ميونيخ - مجدى حسونة

في محصلة مخيبة للآمال احتل فريق شالكه المركز العاشر في الدوري الألماني لكرة القدم إنها نتيجة أضعف بكثير عما كان يصبو إليه، وبلغ مستوى تراجع أداء شالكه وضعاً متردياً تحت قيادة مدربه السابق ماركوس فاينزيرل، بعد أن كان ينافس على البطولات المحلية والمقاعد الأوروبية، ها هو اليوم خارج المنافسات الأوروبية الموسم المقبل.

وأقال نادي شالكه الألماني مديره الفني ماركوس فاينزيرل نتيجة للموسم المحبط الذي قدمه مع الفريق في البوندسليغا وتم تعين الشاب دومينيكو تيديسكو الذي سيشغل مكانه قادماً من فريق بدوري الدرجة الثانية (أرتزبرغ أوي) ويعتبر «دومينيكو تيديسكو» (31 سنة) مدرباً عبقرياً فيما يتعلق بالتكتيك والتواصل مع اللاعبين كما يتمتع بسمعة جيدة في قيادة الفرق ويعد تيديسكو أحد المواهب التدريبية الواعدة بألمانيا إذ حصل على رخصة التدريب مؤخراً وكان المدرب الألماني الجنسية والإيطالي المولد بدأ مشواره كمساعد مدرب بفريق الناشئين في شتوتغارت في 2013 قبل أن يصبح المدرب لنفس الفريق حتى 2015 وتولى تيديسكو تدريب فريق 19 عاماً بنادي هوفنهايم قبل أن يذهب لتدريب فريق الدرجة الثانية إرتسجيبيرجة في مارس الماضي ورغم الفترة القصيرة من نهاية الموسم إلا أنه نجح في إنقاذهم من الهبوط للدرجة الثالثة.



وفي سياق متصل يعتبر شالكه مصنعاً لتفريخ المواهب وينهج نادي شالكه سياسة الاعتماد على اللاعبين الشباب من خريجي مدرسة النادي سياسة غير مكلفة للنادي من جهة وتضمن للاعبين الشباب إبراز مواهبهم من جهة أخرى لكنها غير ناجعة عندما يتعلق الأمر بحصد الألقاب فيعتبر نادي شالكه الألماني من بين الأندية الأوروبية القليلة التي تعتمد بشكل كبير في فريقها الأول على لاعبين تخرجوا من مدرسة النادي ولعبوا في صفوف فئاته الصغرى فإذا ما نظرنا إلى تشكيلة الفريق سنجد على الأقل 6 لاعبين من أبناء النادي يشاركون بشكل منتظم في مباريات الدوري الألماني (بوندسليغا).

ومن المعروف عن شالكة أنه يخوض مباراة ديربي في كل موسم أمام بوروسيا دورتموند والذي يطلق عليه اسم «ديربي الرور أو ديربي النهر»، وهو من أشهر الديربيات في كرة القدم الألمانية وقد سمي بهذا الإسم نسبة إلى نهر الرور الذي يفصل مدينة دورتموند ومدينة جيلسنكيرشن حيث تبعد المدينتان عن بعضهما 15 كلم.

و من جهة أخرى يعتبر كلاوس فيشتل الهداف التاريخي لفريق شالكه بـ 182 هدفاً، وأيضاً أكثر من شارك في مباريات الفريق بعدد 477 خاضها بقميص شالكه.

وتوج فريق شالكة بأول بطولة عام 1934 حينما توج بأول بطولة دورى في تاريخه، وتوج بآخر بطولة عام 2011 حينما توج بلقب الكأس وأتبعه بلقب السوبر المحلي، وتمكن نادى شالكه خلال مسيرة 113 عاماً من التتويج ب 18 لقباً، موزعة على النحو التالي:

الدوري الألماني: (7 مرات): 1934، 1935، 1937، 1939، 1940، 1942، 1958.

كأس ألمانيا: (5 مرات) 1937، 1971ـ72، 2000ـ01، 2001–02، 2010–11.

كأس السوبر الألماني: (مرة واحدة) 2011.

كأس الدوري الألماني: (مرة واحدة) 2005.

الدوري الأوروبي: (مرة واحدة) 1996–97.

كأس إنترتوتو: (مرتان) 2003، 2004.

كأس ديلي ألبي: (مرة واحدة) 1968.

