حلمت حلماً غريباً! فمن يستطيع أن يفسر لي هذا الحلم؟ حلمت أننا في فصل الصيف وكان الجو شديد الحرارة، وكنت أقف على شاطئ البحر، وفجأة رأيت سفناً تقترب من مرفأ قريب من هذا الشاطئ، فينزل من هذه السفن أفواج من الناس بأزياء مختلفة، تساءلت مندهشة: ما الخطب؟ أسرعت للسيارة وانطلقت متجهة نحو المنزل لأطمئن على أبنائي، إلا أن الزحام منعني من الوصول إليهم، فالشوارع تكتظ بالسيارات والمارة، وإذا بأكشاك وكبائن تنتشر على أرصفة الشوارع، وهناك شباب، بنات وأولاد، يرتدون أزياء رسمية وبطاقات تعريفية، أدركت أن هؤلاء موجودون لحفظ الأمن، ومما زادني إصراراً على معرفة ماذا يحدث، أخذت أشق طريقي بين الناس وأسأل عما حدث، ولكن الجميع في شغل شاغل عني فلا أحد يجيب على أسئلتي، وأخيراً أجابني أحد الشباب الذين يرتدون الملابس الرسمية، فسألته ماذا تبيع هذه الأكشاك؟ فرد على سؤالي بسؤال آخر، وهو على عجالة، هل أنت بحرينية؟ قلت نعم، فقال لي إذن يمكنك الحصول على عروض مميزة وخصومات خاصة، وأخيراً تمكنت من الوصول لأحد الأكشاك، وسحبت من على الرف مجموعة مطبوعات، فإذا هي مطبوعات تعرض برامج سياحية لمدة عشرة أيام، وتضم ثلاثة أنواع من البرامج، كل نوع يتضمن رحلات بحرية، ورحلات لملاهي أطفال مائية، ومواعيد لحضور عروض مسرحية ومعارض، وزيارات لمتاحف وآثار، ومواعيد للتسوق في أسواق مختلفة، مع تحديد المطاعم التي سيتم فيها تناول الوجبات، وغيرها من البرامج التي تستمر لمدة عشرة أيام وتناسب جميع الأعمار وترضي ذوق واهتمام جميع أفراد الأسرة، مع تخصيص باصات سياحية لنقل المشاركين في البرنامج، مع تحديد اسم المرشد السياحي، واسم الشركة السياحية، وجميع هذه البرامج في أماكن مكيفة، أما الأسعار فهي في متناول الجميع، هنا أدركت أن الشباب الذين يرتدون ملابس رسمية ليسوا سوى مرشدين سياحيين من شركات سياحية في البحرين، وأن هذه الشركات لم تعد تكتفي بعرض برامج سياحية خارج البحرين بل إنها تنظم برامج داخل البحرين أيضاً، وتستقطب السواح من الخارج، تنشط السياحة الداخلية بأسعار مميزة للبحرينيين، وهنا تنفست الصعداء واطمأننت فلم يكن الأمر كما ظننت، فإذا بنداء أبنائي، هيا يا أمي، انهضي من النوم كي نستعد للسفر للخارج، نهضت من النوم منزعجة وجلست أفكر، لماذا نسافر؟ دعونا نلتحق بأحد البرامج السياحية الموجودة بالبحرين، لكنني سرعان ما أدركت أن ذلك لم يكن سوى حلم قد يكون بعيد المنال، فمازلنا نحتاج لمزيد من التنظيم والتهيئة والخبرة، ومازالت الشركات السياحية تخدم البرامج السياحية في الخارج، لتكون كما يقول المثل «عذاري تسقي البعيد وتنسى القريب»، ومازلنا نحتاج لمزيد من البرامج السياحية، فأسرعت للاستعداد للسفر واستبقت الباب وناديت الأبناء، هيا ندرك الطائرة لنقضي صيفاً جميلاً في إحدى الدول الدافئة جنوب شرق آسيا حيث المناطق الطبيعية الخلابة والاستمتاع بالبرامج السياحية المتميزة!! لطفاً، من يستطيع تفسير هذا الحلم؟