أكد سياسيون وإعلاميون وخليجيون عرب، أن قطر فشلت من جديد في الاستفادة من التجارب التي مرت بها، لتقع مرة أخرى في ذات الأخطاء، وفقاً لما ناقشه برنامج "ما وراء الخبر"، الذي يبث على شاشة تلفزيون البحرين يوميا الساعة التاسعة مساءً.
وأضافوا أن بعد 3 سنوات من عزلها وتحديدا في مارس 2014، لا تزال تمارس نفس السياسة رغم الفرصة التي منحت لها بحل المشاكل العالقة مع دول مجلس التعاون والالتزام بقواعد العمل الدبلوماسي المتعارف عليه بين دول العالم، إلا أنها أصرت على نقض غزلها، لتدخل في مرحلة جديدة، فشلت فيها في تصحيح سلوكها العدائي، أو حتى توضيحه أمام الرأي العام العالمي.
واستضاف البرنامج في حلقته بالاستيديو وكيل وزارة الخارجية الأسبق السفير حمد العامر، وبالأقمار الصناعية من الرياض المستشار الإعلامي السعودي د.محمد الحربي، ومن القاهرة بالهاتف المحلل السياسي اليمني بليغ المخلافي، ومن البحرين على الهاتف الباحث الاستراتيجي د.أشرف كشك والكاتبة الصحافية منى المطوع.
وقال وكيل وزارة الخارجية الأسبق السفير حمد العامر، إن عام 2014 كان فرصة ذهبية للدوحة لتعديل سلوكها وعلاقاتها مع دول المجلس، مشيرا إلى أن المجلس خلال السنوات الماضية مر بالعديد من المشاكل التي أصابت الإقليم وعلى رأسها الحرب العراقية الإيرانية واحتلال الكويت والحرب على العراق واليمن والربيع العربي وغيرها، وهي مشاكل خطيرة للغاية، ولكن المجلس تجاوزها بالكثير من الحكمة والدبلوماسية.
وقال إن اليوم صعب جدا، لذلك على الدوحة وقف مسببات الأزمة الحالية، وهي معروفة للجميع، وأن تلتزم بما تعهدت به العام 2014، حيث وقع الأمير تميم على اتفاق الرياض التكميلي، وكنت ضمن الوفد البحريني في التفاوض، حيث كان هناك الكثير من المكاشفة والوضوح والمصارحة، خصوصا عددا من الاشرطة التي تدل على التآمر ضد البحرين، والتآمر بين ليبيا وقطر على السعودية، والهاجس البحريني الكبير وهو موضوع التجنيس وقناة الجزيرة وضرورة وقف نشاطاتها المعادية، حيث تعرضت البحرين لهجوم من القناة مبني على أسس استراتيجية بعيدة المدى وليس مجرد ازعاج فقط.
وعن سبب اعتقاده بأن الأزمة الحالية من أخطر الأزمات، قال العامر إن الازمة الحالية ربما تكون سببا وراء انهيار المجلس، ولكنها في ذات الوقت قد تكون السبب المباشر في قيام الاتحاد الخليجي، والذي هو المطلب الأهم لشعوب مجلس التعاون، وهو الطريق الصحيح وتطور طبيعي لمسيرة المجلس.
وعن إمكانية اعادة سيناريو 2014 بأن توقع الدوحة على التعهدات ثم ترفض التنفيذ، أشار إلى أن دول الخليج نزعت عباءة المجاملات مع الدوحة، لأن الأزمة الحالية تمس كيان المجلس ككل، وتعمل على تغيير خارطة مجلس التعاون والدول العربية كافة، وهو أحد حلقات مسلسل الربيع العربي والتي كانت الدوحة أحد أدواته.
وعن مصلحة قطر في المشاركة بتفتيت المنطقة أوضح العامر، أن الدوحة تشعر بعدم الأمان والأمن، ما يدفعها لتبادر بالهجوم بالاتفاق مع بعض القوى الإقليمية والدولية، حيث التغيير القائم على أساس حقوق الإنسان والرأي، إضافة إلى الاستعانة بفكر إسلامي متطور، وهو ما تمثله تركيا، سعيا بأن تصبح الدوحة المرجع له كونها الحاضنة الأكبر لجماعة الأخوان المسلمين.
