سرعان ما أقبل الشهر الفضيل، وأتت ساعة توديعه، أيام مضت جمعت فيها الكل على مائدة واحدة، في صلاة واحدة، تراويح وليلة القدر، واليوم على أعتاب العيد وكل يستعد لتوديع الشهر الفضيل واستقبال العيد بطريقته الخاصة.

ويبقى العيد هو العيد بزهوته وحلته وعاداته المتوارثة منذ سنين خلت بين أطياف المجتمع البحريني.

وللوقوف على استعدادات العيد، تحدثت وكالة أنباء البحرين مع مختلف التوجهات الوظيفية في المجتمع البحريني، حيث التقت قالت الموظفة في وزارة الداخلية، بدرية صالح "أقضي العيد في بيت الأهل حيث أن فرحتنا لا تكتمل إلا مع والدتي وبقرب أحبتي، ولا أفضل الذهاب للمجمعات أول أيام العيد، لأن العيد هو اجتماع لنا مع أحبتنا وتقوية الأواصر بيننا".



وفيما يخص العلاقات الاجتماعية، أوضحت بدرية أنه لوحظ في الفترة الأخيرة برود في العلاقات بين الناس، ولم يعد البعض منهم يهتم بتقوية علاقته مع أقربائه والتواصل معهم، كما أن فجوة التواصل آخذه في الازدياد، مشددة على أنها تفضل قضاء العيد في البحرين أو السفر، وتشدد على أهمية أن يكون الاحتفال بالعيد مع أهلها.

من جانبه قال رجل الأعمال، أحمد صباح إن استعداده للعيد ليس على الصعيد الأسري فقط، فهو رجل أعمال ويملك مجموعة مطاعم ومقاه يباشر العمل عليها للاستعداد للعيد ولاستقبال السياح سواء من داخل المملكة أو خارجها.

وأضاف أحمد: "الحمد لله نلاقي إقبالاً شديداً أيام العيد، حيث إننا نقوم بإعداد الوجبات والمشروبات المناسبة والمخصصة فقط للاحتفال بالعيد خلال أربعة الأيام الأولى من العيد وتلاقي طلباً كبيراً عليها."

وعما إذا كانت أعماله تلهيه عن لقاء الأهل في العيد، أكد أنه حريص كل الحرص على الاجتماع مع الأهل في تلك الأيام وعدم السفر وتناول وجبتي الغذاء والعشاء في بيت العائلة بوجود جميع أفراد العائلة دون استثناء، ولا يمنع أن تقوم العائلة بزيارة جماعية لإحدى دور السينما أو المطاعم.

وعن الشعور الذي يغمرهم أيام العيد، أشار أحمد إلى أنه في كل عام يكون العيد له شعور مختلف، أحياناً تكون أيامه جميلة باجتماع أفراد العائلة، وأحياناً رغم فرحة العيد إلا أن الحزن قد يكتسح البقية لفقدهم عزيز ذهب عن هذه الدنيا، أو لسفر البعض منهم فتكون فرحة العيد غير مكتملة.

وحث أحمد الناس على التمسك بعلاقاتهم وعدم الاستهانة بها وتعويضها بوسائل التواصل الاجتماعي واعتبارها أمراً كافياً كمن يقوم بمعايدة أهله عن طريق الواتس أب أو الاتصال لا بد من الحضور والاجتماع الذي هو أساس فرحة العيد.

بدورها أكدت أستاذة التربية الرياضية، أفراح سيف أنها قبل أن تستعد للعيد تقوم بتوديع الشهر الفضيل. ومن ثم تبدأ تجهيزات العيد من شراء الملابس، والبخور والعطور، والاجتماع مع كبار أفراد العائلة ليس فقط في العيد ولكن يسبقه خلال أيام الشهر الفضيل.

وعن قضاء العيد والأماكن التي تفضل زيارتها، أكدت أن الزيارات على رأسها خصوصاً للعائلة والتبريك لهم بالعيد، والاجتماع معهم لأن العيد فرحته تكون بلقياهم.

وتفضل أفراح قضاء العيد في الوطن مع الأهل والأحبة وتأجيل السفر لما بعد العيد.

وأضافت: "كما أنني أتوجه للمتنزهات والمجمعات للترفيه وخاصة أنه لدي أطفال لا بد من إعطائهم حقهم في العيد من اللعب والمرح."

وتتفق في الرأي مع السيد أحمد بأن الشعور بالعيد يختلف قد يزيد أو ينقص وذلك بحدوث حدث يتواءم مع العيد قد يدخل الفرحة لقلوب الناس، ولكن ما ينقص فرحة العيد هو فقد عزيز رحل عن الدنيا.

أما أستاذ اللغة العربية من جمهورية مصر الشقيقة، الأستاذ عبدالله صابر، فتحدث عن استعداداته للعيد مع عائلته واكد أهمية أن تكون صلاة العيد في الجامع وفرحة العيد تغمره بلقاء المعارف والتبريك لهم.

وأضاف " بعد أداء صلاة العيد أتوجه للمطار مباشرة لزيارة الأهل في جمهورية مصر وقضاء العيد معهم، حيث أن الشوق يسبقني لهم بعد قضاء عام دراسي كامل في التدريس، ولكنني هذه المرة سأقضي العيد بعيداً عن أهلي في مصر، ولا أنكر بأن البحرين هي بلدي الثاني والبحرينيين أصيلون بطبعهم فهم أهلي وأتمنى أن أشعر بفرحة العيد معهم فهي المرة الأولى التي سأحتفل فيها بالعيد في مملكة البحرين."

وعن تفضيله لأماكن معينة لقضاء العيد فيها، أكد عبدالله أنه لا يفضل الذهاب في العيد للأماكن الترفيهية والمتنزهات، ولكنه يقضيه بين الأهل والأقارب وزيارتهم.

رغم أننا التقينا المدرس والموظف ورجل الأعمال، وهناك غيرهم الطبيب والمهندس، فجميع هؤلاء هم مكون رئيسي من مكونات المجتمع لديهم عائلة وأهل وأصدقاء لديهم مشاعر يرغبون في مشاركتها مع الغير، وجميعهم يؤكدون أنه: "لدينا وطن ينعم بالأمن والأمان وفرحتنا لا تكتمل إلا بقضاء العيد في وطننا الغالي وبين أهلنا وأحبتنا".