خلال الفترة الماضية، تلقيت عشرات المكالمات والرسائل النصية والرقمية من أهلي وأصدقائي وزملائي بالقاهرة.. يجمعها كلها لهجة الفرحة والابتهاج ومعاني الشكر والعرفان بمنح جائزة الشيخ عيسي لخدمة الإنسانية لمستشفى سرطان الأطفال بالقاهرة.. إذ إن كلها تشيد بمملكة البحرين، وبالأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، وبجهود حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وموقف المملكة الإنساني، ودورها في خدمة الإنسانية عبر تلك الجائزة العظيمة والقيمة في معناها وقيمتها والتي تحول حياة ومصير كل من توهب إليهم.

حفاوة كبيرة لقيها أعضاء مجلس أمناء المستشفي وقت وجودهم بالبحرين سواء من لــــدن جلالة الملك أو الحكومة الرشيدة أو الوزراء أو المسؤولين بالمؤسسة الخيرية الملكـــــية أو من رئيس جامعــــة البحرين الأستاذ الدكــــتور رياض يوســــف حمزة خلال المحاضرة العامة والتاريخية لأعضاء مجلس الأمنـــــاء والتي رعاها رئيس الجامعة وحضـــرها أعضاء مجلس الجامعة الموقرين وأعضاء الهيئة الأكاديمية. كل هذه الحفاوة قد تركت انطباعات إيجابية كبيرة لدى الشعــــب المصري تغلفها معاني الشكر للكرم والشهامــــة والروح الإنسانية التي اشتهر بها جلالة الملك والشعب البحريني العريـــق.

وقد ألقت الجائزة بالبهجة والفرحة في قلوب الآلاف من الأطفال المرضى والأطباء القائمين على علاجهم بل والملايين من أبناء الشعب المصري أهالي هؤلاء المرضي وأعطتهم الأمل في الشفاء نظراً لتوافر الإمكانيات المالية والطبية اللازمة والتي ستوفر مخصصات هذه الجائزة جزءاً كبيراً منها للتغلب على هذا المرض الخبيث الذي يتطلب العلاج منه نفقات مالية باهظة لا تقدر على الوفاء بها سوى أسر قليلة.. وهو ما يؤكد الجانب الإنساني في الجائزة التي تجاوزت بصماتها الإنسانية الحدود الجغرافية للبحرين لتلقي بنورها على المحتاجين لها في كل دول العالم.

لقد أدرك المصريون أن تخصيص الجائزة لمستشفى تعالج الأطفال المرضى المصابين بالسرطان يبين قيمة البعد الإنساني والخيري لمملكة البحرين، ومدى الحنان والشفقة على من ابتلوا بهذا المرض الخبيث وأن البحرين وملكها لا يتأخرون في نصرة المحتاجين والمساعدة في رفع البلاء والأذى عنهم.

إن رغبة البحرين في تصدير الأعمال الخيرية للدول الشقيقة والإسلامية تبرهن على النهج المعتدل والمتسامح والوسطي لتلك المملكة ولملكها المفدى، والذي يسير على درب سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار وأهل بيته الأطهار فله في رسول الله قدوة حســــنة في فعل الخيرات وإعانة المحتاج ونصرة المظلوم وإعانة الفقـــير والإسهام في شفاء المريض.

وبهذا العمل الإنساني فإن جلالته يسير على نهج السنة النبوية التي تؤكد «الأقربون أولى بالمعروف» وهو ما يوجد الحب بين الأخوة والأقرباء والجـــيران لأنه يشاركهم في السراء والضراء ووقت الشدة ويبعد الضغينة عن النفوس، ويؤكد من ناحية أخرى على أن التعاون الكبير بين مصر والبحرين ليس مقتصراً على المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية فقط إنما هو أيضاً تقــــارب إنساني وإحساس معنوي بما يصاب به الأخ من مرض أو ابتلاء لأطفاله وهذه أسمى آيات التعاون والمشاركة لأنها لا تستــــهدف مصالح دنيوية إنما تستهدف وجه الله الكريم وابتغاء رضائه.

ومن حسن الحظ أن تتوافق الجائزة هذا العام مع شهر رمضان الكريم شهر الخيرات ومضاعفة الحسنات والثواب من رب العالمين والتي ندعو الله أن تكون في موازين حسنات جلالته يوم القيامة.

والشعب المصري معروف بطيبته واعترافه بالجميل والفضل لمن يقدم له الخير وهذا ما برز في الشارع المصري وعلى ألسنة المصريين بعد إعلان هذه الجائزة فامتلأت الصحف ووسائل الإعلام المصرية بأخبار الجائزة وأهميتها للمستشفى وتحدثت هذه الأخبار عن حب جلالته لمصر وحب مصر لجلالته وعن كرمه ودوره في خدمة الإنسانية عبر جائزة المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، بل وعلقت صور جلالة الملك على جدران المستشفى وفي الأماكن العامة، وكلها تحمل آيات الشكر وعظيم الامتنان لجلالته على هذا الفعل الإنساني النبيل الذي هو ليس بجديد على الشخصية الإنسانية لجلالة الملك.

إن المصريين يشكرون البحرين وملكها على هذه الجائزة الكبيرة في قيمتها ومعناها والتي أكدت أنه ملك إنسان ذو قلب عطوف على الفقير والمحتاج والمريض.. ملك لا يتأخر عن الإسهام في رفع الابتلاء عنهم أياً كان مكانهم.. متع الله جلالته بموفور الصحة كي يظل ذخراً وقائداً معطاءً للإنسانية وخدمتها عبر تلك الجائزة العالمية التي أصبحت علامة فارقة في العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم.

* أستاذ الإعلام وعلوم

الاتصال - جامعة البحرين