سعاد الحمري

إيمان في المرحلة الثانوية. فقدت والدها في طفولتها حين كانت في التاسعة. تكفلها جمعية السنابل لرعاية الأيتام وتقدم لها 40 ديناراً كل شهرين لشراء اللوازم المدرسية، إضافة الى 30 ديناراً من إخوتها يقدمونها لمساعدتها في شراء ما يلزمها للعيد.

تقول إيمان "كنت أذهب إلى المدرسة وأرجع الى البيت مع والدي. عندما مات أبي توقفت عن الذهاب للمدرسة سنة كاملة لأنني اعتدت أن اذهب معه وهو يمسك يدي وبيده الأخرى شنطتي. قال لي إخوتي إنه سافر وسيعود لكني لم أصدق ورفضت الذهاب للمدرسة. تأثرت درجاتي بالصف ورسبت. كان فقدان والدي صدمة كبيرة". وتضيف وهي تغالب دمعها "مازلت إلى اليوم أنتظر عودته أشعر أنه كالحلم.



في رمضان والعيد أتمنى أن يكون والدي بجانبنا، فلا أحد يسد مكان والدي الغالي (..) يتجمع أمي وإخوتي في صباح العيد لكني أشعر بالغصة في حلقي ".

رحل قبل العيد بأيام

فاطمة في الـ14 من عمرها، فقدت والدها أيضا. تقول فاطمة "كنت في قمة الفرح والسعادة حين يأتي العيد وكالعادة في الصباح يعود أبي من صلاة العيد فأنتظره وأفتح له الباب لآخذ عيديتي منه ثم نذهب إلى الملاهي وأرى ابتسامة والدي عندما يراني أضحك وأمرح. كنت البنت الوحيدة لأمي وأبي الذي رحل وتركني في عمر سبع سنوات، توفي قبل العيد ببضعة أيام بعد أن اشترى لي ثياب العيد".


وتضيف فاطمة: "انطفأت فرحتي وتحول ذلك العيد إلى حزن ودموع بموت أبي الحنون الذي توفي أمام عيني. أشعر كل عيد بالحزن وأستعيد موقف وفاته. كان عمي يأخذني إلى الملاهي مع أبنائه لألعب وأنسى الحزن لكن منذ ذاك العيد لم أعد أعرف طعم الفرح".

كسوة وترفيه

جمعيات ومؤسسات كثيرة تقدم الرعاية للأيتام أهمها المؤسسة الخيرية الملكية وجمعية السنابل لرعاية الأيتام. فكيف تخفف هذه المؤسسات عن الأيتام في العيد وكيف تحاول أن تسعدهم؟

يقول المدير التنفيذي لجمعية السنابل محمد سعيد المضحكي أن "الجمعية تحرص على توفير جميع أنواع الرعاية الشاملة للأيتام مثل مشروع الرعاية المادية التي تبدأ بمبلغ 20 ديناراً شهرياً لكل يتيم. وبلغت تكلفة المشروع العام الماضي 312481 دينار. إضافة لتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية مثل رياض الأطفال والمدارس الخاصة والدروس العلاجية وكفالة الطالب الجامعي والدورات التدريبية لجميع الأيتام المكفولين بالجمعية الذين بلغ عددهم 892 يتيماً من مختلف الأعمار والمراحل الدراسية.

ويضيف المضحكي "تنفذ السنابل الكثير من الأنشطة والفعاليات للأيتام على مدار العام مثل رحلة العمرة وحفل القرقاعون وحفلتي الحنة لعيدي الفطر والأضحى، إضافة إلى أنشطة ترفيهية وتثقيفية عدة يشارك فيها الأيتام بجميع أعمارهم ومستوياتهم الدراسية.

كما تنفذ السنابل عددا من المشاريع الخيرية الموسمية مثل توفير السلة الغذائية الرمضانية وتوزيع زكاة الفطر وعيدية وكسوة اليتيم في عيدي الفطر والاضحى من كل عام لرسم الابتسامة على وجوه الأيتام وحتى لا يشعر اليتيم بالفرق مع أقرانه الأطفال، إضافة لمشروع الأضاحي تطبيقا لسنة الرسول صل الله عليه وسلم وتوزيعها على أسر الأيتام التي يبلغ عددها 355 أسرة".