زهراء حبيب:

قامت الأجهزة الأمنية بتنفيذ عملية استباقية، تأتي استكمالاً لأعمال البحث والتحري للقبض على عدد من العناصر الإرهابية النشطة، حيث تم القبض على مجموعة من العناصر شكلت خلية تتبع ما يسمى بتنظيم "سرايا الأشتر" الإرهابي.

واتخذت تلك العناصر من مبنى غير مأهول بمنطقة الدير، موقعاً لتخزين العبوات الجاهزة وتحضير وتصنيع كميات من المواد شديدة الانفجار، علماً بأن أعمال البحث والتحري مازالت مستمرة، للكشف عن أية ارتباطات تنظيمية بعناصر أو خلايا إرهابية أخرى.


وكشف رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن خلال مؤتمر صحافي الخميس، عن ضبط عناصر لخليتين إرهابيتين، ضمن الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب، نظراً لخطورة تلك المجموعة التي نفذت وكانت تخطط لعمليات إرهابية خطرة منها اغتيال رجال الأمن.

وأضاف أن الخلية الأولى المكونة من 5 عناصر اتخذت المبنى غير المأهول موقعاً لتخزين المتفجرات بتقنيات تجعل مداها حال انفجار شظاياها القاتلة
يتجاوز محيطاً نصف قطره 600 متر وتوقع العديد من الضحايا، إذ تعادل الكميات المضبوطة مجتمعة في القوة التدميرية حوالي 52 كيلوغراماً من مادة TNT البالغه الانفجار.

ونفذت الجهات الأمنية تلك العملية دون أن تسجل إصابات في صفوف رجال الشرطة والإرهابيين، وتأتي استكمالاً لأعمال البحث والتحري للقبض على عدد من العناصر الإرهابية النشطة.

عمليات نفذتها الخلية الأولى

وقال الحسن إن أعضاء الخلية الأولى شاركوا تخطيطاً وإعداداً وتنفيذاً في سلسلة من الاعتداءات الإرهابية، التي وقعت في الفترة الأخيرة، واستهدفت رجال الأمن ومنها التفجير الإرهابي بالقرب من قرية أبوصيبع بتاريخ 4 فبراير 2017 والذي نتج عنه تضرر شاحنة وسيارة مدنية تصادف مرورها قريباً من موقع التفجير.

وكان التفجير الإرهابي الثاني في السنابس بتاريخ 23 فبراير 2017 والذي أدى إلى إصابة سائقة سيارة، تصادف مرورها بالموقع، بشظية، أدخلت على إثرها للمستشفى، أما العملية الثالثة فكانت قنبلة يدوية بموقع لقوات الأمن في سماهيج في 7 أبريل 2017.

وأضاف أن الجهات الأمنية استطاعت القبض على 5 من عناصر الخلية الأولى وهم كل من سيد أحمد مهدي كاظم"20 عاماً " - طالب تربية رياضية بجامعة البحرين، تكرر سفره إلى إيران، وسبق الحكم عليه في قضية إشعال حريق عمداً والاعتداء على الشرطة، والمدعو عيسى حسن عيسى علي "20 عاماً" طالب ومتورط في قضايا إرهابية، وتكررت سفراته إلى سوريا.

كما ألقي القبض على المدعو: علي داوود أحمد داوود العرادي"19 عاماً" وهو عامل، وخضع لتدريبات بمعسكرات كتائب حزب الله العراقي حيث تم تدريبه على كيفية استخدام الأسلحة النارية والمواد المتفجرة، وكذلك المدعو حسن شاكر حسن علي القوة "21 عاماً" والحاصل على بعثة دراسية بأحد معاهد التدريب بالبحرين، وتدرب في العراق على كيفية استخدام الأسلحة النارية والمواد المتفجرة، وأخيراً ميثم علي حسن علي حسن "20 عاماً" وسبق الحكم عليه في قضايا إرهابية.

وأشار الحسن إلى أن أعمال البحث والتحري أسفرت عن الكشف عن موقع بمبنى غير مأهول، ضبطت فيه عبوات ناسفة جاهزة للاستخدام، وقامت الخلية الإرهابية بتجهيزه لتخزين وتصنيع عبوات متفجرة واستخدامها في تنفيذ أعمال إرهابية، كما تم الكشف عن قيام أعضاء الخلية بإجراء تجارب التحضير والتصنيع ومن ثم إرسالها عبر مقاطع الفيديو إلى قياداتهم في إيران لتأكيدها أو تعديلها، والمضي قدماً في عمليات التحضير والتصنيع.

