ليس من الصعب القيام بالمراجعة الشاملة وتصحيح النهج الخطأ الخطر، إذا ما قرر أي نظام سوي القيام بذلك، كما أن اللعب على التناقضات، مثل الذي يقوم به النظام القطري سوف يؤدي به إلى طريق مسدود وزيادة عزلته ويجعل من قطر بلداً منبوذاً أكثر مما هي علية الآن.

من المؤسف ومنذ بداية الأزمة التي أوقعت قطر نفسها بها، أنها تقوم بالتعامل مع الإجراءات المتخذة ضدها، بأسلوب المراوغة وقلب الحقائق والتعنت والمكابرة، مما يدلل على عدم تقدير الأمور من قبل الساسة القطريين، ومن جانب آخر يوضح مدى توغل وتنفذ الساسة المستوردين المؤدلجين داخل القرار القطري. لقد وصل هؤلاء الساسة إلى مواقع صنع القرار داخل النظام القطري، ورسموا سياستها الخارجية والأمنية مما جعل من الشعب القطري شعباً مسلوب الإرادة والهوية العربية، مما قد يترتب عليه تهديد وجود النظام برمته إذا ما استمر في عزل الشعب القطري عن عروبته وهويته الخليجية.

قطر ودبلوماسية العميل المزدوج

لقد اختارت قطر بناء علاقاتها الدولية كما هو عليه نظام الملالي في إيران، إذ تطورت الدبلوماسية القطرية بصورة مطردة ولكن مع أحزاب وميليشيات وخلايا إرهابية، هذا القول ليس تجنياً، ولكن الشواهد تؤكد ذلك، حيث ترتبط قطر بعلاقات وطيدة مع كل من «حزب اللات» اللبناني الإرهابي، و«الحشد الطائفي» بالعراق، وميليشيات الحوثي، و«جبهة النصرة»، المنبثقة من القاعدة وزعيمها أبومحمد الجولاني، وجمعية «الوفاق المنحلة»، ومركز البحرين لحقوق الإنسان المنحل، وحركة «أحرار البحرين» الإرهابية، و«حزب الإخوان» الإرهابي الذي استخدمته لزعزعة الأمن والاستقرار في كل من السعودية والإمارات ومصر، هذا بجانب إيوائها لمطلوبين إرهابيين.

لم تكتفِ الشقيقة قطر بذلك بل دعمت بشكل مباشر الميليشيات والجماعات الإرهابية في ليبيا حسبما تم الإفصاح عنه في الفترة الأخيرة.

قطر من الداخل

مع بدء إجراءات الدول المقاطعة التي تعتبر حقاً سيادياً تكفله لها قوانينها الوطنية والدولية بإغلاق حدودها واتخاذ الإجراءات الاحترازية والسياسية الحامية لها، متى ما استشعرت بخطر من أي بلد قد يهدد أمنها واستقرارها، قامت قطر بإجراءات غير مفهومة، تمثلت في تحييد شخصيات نافذة ومن منظومة رأس الحكم، ووجهت إعلامها للحديث عن الإجراءات وكأنها جاءت على خلفية أسباب غير معروفة لديها! وقامت قطر بنقل خلافها مع أشقائها إلى المجتمع الدولي واصفة المقاطعة بأنها حصار! على خلاف الحقيقة والواقع وهذا ما أكد عليه الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للطيران المدني برفض شكواها.

حقائق من الداخل

هناك ارتفاع في أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية في قطر، هناك خوف يعتري الطبقة العمالية جراء ارتفاع هذه الأسعار، هناك تهاوٍ لسعر الريال القطري، هناك تململ من العسكر بعد وضع رؤساء عليهم من الجيش التركي، هناك امتعاض شعبي من تواجد الحرس الثوري وما يسمى بالقاعدة التركية، هناك امتعاض من عدم دخول عائلة الغفران بحجة انتهاء جوازات سفرهم! كل تلك التراكمات لم تطفح على السطح ولكن المتابع يرى أنها مسألة وقت.

خلاصة القول

على مدى عقدين من الزمن، بنى النظام القطري علاقات مشبوهة وشاذة، طالت أحزاباً سياسية وميليشيات وحركات وخلايا إرهابية، بقصد استغلالها للضغط على دول الجوار والدول العربية، ووطد علاقاته مع قياداتها تارة من خلال الصناديق الخيرية وتارة بالهدايا الشخصية، حتى بشراء سنوات الخدمة. قال سيدنا أبوبكر الصديق رضى الله عنه: «أكيس الكيْس التقوى، وأحمق الحمق الفجور، وأصدق الصِدْق الأمانة، وأكذب الكذِب الخيانة».