جاءت طلبات الدول المقاطعة لتحرير حكومة قطر من براثن استحواذ عناصر إرهابية ومستشارين مؤدلجين وتغلغل حركات إرهابية، والنأي بها، وألا يكون خيارها العيش على المؤامرات والخداع وزعزعة أمن واستقرار جيرانها، وحمايتها من استمرارها مقصداً للإرهابيين والمطلوبين أمنياً على مستوى دول المنطقة والعالم، والكف عن العمل بدبلوماسية العميل المزدوج.

حين نذكر تلك الحقائق فإننا نقولها بحرقة، كيف لحكومة دولة شقيقة أن تكون عدواً لأشقائها من دول المجلس؟! وكيف لها أن ترى إيران دولة صديقة وحليفاً على الرغم من إصدار الأخيرة بيانات عدائية لا تحتمل التأويل، من ضمنها أن شن الحرب على السعودية والكويت غزو مقدس ولا ينقصهم سوى أوامر المرشد؟! كيف ترى البيانات التي أصدرتها إيران تجاه البحرين التي أسهمت بشكل مباشر في إذكاء الطائفية ودعمت الخلايا الإرهابية، وزرعت الجواسيس في كل من الكويت والبحرين والإمارات والسعودية؟! لم تكتف إيران بذلك بل سهلت وهربت السلاح إلى خلاياها الإرهابية لإشاعة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار بدول الخليج العربي، ناهيك عن اكتشاف عدة مخازن للأسلحة بالكويت والبحرين التي ارتبطت بعناصر إيرانية وتم صدور أحكام قضائية في حق إيرانيين وهاربين لجؤوا إليها.

دعم «حزب الإخوان» الإرهابي

لقد جاءت إجراءات الدول المقاطعة للجم حكومة قطر التي آوت ودعمت «حزب الإخوان» الإرهابي، وإن القوائم الإرهابية ليست أسماء وهمية أو قضية مختلقة بل هي أسماء لها أدواتها وبياناتها التي طالبت بها البحرين والسعودية والإمارات، كما طالت أعمالها الإرهابية مصر وليبيا وتونس. لم تكتف حكومة قطر بذلك بل وفرت لهم المنصة الإعلامية عبر قناتها الفضائية «الجزيرة» لتغذية ودعم وظهور العنف والإرهاب والتطرف وتسويق أغراض وغايات كل من يطعن في دول المجلس وعملت على تضليل الرأي العام، لزعزعة الأنظمة الخليجية والعربية.

تخبط الدبلوماسية القطرية

المتتبع للدبلوماسية والبيانات القطرية يلحظ مدى التخبط والتضارب، مما يؤكد أن قرار الحكومة القطرية مختطف نتيجة تغلغل «حزب الإخوان» الإرهابي والمستشارين الذين لا ينتمون للجسم العربي من جانب آخر، وتمكن بعض الفصائل الإرهابية نظراً لما تربطهم من علاقات مشبوهة مع بعض صناع القرار، مما صعب على صناع القرار اتخاذ قرارات قد تكشف المزيد من الانتهاكات التي قد تحرج الحكومة وقد تطال النظام نفسه.

لقد تم الترويج كذباً وزوراً بأن الإجراءات المتخذة حصار مع العلم أنها مقاطعة، ولكن المراد من نشر هذه الكذبة التي أحرجت الحكومة القطرية نفسها، تضليل الرأي العام والشعب القطري، تماماً كما فعلت قناتها الفضائية «الجزيرة» من خلال تلفيقات وفبركات تهدف إلى النيل من دول الخليج العربي، وكان آخرها قبل أسبوع إذ قامت القناة ببث مظاهرات أمام مكتب رئيسة وزراء بريطانيا احتجاجاً على التمييز وحقوق المثليين! وقالت الجزيرة في خبرها إنها «مظاهرات احتجاج أمام السفارة الإماراتية»، مما يؤكد كذب وعدم مهنية قناة «الجزيرة» المملوكة للحكومة القطرية.

على قطر تصحيح أخطائها

نقول للمتباكين على الحكومة القطرية رغم فجورها في الخصومة وعدائها لأشقائها، ضعوا مصالحكم المالية ومكاسبكم الحزبية على جنب، ولتعلموا أنه ليس من المنطق أن أصالح من هو مستمر في الإساءة لي ولا يريد أن يتوقف عن الإساءة، وليس من الحكمة أن ألتفت عمن يحتضن من يسيء لي وهي إيران التي شبهوها بأنها «دولة تسهم في السلام ولا تشكل خطراً»، في الوقت الذي نرى ما تفعله في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين والسعودية، وليس من العقل أن أصالحك على أن تدمرني وعلى أن تغدر بي وتخونني وتهدد أمني واستقراري.