توقع دبلوماسي خليجي لـ"الوطن" تراجع حدة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط خلال 6 شهور مع مقاطعة دول خليجية وعربية قطر مؤخراً، حيث أوضح أن المقاطعة ستؤدي إلى الحد من التمويل والدعم القطري للجماعات الإرهابية والتنظيمات الراديكالية.

وتحدث الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته عما أسماه "شرعنة تمويل الجماعات الإرهابية" الذي تقوم به قطر، ويعتمد بشكل رئيس على إثارة الأزمات في بعض الدول، أو القيام بوساطات إقليمية ودولية، وهو ما يتيح لها فرصة التدخل وتمويل بعض الجماعات الإرهابية كما حدث مع القاعدة سابقاً، أو الحشد الشعبي مؤخراً الذي يلعب دوراً في الصراع الطائفي في العراق، ويهدد باستمرار بدخول الأراضي السعودية، إضافة إلى الدور الذي لعبته الدوحة مع الحوثيين منذ فترة.

وأوضح أن الدوحة استغلت قناة الجزيرة بشكل بارز لإقامة علاقات وثيقة مع بعض التنظيمات، فاستضافة العديد من الشخصيات الإرهابية كانت غطاءً لتمويل هذه الشخصيات لاحقاً، ومن أبرز نماذج ذلك، علاقة الدوحة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي انفردت الجزيرة بتسجيلاته حصرياً.


واعتبر التدخل التركي بمثابة "عودة الروح العثمانية" إلى مياه الخليج العربي، وقال: "تطمح تركيا منذ فترة إلى استعادة جزء من نفوذها القديم والذي تركز في قطر تحديداً، وقد وجدت أنقرة الفرصة مناسبة ولا يمكن تفويتها، فهي تستفيد من أزمة قطر بتسويق سلعها وبضائعها بأسعار ممتازة تتزامن مع المقاطعة التي تواجهها من قبل دول الاتحاد الأوروبي التي تتهمها بانتهاك حقوق الإنسان وغيرها".

وأضاف: "مصالح أنقرة ليست مع قطر، بل مع الدول الأخرى التي تملك علاقات ونفوذ دولي واسع، كما أن المصالح التجارية أكبر بكثير مع هذه الدول، بخلاف قطر التي تربطها مصالح أقل حجماً، فعلى سبيل المثال عدد البحرينيين الذين زاروا تركيا خلال الربع الأول من العام الجاري تجاوز 100 ألف شخص، وإذا تمت إضافة زوار السعودية والإمارات فإن العدد يتضاعف عشرات المرات".

وفسّر الدبلوماسي سبب التقارب القطري - التركي قائلاً: "المسألة لا تحكمها المصالح هنا، لأننا نتحدث عن تنظيمات سياسية مؤدلجة تحكم الدوحة وأنقرة".

أيضاً تحدث الدبلوماسي للصحيفة عن الوساطة الكويتية، وقال: "بذلت الكويت مجهوداً كبيراً من أجل المصالحة الخليجية، ودول الخليج المقاطعة قبلت وساطة الكويت، لكن يبدو أن الدوحة لن تقبلها. وبالمناسبة فإن الكويت التي اتخذت موقفاً محايداً كانت أول المتضررين من قطر قبل غيرها، فالدوحة سخّرت قناتها الجزيرة لدعم تيارات راديكالية معروفة لتغيير النظام أو المطالبة بتغيير النظام الدستوري الذي حكم الإمارة هناك عشرات السنين. من المناسب الآن حسم موقف الكويت وتختار مع من تقف إما الدول المقاطعة أو مع قطر".

وكشف الدبلوماسي الخليجي عن الإطار الزمني المحتمل لتأثير مقاطعة قطر على الإرهاب في المنطقة، وقال: "الدوحة متورطة مع العديد من الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط التي تنشط في البلدان الملتهبة الآن، والمقاطعة التي تتعرض لها قوية ومؤثرة، ويكفي أن تجعل دوائر صنع القرار القطرية تنشغل بالقضايا الداخلية، بدلاً من انشغالاتها وتورطها في الخارج. لذلك فإنه من المحتمل أن تتراجع حدة الإرهاب في المنطقة خلال فترة تتراوح ما بين 3-6 شهور من بدء المقاطعة".

مؤكداً بأن الأزمة الحالية مع قطر "عميقة، وستستغرق وقتاً طويلاً لأن الدوحة ليست مستعدة للتخلي عن الجماعات الراديكالية، أو الشخصيات الإرهابية التي تحتضنها، لأن هذه الجماعات والشخصيات لها نفوذ هائل في قطر".