وفيما يتعلق بالدبلوماسية البحرينية في الأزمة، أوضح العامر أن لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مواقف كبيرة ومشرفة في هذه الأزمة وغيرها من الأزمات التي مرت بها المنطقة، حيث كل الجهود تنصب على ضرورة الانتهاء من الازمة لأن استمرارها ليس من مصلحة أحد، بل وربما تكون كارثية بين الشعوب الخليجية.
وأضاف أن الدبلوماسية الخليجية تمتعت دائما بالصبر وسعة الصبر، وتحاول استيعاب التصرفات القطرية اللامسؤولة وايجاد الحلول، والقول إن قطر لا تعلم ما هي مطالب الدول الخليجية فهذه سذاجة سياسية، حيث التعهدات في 2014 واضحة ولا لبس فيها.
ولفت العامر إلى أنه يجب على قطر أن تفهم بأن سياسية التوسع، وهي عمود أساسي في السياسة القطرية كخط دفاع لحالة انعدام الأمن، يجابهها سياسة الاحتواء السياسي، وهو بالقضاء على الأشياء التي تروج لها قطر مثل الارهاب واحتواء الاعلام القطري متمثل في الجزيرة، والذي قوم على الكذب والتلفيق وخدمة للتوسع القطري، ويتم الاحتواء بالحملة الاعلامية المنظمة التي تقوم بها دول الخليج الثلاث.
وبشأن رؤية الرأي العام العربي للأزمة الحالية، أوضح العامر أن المواطن في الغرب أصبح يفهم وجهة النظر الخليجية من قطر ودورها وما يتعلق بالإرهاب، ويجب التركيز على الدول المتحالفة مع قطر مثل تركيا وايران، اما الجانب الامريكي فيجب اعادة توضيح الصورة له اكثر، خصوصا بعد أن وصل الارهاب الى قلب أوروبا، حيث ضرورة وقف الطموحات القطرية في التوسيع وبناء مجتمع جديد قائم على الاخوان المسلمين.
وأشار إلى أن قطر تسعى لإيجاد دولة خارج الحدود الجغرافية من أجل استمرار النظام القائم حاليا، وهي خطة بدأت عام 1996 وقائمة على وفرة في الأموال وعدد قليل من المواطنين، تلاقت هذه الخطة مع الربيع العربي والتوجهات الأمريكية إبان فترة حكم اوباما، وكانت النتيجة صراعات مستمرة في العديد من الدول العربية.
وتطرق إلى كيفية الخروج من الأزمة ومصير مجلس التعاون الخليجي؛ مشيرا إلى أن الخروج من الأزمة في يد قطر، بضرورة تطبيق اتفاقية 2014 والالتزام بجميع بنودها بضمانات امريكية، حيث إن الوضع لن يكون كما مضى.
أما مصير المجلس فإنه سيبقى على ما هو عليه، وستبقى سياسية الاحتواء الدبلوماسي قائمة، لكن سيتكون قطر خارجة منظومة المجلس، إذ ليس من المنطق أن تشارك في اعماله واجتماعاته وهي مقاطعة من أكثر من نصف اعضاءه.
فيما قال المستشار الاعلامي السعودي، د.محمد الحربي؛ إن قطر لا تزال تمارس سياسية الهروب إلى الامام، حيث الإساءة للأشقاء وتزوير الحقائق والارتباك الإعلامي الذي وقعت فيه الدوحة.
وأضاف أن دول الخليج لم تتخذ هذا الموقف للعداء والتجييش؛ بل لأن هناك قضايا هامة وخطيرة مع قطر ويجب التعامل معها، حيث شقت قطر الصف الخليجي الى حد كبير، ولا يوجد له حتى الآن أي بوادر.
وأشار الحربي إلى أن التعنت القطري يصاحبه عملية ارتباك سياسي واعلامي، وهناك سقوط في الاعلام القطري، لان اليوم اصبح كل شيء مكشوف حيث التسريبات والمكالمات والفيديوهات، لكن الاعلام القطري لا يزال يكابر وينفي كل ذلك دون اي دليل.
