«فقدان الأمن يعني فقدان الضروريات الخمس.. الدين والنفس والعقل والعرض والمال والتي أمر الإسلام بحفظها»، بهذه العبارة اختصر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، معنى وأهمية الأمن والأمان، والتي للأسف لا يعطيهما البعض ما ينبغي من اهتمام، وقد لا يدرك قيمتهما، فالأمن والأمان كما قال جلالته في كلمة ألقاها خلال مأدبة إفطار أقامها قبل نهاية شهر رمضان المبارك «قضية هامة جداً بل من أهم القضايا التي يجب علينا أن نتذكرها دائماً، والتي يجب أن يحرص عليها كل مواطن ومقيم» وأن «نحمد الله تبارك وتعالى على نعمة الأمن والأمان الذي نعيشه في هذا الوطن الطيب والعزيز» مذكراً أن الله سبحانه وتعالى جعل الأمن في رأس نعمه الكبرى فقال «الذِي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف».

مشكلة البعض أنه لا يدرك قيمة الشيء إلا بعدما يفقده، لهذا فإن أكثر من يدرك قيمة الأمن والأمان اليوم هم أولئك الذين يعيشون في البلدان التي لم يعد يتوفر فيها هذه النعمة بسبب الحروب والصراع على السلطة، ولهذا أيضاً فإن القيادة في البحرين تحرص بشدة على توفير هذين الأمرين اللذين من دونهما لا يمكن للحياة أن تستقيم.

لولا تمكن الحكومة من الوقوف في وجه مريدي السوء والذين سعوا إلى زعزعة الاستقرار على مدى السنوات الست الأخيرة لضاع الأمن والأمان ولعاش المواطنون والمقيمون حياة يصعب نعتها بهذه المفردة، والأكيد هو أن الناس في البحرين لا يحتاجون إلى أن يفتقدوا هذه النعمة ليشعروا بها خصوصاً مع توفر المثال العملي لهذا في دول عديدة مثل سوريا والعراق واليمن والتي صار الناس فيها يتمنون أن يعيشوا يوماً واحداً في ظل هذه النعمة التي افتقدوها.

بالتأكيد فإن توفير الأمن والأمان من مسؤوليات الحكومة وهي دونما شك لا تقصر في هذه المسؤولية، لكن استهانة الناس بهذا الأمر يؤدي إلى سلبهما حيث الأمن والأمان لا يمكن أن يتوفرا من دون تعاون الناس مع الحكومة وتكاملهما، لهذا فإن مسؤولية الناس اليوم مضاعفة ومن دون تحملها لا يستطيعون أن يطمئنوا على أنفسهم وعلى عيالهم ومستقبلهم.

لو أن من لايزالون يعتقدون أن ما قام ويقوم به ذلك البعض من أعمال فوضى وتخريب وعنف يستهدف خير المواطن والوطن يتصورون حالهم وحال عيالهم في غياب نعمة الأمن والأمان وحكموا عقولهم لتغيرت أمور كثيرة ولم يعد للقلق فرصة لمشاغبة النفوس، ولو أنهم نظروا إلى حال من صار يفتقد هذه النعمة في تلك الدول التي تمكن الشر منها لقدروا قيمة ما هم فيه ولدعوا إلى ما دعا إليه جلالة الملك.