرقمية في جهاز أمن الدولة سابق، متواجداً وقام جاسم بتسليمه الخطوط التي

عهد بها النقيب حمد خميس الكبيسي إلى الملازم راشد عبدالله المري، والملازم عامر محمد لاستخدام الأرقام الإماراتية لإنشاء حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وانستغرام، من أشهر المواقع الوهمية التي أشرف عليها جهاز أمن الدولة القطري موقع (بوعسكور) الذي كان ينشر إشاعات وأكاذيب وهمية عن الإمارات باستخدام ألفاظ وكلمات أثارت استغراب الجميع بسبب بذاءتها.

وتابع الحمادي أن الإدارة الرقمية هي من قامت بإنشاء حساب (بوعسكور) وحساب (قناص الشمال) والحسابات الأخرى التي تسيء لدولة الإمارات واستخدامها لمهاجمة دولة الإمارات، ورموز دولة الإمارات والمغفور له الشيخ زايد الله يرحمه، والشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، والشيخ محمد بن زايد والشيخ عبد الله بن زايد والشيخ هزاع بالإضافة للفريق ضاحي خلفان، وصار الهجوم من خلال الصور المسيئة التي توضع في أنستغرام وأعتقد أن الكروت السعودية تم استخدامها للإساءة بالسعودية.

ويختم التقرير أنه بعد إلقاء القبض عليه تمت إدانة الملازم حمد الحمادي من قبل محكمة أمن الدولة، عام 2015 وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 10 سنوات، كما أصدرت المحكمة حكماً غيابياً بالسجن المؤبد لأربعة آخرين من منتسبي جهاز أمن الدولة القطري، المقدم جاسم محمد عبدالله مساعد رئيس جهاز أمن الدولة للعمليات، النقيب حمد خميس الكبيسي مدير الإدارة الرقمية لجهاز أمن الدولة، الملازم أول بجهاز أمن الدولة راشد عبد الله المري، الملازم أول بجهاز أمن الدولة عامر محمد، لكن ومن أجل تهدئة النفوس وحفاظاً على أواصر القربى وحسن الجوار، أصدر رئيس دولة الإمارات لاحقاً قراراً بالعفو عن الملازم حمد الحمادي.

ومثل هذه القضية التي تسيء لرموز دولة الإمارات، من قبل أجهزة الأمن القطرية لا تشكل سوى واحدة من قضايا عديدة حاولت فيها الدولة القطرية النيل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وغيرها من الدول العربية، فهي ليست سوى قمة جبل الجليد الذي يخفي ما تحته ما يخفي من مؤامرات.