وأضاف الحربي أن حجم الأموال الكبيرة التي دفعتها قطر حول العالم لدعم الإرهاب لن تقبل قطر بالتنازل عنه اليوم بلا مقابل، وكذلك ما تم تقديمه للأخوان المسلمين، وهو ما يؤشر إلى أن الأزمة لن تحل في القريب العاجل، وستتخلى قطر عن البيت الخليجي مقابل التحالف مع إيران وتركيا والأخوان المسلمين والجماعات الارهابية، حيث لا تزال تعيش عهد اوباما.
وعن مستقبل الازمة القطرية، أشار الحربي؛ العودة للبيت الخليجي والتخلي عن الارهاب ودعمهم، استمرار المقاطعة لسنوات وهو ما سيسرع بحراك شعبي في الداخل لإسقاط النظام.
وفي مداخلته على الهاتف من المنامة أشار الخبير الاستراتيجي د.أشرف كشك، إلى أن تحركات دول الخليج كانت تتمير بثلاثة أمور أولها أنها كانت على مستوى رفيع جدا، والتي مثلتها زيارة جلالة الملك المفدى إلى جدة والقاهرة وأبو ظبي وكذلك جولات سمو أمير الكويت، ثانيا أن الخطاب موحد بالنسبة لدول الخليج العربي ومصر، وثالثا أن هناك كتابات لدبلوماسيين خليجيين في الولايات المتحدة في الغرب لإيضاح الصورة الحقيقية للراي العام العالم، وقد نجح في اجهاض المحاولات القطرية لتدويل الازمة واخراجها عن مسارها.
وأضاف أن المسؤول الأساسي عن الأزمة أن قطر تسعى لترويج بعض المفردات، ولكنها لم تنج لأن مراهنتها على مسائل ثابتة مثل التحالفات والقدرات المالية غير موفقة، في الوقت الذي تنسى فيه كل المتغيرات التي تحدث بالعالم، الى جانب ضرورة عدم الثقة بإيران لأن طهران لها اطماع في المنطقة، وقطر جزء من تلك الاطماع.
الكاتبة الصحافية منى المطوع، أشارت إلى أن الدبلوماسية القطرية تتحرك خارج المنطقة، وتحديداً في أوروبا، وهذا الأمر يزيد الوضع تعقيداً وصعوبة، لأن الحل لن يكون في لندن أو واشنطن؛ إنما في الرياض وداخل البيت الخليج.
وانتقدت المطوع تصريحات وزير خارجية قطر، واصفة إياها بأنها لا تبشر بالخير، فهي تحوي كم كبير من المماطلة وعدم الإقرار بالأخطاء التي ارتكبها النظام القطري، خصوصا تمويل الارهاب، حيث تم تنظيم حملة تضليل إعلامي قطري لتغيير المصطلحات وتبرير الجرائم التي ارتكبتها الدوحة.
في حين أشار المحلل السياسي اليمني بليغ المخلافي، إلى أن ما حدث نتاج طبيعي لممارسات الدبلوماسية القطرية خلال السنوات الماضية، وهي جزء من مشروع كبير في المنطقة، وتم استغلال قطر وقدراتها لتكون جزء من تنفيذ هذا المشروع.
واضاف أن الحراك الدبلوماسي الخليجي ومحاولة الوساطة لم تلقى أي آذان صاغية من الدولة القطرية، وهو ما يمكن وصفه بـ "الكِبر" في مواجهة التحديات، لذلك على قطر أن تعي بان عزلتها الاقليمية يمكن أن تعوضها بالتحالف مع ايران وتركيا، فهما ليسا بديلين عن المحيط الخليجي وعلى القيادة القطرية ان تعي هذ الامر، وان تساهم في بناء مشروع للمنطقة قائم على حسن الجوار والمصالح المشتركة.
واستعرض المخلافي أهم المحطات التي ساهمت فيه الدوحة بالإضرار بمصالح الشعب والدولية اليمينية، مشيرا إلى أنه في العقد الأول من الألفية الجديدة لعبت قطر دورا في الوساطة بين مليشيات الحوثي الإرهابية التي كانت تخوض حروبا ضد الدولة، فعملت على تقوية الحوثيين، حيث وصلت شخصيات قطرية الى صعدة، وهو ما مهد لقيام علاقات وثيقة بين الطرفين، سهمت في قيام تحالف بينهم لاحقا.