أكسترا سبورت قامت بزيارة مكوكية لنادى شالكه، وفتحت حواراً مع أبناء النادي من إداريين وإعلاميين ومشجعين لمعرفة سبب التراجع الغريب للفريق الكروي:

ما هو شعورك وأنت تشاهد الفريق بوضعه المخيب؟

قال ماركوس هوفر أحد مشجعي فريق شالكة:

«أنا حزين جداً عندما أرى وضع هذا النادي من يعشق شالكه لن يتخلى عنه أبداً هذا الوضع لا يليق باسم النادى أو جمهوره وعلى الجميع تعديل المسار»،

مشيراً إلى أهمية أن ينتفض النادي واللاعبون لتغيير مركز وحالة الفريق في الموسم المقبل، وأضاف «لقد خاب أملنا ونشعر بالحزن لأننا وصلنا إلى هذا الترتيب بدون المشاركة في البطولات الأوروبية الموسم المقبل، حزين أيضاً لأن لاعبي شالكه لايستحقون هذه النهاية بل كنت أتمنى أن نتواجد في مركز أفضل، شالكه على عدة سنوات كان مع الكبار وهذا مكانه».

وأضاف على مسؤولي النادي أن يكونوا حذرين من الوقوع فيما وقع فيه فيردر بريمن، بريمن في فترة ( 2004 - 2010 ) كان يشارك في المسابقات الأوروبية وأغلبها في دوري الأبطال لكن بعد ذلك وبعد غيابهم عن المسابقات الأوربية تحطم الفريق بشكل كبير، ما يدفعني لتحذير النادي هو خروج أعمدة أساسية للفريق مثل كولاسيناتش وهونتلار، شالكه يحتاج لرجال حقيقيين مثل: مارسيلو بوردون، جيرالد أسامواه، إيبي ساند، هؤلاء كانوا الأعمدة التي تقود النادي سابقاً ونحن كنا خلفهم.

وطرحنا عدة أسئلة على جابريل هالمارت إداري وإعلامي في نادي شالكة فأجاب:

لماذا شالكه من أكثر الفرق إقالة للمدربين؟

ماذا يجب على المدرّب القيام به للبقاء مع شالكه لفترة طويلة ؟ ولماذا تم إقالة فاينزيرل ؟

هناك عدة أسباب وراء ذلك ويأتى في مقدمتها ضغط الجماهير فهو سبب رئيسي لإقالة المدربين في النادي، فعدم تحقيق نتائج إيجابية للفريق يزعج الجماهير، بجانب التعامل ما بين المدرب واللاعبين في بعض الحالات لا يكون هناك توافق وانسجام بين الطرفين، وأخيراً المدرب هو الحلقة الأضعف في النادي لذلك تتم إقالتهم.

هناك سياسة يتبعها النادي مع مدرب الفريق الأول منهم من يطبقها ومنهم لا يستطيع تطبيقها، وأسلوب المدرب قد لا يتوافق مع أسلوب شالكه، فالمدرب عليه

نيل إعجاب إدارة النادي، وتلبية طموحات الجماهير وتحقيق النجاح مع الفريق، فستكون فرصته جيدة للبقاء طويلاً.

أما فاينزيرل لقد اجتمعت إدارة النادي بشكل موسع مع هايدل ومساعديه لتحليل الموسم الماضي ومناقشة خطة المستقبل، وشعرت بطريقة أو أخرى أنهم غير واثقين تماماً من أن فاينزيرل ما زال هو الرجل المناسب، لذلك قرروا تغيير المدرب ودعموا قرارهم بشكل كامل.

هل يتصف قرار إدارة النادي بالجرأة بتعيين أصغر مدرّب في تاريخ شالكه ؟ ولماذا لم يتعاقد مع مدربين آخرين من ضمنهم توخيل ؟

إنه واحد من أفضل القرارات، أعتقد أن نجاح المدرب ليس مقياساً بالعمر مع نضج الشخصية والجودة التي لديهم الجيل الجديد من المدربين يلعبون بتكتيكات متنوعة ومتغيرة بشكل تسلسلي ويركزون كثيراً على التكتيكات وحتى على الرياضيات في رأيي هذا هو المستقبل.

بالنسبة لتوخيل لا أعرف كيف ستكون ردة فعل الجماهير اتجاه ذلك، هو مدرب متميز، لكن القرار كان في يد هايدل.

ما هي الفلسفة التي يريدها شالكه ؟ وما أهدافكم في الموسم القادم ؟ وما الذي يحتاجه الفريق في المرحلة المقبلة؟

شالكه يريد بناء فريق قوي للمستقبل ينافس على البطولات سنين كثيرة، لا نريد فريقاً لموسم واحد وبعدها يغيب سنين طويلة.

الهدف سيكون واضحاً في الموسم المقبل وهو احتلال مركز بين الأربعة الأوائل، لأن الانتدابات التي سنقوم بها ستحدد هدفنا. التركيبة متوفرة ولكن سنعززها بلاعبين آخرين في المراكز التي يعاني فيها الفريق النقص.

وأيضاً أن نتأهل لدوري الأبطال للموسم القادم، وكذلك نريد أن نكون قوّة عظمى في ألمانيا.

الفريق بحاجة ماسة إلى توفر اللاعب البديل كورقة رابحة بيد المدرب إلى جانب الابتعاد عن الإصابات.