جاء فوز قطر باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 وسط جدل حول شبهات رشوة وفساد، مما أدى إلى فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقا حول الأمر، بحسب تقرير لوكالة "رويترز".

وعلى إثره، تعالت المطالبات بسحب استضافة قطر لكأس العالم 2022، فهناك بالفعل عدة أمور تستحق التحقيق، الأمر الأول مرتبط بانتهاكات حقوق الإنسان، حيث احتلت قطر أحد المراتب الخمس على العالم فيما يتعلق بانتشار رق العصر الحديث، وفقاً لمؤشر الرق العالمي لعام 2016 الذي صدر من قبل مؤسسة Walk Free Foundation، بحسب ما نقلت صحيفة "هافينغتون بوست" الأميركية.

وبحسب تقرير لصحيفة "غولف نيوز Gulf News"، يعد قطاع البناء في قطر هو "الشكل الدارج للرق الذي يعكس الطلب على العمالة الرخيصة لبناء البنية التحتية المتعلقة بكأس العالم لكرة القدم لعام 2022 والرؤية الوطنية للبلاد 2030".



ويتعلق الأمر الثاني بقضايا الأمن وصعوبات السفر، فبعد قرارات المقاطعة التي اتخذتها عدة دول عربية مؤخراً ضد الدوحة، سيواجه المنظمون وأعضاء الفرق القادمون من كل أنحاء العالم قيوداً وصعوبات في السفر بسبب غلق المجال الجوي من البلدان المجاورة.

أما الأمر الثالث فهو مرتبط برعاية الإرهاب والامتثال لأخلاقيات وقواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حيث أشار رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، راينهاد غريندل، إلى أنه "لابد لمجتمع كرة القدم حول العالم أن يتفق على أن البطولات الكبيرة لا تعقد في البلدان التي تدعم الإرهاب".

رشاوى وفساد

وكشفت صحيفة "بيلد" الألمانية مؤخراً عن النسخة المحجوبة لتقرير أعدّه مايكل غارسيا، المحقق السابق بلجنة الأخلاق بالفيفا، يتضمن اتهامات عديدة بالفساد تطال قطر، حيث ذكرت أن 3 من الأعضاء التنفيذيين في الفيفا اصطحبوا إلى حفل خاص في ريو دي جانيرو بالبرازيل على متن طائرة خاصة تابعة للاتحاد القطري لكرة القدم، وذلك قبل التصويت على حق استضافة كأس العالم في 2018 و2022.

الصحيفة تابعت أنه بعد منح قطر الاستضافة مباشرة، هنأ عضو سابق في اللجنة التنفيذية أعضاء في الاتحاد القطري، وشكرهم عبر البريد الالكتروني على تحويل مبلغ بمئات الآلاف من اليورو، إضافة إلى مليوني دولار من مصدر مجهول، دخلا في حساب ابنة أحد أعضاء فيفا والتي تبلغ العاشرة من عمرها.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المادة رقم 3 من نظام الفيفا تنص على أن "الفيفا ملتزم باحترام جميع حقوق الإنسان المعترف بها دولياً وأن يسعى جاهداً لتعزيز حماية هذه الحقوق".

كما تنص المادة رقم 24 من قواعد الأخلاقيات الخاصة بالفيفا بأن "الأشخاص الملتزمين بهذه القواعد يجب أن يحترموا نزاهة الآخرين المعنيين. كما يجب عليهم ضمان حماية الحقوق الشخصية لكل فرد يتعاملون معه، وتقديم الاحترام لكل من يتعاملون معه".

مخاوف حول استضافة قطر لكأس العالم

تجدر الإشارة إلى أن بعض المخاوف السابقة أثيرت خلال عملية تقديم العروض لاستضافة كأس العالم 2022، بما في ذلك عدم وجود بنية تحتية قطرية تناسب الحدث، ودرجة حرارة المناخ المرتفعة، علاوة على تجاهل دولة قطر لحقوق الإنسان.

كما أن هناك قضايا أخلاقية أخرى ظهرت خلال عملية الإعداد من قبل قطر، بما في ذلك لائحة الاتهام على محمد بن همام، الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والطرف الرئيسي في ملف العرض الخاص باستضافة كأس العالم لعام 2022، والذي تم منعه من التعامل مع أي أمرٍ مرتبط بكرة القدم بسبب مزاعم الرشوة، إضافة إلى وفاة أكثر من 1200 عامل بناء أثناء بناء ملعب مخصص لكأس العالم 2022.

وبحسب تقرير "رويترز"، فإن السلطات كانت تحقق في قضية رشوة تبلغ 150 مليون دولار دُفعت على مدار عقدين، في الوقت الذي أعلن المدّعون السويسريون تحقيقهم الجنائي في عروض كأس العالم 2018 و2022".

يذكر أن عروض كأس العالم لكرة القدم 2022 من خمس دول وهي: أستراليا واليابان وقطر وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.