وأضاف أنه وبعد الربيع العربي دعمت قطر الإسلام السياسي في اليمن متمثلا في الأخوان المسلمين، وكان ذلك من أحد الأسباب التي أثرت على النسيج المجتمعي اليمين، بل وكان من أحد اسباب الانقلاب الحوثي على الشرعية.
وأضافوا أن بعد 3 سنوات من عزلها وتحديدا في مارس 2014، لا تزال تمارس نفس السياسة رغم الفرصة التي منحت لها بحل المشاكل العالقة مع دول مجلس التعاون والالتزام بقواعد العمل الدبلوماسي المتعارف عليه بين دول العالم، إلا أنها أصرت على نقض غزلها، لتدخل في مرحلة جديدة، فشلت فيها في تصحيح سلوكها العدائي، أو حتى توضيحه أمام الرأي العام العالمي.
واستضاف البرنامج في حلقته بالاستيديو وكيل وزارة الخارجية الأسبق السفير حمد العامر، وبالأقمار الصناعية من الرياض المستشار الإعلامي السعودي د.محمد الحربي، ومن القاهرة بالهاتف المحلل السياسي اليمني بليغ المخلافي، ومن البحرين على الهاتف الباحث الاستراتيجي د.أشرف كشك والكاتبة الصحافية منى المطوع.
وقال وكيل وزارة الخارجية الأسبق السفير حمد العامر، إن عام 2014 كان فرصة ذهبية للدوحة لتعديل سلوكها وعلاقاتها مع دول المجلس، مشيرا إلى أن المجلس خلال السنوات الماضية مر بالعديد من المشاكل التي أصابت الإقليم وعلى رأسها الحرب العراقية الإيرانية واحتلال الكويت والحرب على العراق واليمن والربيع العربي وغيرها، وهي مشاكل خطيرة للغاية، ولكن المجلس تجاوزها بالكثير من الحكمة والدبلوماسية.
وقال إن اليوم صعب جدا، لذلك على الدوحة وقف مسببات الأزمة الحالية، وهي معروفة للجميع، وأن تلتزم بما تعهدت به العام 2014، حيث وقع الأمير تميم على اتفاق الرياض التكميلي، وكنت ضمن الوفد البحريني في التفاوض، حيث كان هناك الكثير من المكاشفة والوضوح والمصارحة، خصوصا عددا من الاشرطة التي تدل على التآمر ضد البحرين، والتآمر بين ليبيا وقطر على السعودية، والهاجس البحريني الكبير وهو موضوع التجنيس وقناة الجزيرة وضرورة وقف نشاطاتها المعادية، حيث تعرضت البحرين لهجوم من القناة مبني على أسس استراتيجية بعيدة المدى وليس مجرد ازعاج فقط.
وعن سبب اعتقاده بأن الأزمة الحالية من أخطر الأزمات، قال العامر إن الازمة الحالية ربما تكون سببا وراء انهيار المجلس، ولكنها في ذات الوقت قد تكون السبب المباشر في قيام الاتحاد الخليجي، والذي هو المطلب الأهم لشعوب مجلس التعاون، وهو الطريق الصحيح وتطور طبيعي لمسيرة المجلس.
وعن إمكانية اعادة سيناريو 2014 بأن توقع الدوحة على التعهدات ثم ترفض التنفيذ، أشار إلى أن دول الخليج نزعت عباءة المجاملات مع الدوحة، لأن الأزمة الحالية تمس كيان المجلس ككل، وتعمل على تغيير خارطة مجلس التعاون والدول العربية كافة، وهو أحد حلقات مسلسل الربيع العربي والتي كانت الدوحة أحد أدواته.
وعن مصلحة قطر في المشاركة بتفتيت المنطقة أوضح العامر، أن الدوحة تشعر بعدم الأمان والأمن، ما يدفعها لتبادر بالهجوم بالاتفاق مع بعض القوى الإقليمية والدولية، حيث التغيير القائم على أساس حقوق الإنسان والرأي، إضافة إلى الاستعانة بفكر إسلامي متطور، وهو ما تمثله تركيا، سعيا بأن تصبح الدوحة المرجع له كونها الحاضنة الأكبر لجماعة الأخوان المسلمين.
