ثلاثة عشر مطلبا ليس بينها مطلب واحد يمس الإنسان القطري، وتحقيقها لن يشعر به المواطن القطري.

ثلاثة عشر مطلباً تستفيد منها جماعات غريبة على قطر لا تمت لهم بصلة وغيابها لن يشعر به القطريون أبداً.

ماذا يستفيد القطري من الماكنة الإعلامية التي تمولها قطر بدءاً من الجزيرة إلى أكثر من قناة تلفزيونية وصحف ومواقع إلكترونية بعضها في لندن والآخر في تركيا وتكلف المليارات ولا تتحدث عن قطر ولا يتابعها القطريون ولا يعلمون أصلاً أن حكومتهم تمولها؟

ماذا يستفيد القطري من قناة الجزيرة؟ لديه تلفزيونه ولديه أكثر من قناة وطنية؟ لا يستفيد من الجزيرة غير العاملين فيها وغالبيتهم ليسوا قطريين.

ماذا يستفيد المواطن القطري من التقارب مع إيران؟ بل عليه أن يحذر فما دخلت إيران بلداً عربياً إلا دمرته والأمثلة أمام أعينكم.

ماذا يستفيد القطري من عشرات المنظمات الحقوقية والأفراد الذين تدفع لهم قطر المليارات من أجل التفرغ لمهاجمة الدول الخليجية والعربية؟ لو تسأل قطرياً عن تلك المنظمات فلن يعرفها ولا يعرف أين تعمل ومن يقودها وماذا فعلت في شعوبنا العربية؟

ماذا يستفيد المواطن القطري من عشرات المطلوبين في بلادهم لقضايا تتعلق بالارهاب وتؤويهم قطر التي أصبحت مقراً لتجمع إرهابيي العالم؟

لا استفادة ولا منفعة تعود على المواطن القطري من هؤلاء وغالبيتهم ليسوا خليجيين، ونشاطهم موجه للخارج (تعلف عليهم قطر) ولا حتى يشعر المواطن القطري بوجودهم.

إنما بالمقابل ثلاثة عشر مطلباً تسببت بها جماعات غريبة على أهل الخليج هم من يقف الآن حائلاً بيننا وبين أهلنا في قطر.

بالمقابل كل بند من هذه البنود الثلاثة عشر مات بسببه خليجيون وعرب وتسبب بالدمار وأزهق أرواحاً وأحدث شروخاً بين أبناء الشعب الواحد.

كل بند من البنود الثلاثة عشر دفعنا ثمنه كشعوب خليجية وشعوب عربية على مدى العشرين عاماً الماضية وطالبنا القيادة في قطر أن تكف أذاها عنا ولكنها ماطلت ولم تستجب بل كانت ترقص على جراحنا.

اليوم تتمادى القيادة القطرية وتماطل وتدعي أنها تسمع تلك المطالب أول مرة، والحقيقة أنها لم تسمعها أكثر من مرة فحسب، بل وقعت وتعهدت بتحقيقها قبل أكثر من عامين في اجتماع الرياض، لكن الشعب القطري يسمعها لأول مرة، لأن القيادات في دول مجلس التعاون أرادوا حفظ ماء وجه القيادة القطرية ومنحهم فرصة لمعالجة هذا الموضع المعوج.

مع الأسف لم تحسن القيادة القطرية قراءة الوضع لا سابقاً ولا حالياً قراءة واقعية، مازالت القيادة القطرية تناور وتحاول كسب الوقت ومصرة على الاستمرار في مشروعها التدميري، فتارة تقول إنها مطالب غير واقعية، وإنهم سيدرسونها، وإنها أخذتها كرامة للوسيط فقط، وكلها رسائل تدل على أن القيادة القطرية تتمادى في سياستها المرفوضة واشترت تلك الجماعات وباعت أهل الخليج مثلما باعت البيت العود وأخرجت شعبها منه.

الأدهى أنها اليوم تقف حائلاً بين عودة الشعب القطري لإخوته، إلى حضنه الطبيعي، إلى بيته العود، ومنذ بداية الأزمة ونحن نتجنب ألا يمتد الخلاف بين الشعوب، فلا ذنب للشعب القطري فيما مارسته قيادته من أخطاء سياسية قاتلة، ولكن قصر النظر استدرج الشعب القطري كي يكون طرفاً في الخلاف.

وما زلنا نأمل أن تزول هذه الغمة وتقتنع القيادة القطرية أن الحل هنا، الحل بعودة قطر لموقعها الطبيعي، قطر ليست قطعة الأرض على كوكب المريخ، قطر موصولة بالمملكة العربية السعودية براً وبدول الخليج عمقاً وأصالة وجذوراً ونحن إخوة نصفح ونسامح ونملك من القدرة على الإيثار تلك التي جعلتنا نصبر عشرين عاماً ونمسح كل ما فات ونبدأ من جديد بصدر وبقلب مفتوح.