ولفت إلى أنه بعد إخطار النيابة العامة واتخاذ كامل الإجراءات الأمنية والقانونية المقررة، انتقلت إلى الموقع، فرق مكافحة الإرهاب وإبطال المتفجرات، حيث قامت باتخاذ الإجراءات التأمينية المطلوبة، تلاها قيام المختبر الجنائي بإجراء المعاينات الفنية اللازمة، ورفع عينات أولية من المواد المتفجرة لتحديد نوعيتها، تمهيداً لنقلها إلى مكان آمن، نظراً لخطورتها التدميرية البالغة، كما قام مسرح الجريمة بتصنيف المضبوطات وتحريزها بحضور النيابة العامة.

وذكر الحسن أن من أهم المضبوطات التي تم تحريزها في المبنى غير المأهول بالدير، كميات من المواد المتفجرة من بينها مادة C4 شديدة الانفجار ونترات اليوريا والأمونيوم ومواد خام كيميائية، تدخل في تركيب المتفجرات
TNT والتي تعادل مجتمعة في القوة التدميرية، حوالي 52 كيلوغراماً من مادة شديدة الانفجار.

وحسب تقديرات خبراء المتفجرات، فإنه في حال وقوع انفجار، لا سمح الله ، فإن مدى الشظايا القاتل كان سيتجاوز محيطاً نصف قطره 600 متر، ناهيك عن مدى وصول الشظايا على نطاق واسع، الأمر الذي كان سيؤدي إلى وقوع العديد من الضحايا، خصوصاً وأن الموقع في وسط منطقة مأهولة بالسكان.

تطابق المتفجرات لمستودع دار كليب

كما شملت المضبوطات عبوة جاهزة للاستخدام تحتوي على مادة C4 شديدة الانفجار،عبوات مضادة للأفراد جاهزة للتفجير وأخرى في طور التصنيع تحتوي على كرات معدنية، عبوات خارقة للدروع في طور التصنيع، صواعق ودوائر إلكترونية، ميزان خاص بقياس المواد المتفجرة، بالإضافة إلى رسوم توضيحية حول كيفية صناعة العبوات، ومجموعة من الطلقات النارية متنوعة العيار، وهواتف محمولة وأجهزة تحكم عن بُعد ومجموعة من البطاريات.

وبعد إجراء المعاينة والفحوصات المختبرية للمواد المتفجرة المضبوطة وخاصة تلك التي لا يمكن تصنيعها محلياً، تبين تطابقها مع المواد والأدوات التي تم رصدها في قضايا أخرى سابقة، مثل مستودع داركليب في يونيو 2015، بالإضافة إلى عمليات تفجير في مناطق مختلفة تحمل ملامح ذات العبوة، كما شملت المضبوطات صواعق مصنعة محليا، جاهزة للتفجير، سبق ضبطها في أغلب القضايا المتعلقة بمضبوطات المتفجرات.

وفي ضوء استكمال العملية الاستباقية، أسفرت عمليات البحث والتحري، عن تحديد هوية اثنين من العناصر الإرهابية، شرعا في رصد تحركات عدد من رجال الأمن والتخطيط والإعداد لاستهدافهم، حيث تم القبض عليهما، وهما عبدالله عبدالمهدي حسن العرادي "24 عاماً" محكوم بالسجن في قضايا إخلال بالأمن وإشعال حريق عمداً، ولؤي هاني سعود حسين المؤمن "19 عاماً" محكوم بالسجن في قضايا اعتداء على الدوريات الأمنية وأعمال تخريبية في عراد.

إرهابي مسقطة جنسيته يدير الخليتين

وأكد الحسن أنه ثبت من خلال تحليل المعلومات ارتباط الخليتين الإرهابيتين "الأولى والثانية" تنظيمياً وعملياً، بالإرهابي المدعو حسين علي أحمد داوود "31 عاماً"، الهارب والموجود في إيران والمسقطة جنسيته والمتورط في تشكيل العديد من الخلايا الإرهابية والتخطيط لتنفيذ جرائم إرهابية أدت إلى استشهاد رجال أمن، ومحكوم بالمؤبد في ثلاث قضايا وحكم آخر بالسجن 15 عاماً" وهو من يدير هاتين الخليتين الإرهابيتين وعلى صلة وثيقة بالحرس الثوري الإيراني والمدعو مرتضى السندي، ويعاونه في ذلك كل من المدعو سلمان علي سلمان علي إبراهيم "26 عاماً " محكوم بالسجن في قضية صناعة وحيازة عبوات قابلة للاشتعال أو الانفجار، والمدعو أحمد عبدالمهدي حسن العرادي "22 عاماً" محكوم بالسجن في قضايا إخلال بالأمن والاعتداء على الدوريات الأمنية وإشعال حريق عمداً، وهو شقيق أحد المقبوض عليهما في خلية استهداف رجال الأمن، وكذلك المدعو ياسر أحمد حبيب إبراهيم "31 عاماً" محكوم بالسجن في قضايا إشعال حريق عمداً والاعتداء على الدوريات الأمنية ووضع أجسام غريبة.