وفيما يتعلق بالدبلوماسية البحرينية في الأزمة، أوضح العامر أن لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مواقف كبيرة ومشرفة في هذه الأزمة وغيرها من الأزمات التي مرت بها المنطقة، حيث كل الجهود تنصب على ضرورة الانتهاء من الازمة لأن استمرارها ليس من مصلحة أحد، بل وربما تكون كارثية بين الشعوب الخليجية.
وأضاف أن الدبلوماسية الخليجية تمتعت دائما بالصبر وسعة الصبر، وتحاول استيعاب التصرفات القطرية اللامسؤولة وايجاد الحلول، والقول إن قطر لا تعلم ما هي مطالب الدول الخليجية فهذه سذاجة سياسية، حيث التعهدات في 2014 واضحة ولا لبس فيها.
ولفت العامر إلى أنه يجب على قطر أن تفهم بأن سياسية التوسع، وهي عمود أساسي في السياسة القطرية كخط دفاع لحالة انعدام الأمن، يجابهها سياسة الاحتواء السياسي، وهو بالقضاء على الأشياء التي تروج لها قطر مثل الارهاب واحتواء الاعلام القطري متمثل في الجزيرة، والذي قوم على الكذب والتلفيق وخدمة للتوسع القطري، ويتم الاحتواء بالحملة الاعلامية المنظمة التي تقوم بها دول الخليج الثلاث.
وبشأن رؤية الرأي العام العربي للأزمة الحالية، أوضح العامر أن المواطن في الغرب أصبح يفهم وجهة النظر الخليجية من قطر ودورها وما يتعلق بالإرهاب، ويجب التركيز على الدول المتحالفة مع قطر مثل تركيا وايران، اما الجانب الامريكي فيجب اعادة توضيح الصورة له اكثر، خصوصا بعد أن وصل الارهاب الى قلب أوروبا، حيث ضرورة وقف الطموحات القطرية في التوسيع وبناء مجتمع جديد قائم على الاخوان المسلمين.
وأشار إلى أن قطر تسعى لإيجاد دولة خارج الحدود الجغرافية من أجل استمرار النظام القائم حاليا، وهي خطة بدأت عام 1996 وقائمة على وفرة في الأموال وعدد قليل من المواطنين، تلاقت هذه الخطة مع الربيع العربي والتوجهات الأمريكية إبان فترة حكم اوباما، وكانت النتيجة صراعات مستمرة في العديد من الدول العربية.
وتطرق إلى كيفية الخروج من الأزمة ومصير مجلس التعاون الخليجي؛ مشيرا إلى أن الخروج من الأزمة في يد قطر، بضرورة تطبيق اتفاقية 2014 والالتزام بجميع بنودها بضمانات امريكية، حيث إن الوضع لن يكون كما مضى.
أما مصير المجلس فإنه سيبقى على ما هو عليه، وستبقى سياسية الاحتواء الدبلوماسي قائمة، لكن سيتكون قطر خارجة منظومة المجلس، إذ ليس من المنطق أن تشارك في اعماله واجتماعاته وهي مقاطعة من أكثر من نصف اعضاءه.
فيما قال المستشار الاعلامي السعودي، د.محمد الحربي؛ إن قطر لا تزال تمارس سياسية الهروب إلى الامام، حيث الإساءة للأشقاء وتزوير الحقائق والارتباك الإعلامي الذي وقعت فيه الدوحة.
وأضاف أن دول الخليج لم تتخذ هذا الموقف للعداء والتجييش؛ بل لأن هناك قضايا هامة وخطيرة مع قطر ويجب التعامل معها، حيث شقت قطر الصف الخليجي الى حد كبير، ولا يوجد له حتى الآن أي بوادر.
وأشار الحربي إلى أن التعنت القطري يصاحبه عملية ارتباك سياسي واعلامي، وهناك سقوط في الاعلام القطري، لان اليوم اصبح كل شيء مكشوف حيث التسريبات والمكالمات والفيديوهات، لكن الاعلام القطري لا يزال يكابر وينفي كل ذلك دون اي دليل.
وأضاف الحربي أن حجم الأموال الكبيرة التي دفعتها قطر حول العالم لدعم الإرهاب لن تقبل قطر بالتنازل عنه اليوم بلا مقابل، وكذلك ما تم تقديمه للأخوان المسلمين، وهو ما يؤشر إلى أن الأزمة لن تحل في القريب العاجل، وستتخلى قطر عن البيت الخليجي مقابل التحالف مع إيران وتركيا والأخوان المسلمين والجماعات الارهابية، حيث لا تزال تعيش عهد اوباما.
