رد البحرين على الساعين إلى زعزعة الأمن في هذا البلد المسالم دائماً وأبداً اختصره محافظ محافظة العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة الذي دان العمل الإرهابي الذي استهدف رجال الأمن في قرية الدراز وأدى إلى استشهاد أحد رجال الأمن وإصابة اثنين آخرين، اختصره في عبارة واحدة حاسمة حيث قال «يخطئ الإرهابيون ومن يقف وراءهم إن اعتقدوا أنهم بأعمالهم الشنيعة سيرهبون شعب البحرين الذي لا تزيده الشدائد إلا تماسكاً وتوحداً وارتباطاً بقيادته»، وهو قول ليس بعده قول والرد الشافي، فهذه الأعمال الإرهابية، أياً كان حجمها ومهما كانت شدتها، لا يمكن أن ترهب هذا الشعب الذي عزم على الوقوف بقوة في وجه كل تصرف أحمق يقوم به أفراد أو مؤسسات وأحزاب أو دول.

شعب البحرين يقف خلف قيادته ولا يقبل عنها بديلاً، لهذا لا يمكن أن يسمح لأي كان أن يؤثر على قراره واختياره، ولولا هذه القناعة وهذا العزم والثبات لتمكن مريدو السوء لهذا الوطن من تحقيق أهدافهم منذ تلك اللحظة التي باع البعض فيها نفسه للشيطان وسلم قراره للخارج واعتقد أن بإمكانه أن يصل إلى ما يريد.

الجميع في البحرين ينظر إلى ما حدث على مدى السنوات الست الماضيات ولايزال يحدث أحياناً على أنه «عمليات إرهابية نابعة من فكر متطرف دخيل على المجتمع المسالم» وأنه لهذا «لن تنجح في تحقيق أهدافها المدعومة من قوى الشر في الداخل والخارج لتفتيت وحدة المجتمع وتماسكه» كما جاء في البيان الذي صدر عن مجلس النواب وتناول الاعتداء الأخير على رجال الأمن في قرية الدراز والذي أرجع ذلك إلى «التلاحم بين الشعب المخلص والقيادة الحكيمة والتكاتف بين كافة مكونات المجتمع البحريني للتصدي لمثل هذه الأعمال الإجرامية».

ليس بمثل هذه الأعمال ولا بغيرها يمكن إرهاب البحرين والتأثير على العلاقة بين الشعب والقيادة وتلاحمهما، لهذا فإن المصير المحتوم للمخطط الذي دبر بليل وتم اعتماده في الغرف المغلقة لقوى الشر هو الفشل. يكفي تبين عدم تأثر هذا الشعب بدسائس الفضائيات «السوسة» التي لم تتوقف ولاتزال مستمرة في تنفيذ المطلوب منها وتركز على العواطف وتجأر بالمظلومية ليل نهار.

شعب البحرين لم يعد يصدق ما تروج له تلك الفضائيات التي صار العالم يعرف من يقف وراءها وانكشفت مصادر تمويلها، وهو إن كان قد صدق بعض القصص في بادئ الأمر إلا أنه كله صار يعرف اليوم ما يحاك من مؤامرات ضد هذا الوطن وقيادته وصار يعرف جيداً الغاية من كل ذلك، لهذا فإنه لم يعد يلتفت إلى تلك القصص ويعتبر أصحابها من ذوي الخيال الواسع.

ولأن شعب البحرين يعرف أيضاً أن محاولات الإرهابيين ومن يقف وراءهم لن تتوقف لذا فإنه يزداد التحاماً بقيادته ويعبر عن ذلك بكل الوسائل ولا يصدق ما تروج له تلك الفضائيات والمواقع الإلكترونية التابعة لها ويعتبر كل رواية تصدر عنها في هذا الخصوص كذباً محضاً ولا يميل إلا إلى تصديق ما يصدر عن الجهات الأمنية التي تبين له بالتجربة أن ما يصدر عنها هو الحقيقة والواقع، ولعل المثال الأقرب على هذا هو التسجيل الفاضح الذي ظهر أخيراً ووفر كل ما يلزم من أدلة على علاقة مشبوهة ربطت بين جمعية الوفاق ودولة قطر التي تبين دورها في أحداث فبراير 2011 مثلما تبين دور إيران التي صارت تجاهر وتفاخر بقيامها بهذا الدور.

لا يمكن لشعب البحرين أن يخضع لهذا الابتزاز خصوصاً بعدما تبين كل هذا الذي تبين، لهذا فإن ألف عملية إرهابية كالتي تم تنفيذها أخيراً في قرية الدراز لا يمكن أن تفت من عضد هذا الشعب المخلص لقيادته.