مطلوب أمنياً يعترف بتورط إيران

وفيما يخص مدى تورط الحرس الثوري في تدريب ودعم التنظيمات الإرهابية، أكد الحسن أن الأدلة أثبتت تورط الحرس في تدريب وتمويل وتجنيد ودعم التنظيمات الإرهابية في البحرين، وتنسيق مباشر مع تنظيمات موجودة في إيران، منها الإرهابي مرتضى السندي وعلاقته بخلية سرايا الأشتر وغيرها، وتم إعداد تقرير بهذا الشأن.

وقال الحسن إن من تلك الأدلة، ضبط في ديسمبر 2016 قارب في جزيرة النبيه صالح وكان فيه آثار ومسحات لمادة السي فور المتفجرة، وضبط 200 من أسلحة الكلاشنكوف وذخائر ومخازن، وقنابل يدوية إيرانية الصنع.

وتبين بعد تنفيذ عملية الدراز الأخيرة لفتح الطرق التي كانت مغلقة والقبض على مجموعة من الإرهابين، استطاعت الجهات الأمنية الإمساك بشخص مطلوب أمنياً بداخل منزل عيسى قاسم.

وأكد في أقواله أنه ذات الشخص القادم من إيران على متن القارب المذكور سلفاً، بعد تكليفة من أحد العناصر الإرهابية المقيم في إيران بعملية تهريب الأسلحة.

وسرد في أقواله بأن ضابط في الحرس الثوري الإيراني كلف بمرافقته حتى منطقة يطلق عليها اسم العسلوية تقع على شواطئ الخليج العربي من جهة إيران، وأخذه لمنزل يتبع الحرس الثوري وكان هناك 5 قوارب بحرينية لأشخاص بحرينيين تمكنوا من الهرب إلى إيران.

وفي اعترافاته، أنه خير المقبوض عليه وعدد من البحرينين بين القوارب وتم اختيار القارب لذي قدموا فيه إلى البحرين، لكن الظروف سارت بعكس المخطط له، وبسبب خلل في توقيت عمليه الاستلام وتوفير من يزودهم بالبترول، فشلت عملية العودة إلى إيران.

واستطاع هذا الشخص الوصول إلى الدراز والاختباء بمنزل عيسى قاسم، بينما نجح الضابط بالحرس الثوري الإيراني بالعودة لموطنه في وقت لاحق، وهو كلام واضح ودقيق يؤكد تورط الحرس الثوري في العمليات الإرهابية في البحرين.

رصد استغلال الزيارات الدينية لاستدراج الشباب

وأكد اللواء الحسن أن الجهات الأمنية تمكنت من استصدار مذكرات القبض الدولية بحق عدد من المحرضين الموجودين في الخارج، وتم نؤخراً تصنيف اثنين من الموجودين في إيران على أنهم إرهابيون.

وأشار إلى وجود أعداد كبيرة يتم استدراجهم خلال قضائهم للزيارات الدينية في العراق وإيران واستغلالهم للانخراط في معسكرات أعدت لاستقبالهم وتدريبهم على تنفيذ العمليات الإرهابية في البحرين، منوهاً إلى أن هذا الأمر مرصود ومتابع من قبل الجهات الأمنية وهو إجراء ساهم بصورة كبيرة في إفشال العديد من تلك المخططات والقبض على الإرهابين، مبيناً أن الخلية الإرهابية الثانية كانت تقوم برصد وتتبع تحركات رجال الأمن تخطط لاستهدافهم وتنفيذ عمليات اغتيالهم.

لا علاقه لعناصر الخليتين بتفجير الدراز

ولفت الحسن إلى أن العناصر الإرهابية المقبوض عليهم لم يثبت حتى الأن أي علاقة لهم بالتفجير الإرهابي الذي وقع في الدراز أواخر شهر رمضان المبارك وراح ضحيته أحد رجال الأمن، والتحقيقات مستمرة فهناك تقدم كبير في البحث والتحري بهذه الواقعة، سيعلن عنها عما قريب.

وأشار إلى دور السياج الأمني في ضبط عمليات محاولات تهريب الأسلحة والمتفجرات، كما تم تطوير خفر السواحل بتزويدها بزوارق ومعدات وأجهزة، وفي طور استكمال السياج الأمني البحرين الذي سيكون إضافة مهمة لرصد وصد العمليات المخالفة، منوهاً إلى وجود متفجرات تم تصنيعها محلياً من قبل أفراد تم تدريبهم في معسكرات وعلى تصنيعها، ويقوم بتجارب وتصويرها كمقاطع فيديو وإرسالها لمن يديرهم في إيران لتطوير تصنيعهم لتلك المتفجرات وهي ما أكدته التحريات.

ودعت وزارة الداخلية كل من لديه معلومات حول أي نشاط مشتبه فيه بألا يتوانى في الاتصال بالجهات الأمنية المختصة على الرقم 80008008 وذلك تعزيزاً لمبدأ الشراكة المجتمعية.