وعن مستقبل الازمة القطرية، أشار الحربي؛ العودة للبيت الخليجي والتخلي عن الارهاب ودعمهم، استمرار المقاطعة لسنوات وهو ما سيسرع بحراك شعبي في الداخل لإسقاط النظام.
وفي مداخلته على الهاتف من المنامة أشار الخبير الاستراتيجي د.أشرف كشك، إلى أن تحركات دول الخليج كانت تتمير بثلاثة أمور أولها أنها كانت على مستوى رفيع جدا، والتي مثلتها زيارة جلالة الملك المفدى إلى جدة والقاهرة وأبو ظبي وكذلك جولات سمو أمير الكويت، ثانيا أن الخطاب موحد بالنسبة لدول الخليج العربي ومصر، وثالثا أن هناك كتابات لدبلوماسيين خليجيين في الولايات المتحدة في الغرب لإيضاح الصورة الحقيقية للراي العام العالم، وقد نجح في اجهاض المحاولات القطرية لتدويل الازمة واخراجها عن مسارها.
وأضاف أن المسؤول الأساسي عن الأزمة أن قطر تسعى لترويج بعض المفردات، ولكنها لم تنج لأن مراهنتها على مسائل ثابتة مثل التحالفات والقدرات المالية غير موفقة، في الوقت الذي تنسى فيه كل المتغيرات التي تحدث بالعالم، الى جانب ضرورة عدم الثقة بإيران لأن طهران لها اطماع في المنطقة، وقطر جزء من تلك الاطماع.
الكاتبة الصحافية منى المطوع، أشارت إلى أن الدبلوماسية القطرية تتحرك خارج المنطقة، وتحديداً في أوروبا، وهذا الأمر يزيد الوضع تعقيداً وصعوبة، لأن الحل لن يكون في لندن أو واشنطن؛ إنما في الرياض وداخل البيت الخليج.
وانتقدت المطوع تصريحات وزير خارجية قطر، واصفة إياها بأنها لا تبشر بالخير، فهي تحوي كم كبير من المماطلة وعدم الإقرار بالأخطاء التي ارتكبها النظام القطري، خصوصا تمويل الارهاب، حيث تم تنظيم حملة تضليل إعلامي قطري لتغيير المصطلحات وتبرير الجرائم التي ارتكبتها الدوحة.
في حين أشار المحلل السياسي اليمني بليغ المخلافي، إلى أن ما حدث نتاج طبيعي لممارسات الدبلوماسية القطرية خلال السنوات الماضية، وهي جزء من مشروع كبير في المنطقة، وتم استغلال قطر وقدراتها لتكون جزء من تنفيذ هذا المشروع.
واضاف أن الحراك الدبلوماسي الخليجي ومحاولة الوساطة لم تلقى أي آذان صاغية من الدولة القطرية، وهو ما يمكن وصفه بـ "الكِبر" في مواجهة التحديات، لذلك على قطر أن تعي بان عزلتها الاقليمية يمكن أن تعوضها بالتحالف مع ايران وتركيا، فهما ليسا بديلين عن المحيط الخليجي وعلى القيادة القطرية ان تعي هذ الامر، وان تساهم في بناء مشروع للمنطقة قائم على حسن الجوار والمصالح المشتركة.
واستعرض المخلافي أهم المحطات التي ساهمت فيه الدوحة بالإضرار بمصالح الشعب والدولية اليمينية، مشيرا إلى أنه في العقد الأول من الألفية الجديدة لعبت قطر دورا في الوساطة بين مليشيات الحوثي الإرهابية التي كانت تخوض حروبا ضد الدولة، فعملت على تقوية الحوثيين، حيث وصلت شخصيات قطرية الى صعدة، وهو ما مهد لقيام علاقات وثيقة بين الطرفين، سهمت في قيام تحالف بينهم لاحقا.
وأضاف أنه وبعد الربيع العربي دعمت قطر الإسلام السياسي في اليمن متمثلا في الأخوان المسلمين، وكان ذلك من أحد الأسباب التي أثرت على النسيج المجتمعي اليمين، بل وكان من أحد اسباب الانقلاب الحوثي على الشرعية.