وليد الذوادي، أحد المخرجين البحرينيين العمالقة بتاريخه الطويل الحافل في الإذاعة والتلفزيون بوزارة الإعلام البحرينية، دائماً ما يتحفنا بإبداعات إعلامية فارقة، يضيف عليها من أفكار متقدمة خلاقة رقياً من نوع خاص.

فيديو قصير عرضه الأخ وليد يوم أمس على حسابه في تطبيق «الإنستغرام»، يتساءل فيه عن مساحة صحراوية كان يقف عندها، وهل يمكن أن نحولها إلى مساحة خضراء توفر الأمن الغذائي لأهلها؟!

دفعني هذا التساؤل للتعليق عليه بالقول إنه بالإرادة والرغبة الصادقة يتحقق كل شيء، وهنا سأزيد وأقول إنه لا مستحيل إن كانت العزيمة موجودة، وإن كانت النوايا حقيقية، والأهم إن كان العمل لأجل خدمة المجتمع.

أثق تماماً بأن الإخوة الذين سينفذون التحدي قادرون على تحقيق الإنجاز بما يجيب على تساؤل الذوادي، فنحن تعودنا على أن المواطن البحريني المخلص قادر بعزيمته وجدّه وإصراره على قهر الصعوبات وتحويل الحلم إلى حقيقة، وهنا لسنا نبالغ، طالما توافرت النوايا الصادقة والإرادة الحقيقية مع الإمكانيات - وإن كانت أقل من الطموح - فإن الإنجاز سيحصل وسيكون واقعاً على الأرض.

هذا الكلام يقودنا للحديث عن تشعبات عديدة، كلها تدخل ضمن نفس السياق، والمعني بعمليات التغيير والتطوير، وإبدال شكل الواقع ليكون أكثر جمالاً.

العالم لم يتغير بين ليلة وضحاها، كل عمليات التطوير والبناء والتعمير، بل كل الاكتشافات والاختراعات التي غيرت مفاهيم عديدة ونقلت العالم نقلات نوعية إلى الأمام، كلها أخذت وقتاً، وتطلبت بذل الجهود، وفرضت تجارب أكثرها فاشلة، وهنا الحديث عن الفشل الذي قد يقوض كثيراً من الجهود ويحبط عزائم البشر، لا يجب أن يؤخذ بهذه الصورة أبداً، فالفشل أولى خطوات النجاح، وذلك حينما نتعلم منه.

سألوا توماس ألفا أديسون مخترع المصباح الكهربائي، بعد كم محاولة استطعت أن تصنع هذا الاختراع، فأجاب بعد 99 محاولة فاشلة، أي أنه نجح في محاولته المائة، لم ييأس رغم تعدد المحاولات، ولو تشربه الإحباط جراء الفشل، لربما -أقول ربما- لم يتم اختراع هذا المصباح الذي كان بداية لاخترعات عديدة باستخدام التيار الكهربائي.

العزيمة والإرادة والإصرار ومحاربة الفشل بل مقارعته، هي العوامل التي تجعلك تحقق المستحيل، هذه الكلمة التي كانت ترد على أنها «نقطة النهاية» لكل شيء، فهذا مستحيل، وذاك من الاستحالة حصوله، ولو كان هذا صحيحاً، لما كنا اليوم نعيش في عالم يعج بالاختراعات المبهرة.

لنتحدث على مستوى أبسط، على الصعيد المهني مثلاً، إذ أي عملية تطوير لا بد وأن تكون قائمة على إرادة ورغبة حقيقية ليكتب لها النجاح، فالنجاح لا يصنعه الفاشلون، بل يحققه المجتهدون، وهذه قاعدة لا يجب أن تنسى، إذ حينما تريد التغيير الإيجابي لا بد وأن يكون الاعتماد على المؤهلين القادرين على صناعته.

القادر على صناعة النجاح هو من يسعى للنجاح لا لمكسب شخصي يأتي في مقام أول، أبداً، هو يسعى له لخدمة مجتمعه ومحيطه وأهله، هو يريد الوصول له، لأن نتيجته الإيجابية يمكنها أن تطور في بلده، وأن تحقق الأفضل للآخرين.

هذه هي العزيمة، وكما قيل على قدر أهل العزم تأتي العزائم، ونزيدها بالقول، لا تتحقق الإنجازات إلا من خلال أصحاب الإرادات الصلبة الرافضين لمبدأ الفشل، غير المعترفين إطلاقاً بكلمة «المستحيل».