للتو عدت من إجازة بالخارج في إحدى الدول الأوروبية، وصادف أن جمعنا أحد الأنشطة مع ثلاث عوائل أمريكية.

سألونا من أين أنتم؟! فأجبت بأننا من البحرين، فعلت الوجوه حيرة، فقلت للرجال الأمريكان الثلاثة: أكيد ولا واحد منكم يعمل في الجيش الأمريكي، أو البحرية؟! فأجابوا بنعم.

وهنا طبعاً تضطر لأن تشرح لهم أين تقع البحرين، وتبين لهم بأنه غريب جهلهم بموقع بلادنا، والأسطول الخامس الأمريكي لديه قاعدة بحرية تستضيفها البحرين، وأن علاقاتنا كدولتين تمتد لعقود طويلة، وأننا أول دولة خليجية تعقد مع الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقاً للتجارة الحرة، وهو الذي جعل أمريكا تصف البحرين يومها بأنها «الحليف الإستراتيجي خارج حلف الناتو».

سألوني بتردد: كيف علاقتكم مع الأمريكان؟!

أجبت بأننا كشعب بحريني معروف ومتأصل فينا أخلاقيات الود والطيب والكرم، بالتالي نحن نحب الشعوب التي ترتبط معنا بعلاقات طيبة، وبحكم معرفتنا بالشعب الأمريكي، فإننا ندرك طيبة غالبية كبيرة من هذا الشعب، من واقع تجربة وتعامل، هم شعب سهل طيب اجتماعي ليست لديه عقد، وحينما تجتمع معهم في سفر، تكتشف كثيراً من الصفات الإيجابية فيهم.

بينت لهم أننا كبحرينيين قيادة وشعباً، لم نعتد طوال تاريخنا أن نعادي أحداً، أو أن نتعامل مع الناس بسوء نوايا، أبداً لا نستهدف أحدنا، بل نحاول قدر المستطاع العيش بسلام وأن نستمتع بما لدينا، وأننا نأمل دوماً أن نرى بلادنا في أفضل حال، وأننا تتمتع باحترام الدول الشقيقة والصديقة، بناء على المعاملة الطيبة التي نعاملهم بها، سواء على مستوى القيادة أو الشعب.

استغربوا بأننا كدولة إسلامية، لدينا كنائس ومعبد لليهود، ولدينا تجربة متقدمة في التسامح وحوار الأديان، وكيف أن سفيرة البحرين السابقة في لندن مواطنة مسيحية، واستغربوا من أن سفيرة البحرين السابقة مواطنة يهودية، وهذا كله يكشف عن ضعف في معرفة كثيرة من أمور بلادنا البحرين.

انحرف الحديث باتجاه السياسة، وبعد أن سألوا عن نظرتنا لهم كشعب أمريكي، كان واضحاً أنه يهمهم معرفة نظرتنا لرئيسهم الجديد دونالد ترامب. إجابتي كانت بسيطة جداً، نحن نحترم علاقاتنا الطيبة مع الدول، ونتعامل بأخلاقنا مع شعوبها، لكننا في المقابل نرفض بتاتاً أن تستهدف بلادنا، وأن يخون من نتعامل معه ثقتنا به، بالتالي إن كنتم ترون في باراك أوباما ومن معه في نفس الحزب، وأعني هيلاري كلينتون، خياراً أفضل من ترامب، فإننا نرى العكس. صعقهم الرد، وكان واضحاً أنهم ممن صوتوا ضد ترامب، لكنني بينت أنني كبحريني لن أنسى أبداً كيف تحالفت هيلاري ومن فوقها أوباما مع جماعات متطرفة إرهابية قامت بعملية انقلاب، ومارست العنف داخل بلادي، الإدارة السابقة «بعثرت» المليارات الأمريكية في الخارج بدل أن تصرفها على شعبها في الداخل وتحسن حياتهم، بينما ترامب يعمل على تصحيح مسار العلاقات الثنائية وتعزيز الاقتصاد ومحاربة الإرهاب.

سألتهم: هل تقبلون بتقديم الأموال الأمريكية لجماعات إرهابية؟! هل تقبلون أن يقف نظامكم مع الإرهاب الذي أنتم أول من تضرر به بشدة في الحادي عشر من سبتمبر؟!

أجابوا بلا، فقلت بالتالي إن كنتم لا تحبون ترامب، فأقلها هو ليس داعماً للإرهاب وبأموالكم مثلما كان أوباما.