في الوقت الذي يمر فيه الخليج العربي بأوقات صعبة، تخرج علينا إيران وحرسها الثوري بردود فعل حول اختيار الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولياً للعهد في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية.

وبالرغم من أن هذا الأمر شأن داخلي سعودي، وليس لإيران علاقة به أبداً، ولكنها إيران، التي تجيد التدخل في شؤون الآخرين، فلا يرتاح نظامها إلا عندما يتدخل في شؤون غيره، فهذا هو الأصل في نظام كهذا يستهدف تصدير ثورته إلى دول أخرى، لأهداف طائفية لسنا بغافلين عنها كشعوب وقيادات في دول المنطقة.

ولكن لماذا إيران تنزعج من الأمير محمد بن سلمان؟ لأنه باختصار هو ذلك الرجل الشاب الذي بسببه تحطمت أحلام الإيرانيين في اكتمال هلالهم الطائفي للسيطرة على المنطقة، وتطويق السعودية، فهو الرجل الذي نفذ وأشرف على «عاصفة الحزم» التي جاءت بدون مقدمات ولا كلام زائد، لتحول حلم النظام الإيراني وتابعه الحوثي إلى كابوس، بعد أن ظنوا أنهم قد سيطروا على اليمن، وأن الالتفاف على المنطقة وبالذات السعودية ستكون مسألة وقت، قبل أن يفسد الحلم عليهم خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

لذلك لا غرابة من تصرفات النظام الإيراني - وهو يرى أن هذا الأمير الشاب الذي أتعبهم بأفعاله، يتم اختياره ولياً للعهد في السعودية - أن يفقد صوابه ويلجأ حرسه الثوري إلى التهديد بما يمتلكه من قوة صاروخية وتدميرية، مستذكراً تصريحات تلفزيونية للأمير محمد بنقل المعركة للداخل الإيراني.

هذه الكلمات أثارت النظام الإيراني وجعلته يهدد ويتوعد ويستعرض قوته العسكرية والصاروخية، فماذا نقول نحن في البحرين ونحن نعاني من التدخلات الإيرانية في شؤوننا الداخلية بشكل فعلي وواقعي، منذ سيطرة هذا النظام على الحكم في إيران عام 1979؟! منذ أحداث بداية الثمانينات، مروراً بأحداث منتصف التسعينات، ثم أزمة 2011، وما بعدها من أعمال شغب وتدمير لبلادنا من إرهابيين صنعتهم إيران ودربتهم وزودتهم بالأسلحة المهربة إليهم، فهل يحق لإيران التهديد والوعيد الشديد وبالرد العسكري على تصريحات قالها الأمير محمد بن سلمان؟

ولو كان الأمر بحسب مقياس النظام الإيراني، لكانت منصات صورايخ دول خليجية وعربية وحتى عالمية وجهت ضد طهران لأن نظام حكمها قال «كلمات» هددت الاستقرار الداخلي لتلك الدول، ولكانت إيران - بحسب مقياسها - تعرضت لقصف صاروخي منذ أول عام على تولي نظامها حكم البلاد.. فإذا كان بيتك من زجاج لا ترمِ الناس بالحجارة.