منذ بداية المقاطعة وقطر تحاول أن تنقلنا وتبعد اهتمامنا عن التركيز على «الأهداف» بالالتهاء «بالوسائل» وتلك حيلة ذكية وفخ يجب ألا نغفل عنه. يجب ألا ننسى أن هدفنا من جميع الإجراءات التي اتخذناها ضد قطر هو إنقاذنا وإنقاذ العالم من خطر مشروع إسقاط الدول العربية وإعادة تقسيم المنطقة، وليس هدفنا الانشغال بوسائل تحقيق ذلك الهدف.

المشروع صهيوني بامتياز قبلت قطر أن تلعب فيه دور الممول والفيروس المغروس في الخاصرة العربية الشرقية، فتحالفت معها الإدارات الأمريكية السابقة منذ عشرين عاماً لمساعدتها بتحقيقه، كان الدور القطري هو احتضان وتمويل الجماعات التي ستسقط الأنظمة العربية، تلك هي الوسيلة التي اتخذتها قطر بالتعاون مع التحالف الشيطاني «إسرائيل، إيران، الولايات المتحدة الأمريكية» بتمكين الجماعات الدينية ودعمها تمويلاً ولوجستياً «إعلام، غطاء قانوني، شبكة اتصال.. إلخ» لمحاربة الأنظمة العربية وإسقاطها ونشر الفوضى في دولها كي تنهار ويعاد تقسيمها.

التنظيمات الإرهابية مجرد وسائل وأدوات لتنفيذ المشروع، والوسائل كما نعلم تتبدل والتكتيكات تتغير، أما الهدف فهو الذي يبقى ثابتاً ولا يجب أن نغفل عنه وهذا هو الفخ الذي تريد قطر إلهاءنا به عن طريق استدراجنا للعبة التفاوض.

نجحت الدول الـ4 بتحييد وتجميد الوسائل ومطالبنا تحققت دون أن تقبل قطر بالاستجابة لها، واليوم قطر بعد انتفاضة الدول الـ4 على المشروع وبعد توجيه الضربة القاصمة لها من خلال الإجراءات التي اتخذتها دول المقاطعة، تحاول أن تبعدنا وتشغلنا بالوسائل بعيداً عن الهدف الرئيس، فطرحت قصة «التفاوض» وتلك كرة إلهاء رمتها في ملعبنا كي تستدرجنا لها وننشغل بها، ويتبعها دوامة اجتماعات ولقاءات و«أستانة واحد وأستانة اثنين» ووساطات خليجية ودولية ووو من أجل إطالتها وتمديدها إلى سنوات حتى تضيع القصة الرئيسة، مقابل أن تخفف أو تجمد الإجراءات، وقد تضحي قطر ببعض أدواتها مقابل تخفيف بعض الإجراءات المقاطعة، بحجة التفاوض على البقية، كي نبقى معلقين دون نتائج، فإن رفضنا فسنظهر وكأننا نحن من يتعنت وإن قبلنا وقعنا في الفخ.

في هذه الفترة تضغط قطر محلياً ودولياً لفك الارتباط وإضعاف التحالف العربي ضدها، محلياً باستدرار عاطفة الشعوب الخليجية وبتحريك أجنحة الإخوان لإشغال الشعوب الخليجية عن الهدف الرئيس وإبعادهم عنه والالتهاء بالأدوات والوسائل «الجزيرة، المطالب، المناكفات الإعلامية.. إلخ» وكلها وسائل إلهاء وتمويه وإشغال، ودولياً بتحريك أدواتها الإعلامية وحلفائها في دوائر صنع القرار الأمريكي والأوروبي وبرمي طعم الصفقات والإغراءات المالية.

لذلك كله لا يجب أن تستدرجنا قطر لهذا الفخ، ولا يجب الخضوع لأي ضغوط دولية أياً كان نوعها لوقف الإجراءات، فالحرب على الإرهاب تبدأ من هنا، وعلينا نحن أن نأخذ زمام المبادرة دولياً لنعيد الاهتمام في الأهداف لا في الوسائل. لذلك علينا ألا يقف حراكنا على المستوى الرسمي فقط، بل علينا أن نتجه للرأي العام الأوروبي والأمريكي كي يضغط بدروه على حكوماته كي تقف وقفة جادة أمام هذا المشروع الأخطر على الأمن الدولي الذي أوصل الإرهاب إلى أرضهم وخرج عن السيطرة.

هنا مربط فرسنا، أي أن علينا تركيز عملنا في لفت الانتباه لأثر هذا المشروع على المواطن الأمريكي والأوروبي لا علينا فحسب ولا على الحكومات فقط، وكيف أصبح هذا المواطن يشاركنا في دفع ثمن خروج الوحش من قفصه.

عملنا هو أن نجعل هذا المواطن هو الذي يضغط على حكوماته من أجل التحرك لردع قطر، لا يجب أن نخاطب الحكومات فقط، فلها حساباتها ومصالحها، لا يجب أن يكون تحركنا على المستوى الرسمي فقط معها، بل نتجه كدبلوماسيين وكإعلاميين للشعوب الغربية مباشرة للرأي العام الغربي مباشرة، ونصل لضحايا الإرهاب منهم ولذويهم نساعدهم على الضغط على حكوماتهم، فلا شيء يحرك الحكومات هناك كالرأي العام والخوف من جماعات الضغط ومن الإعلام.

ضحايا كل عمل إرهابي حدث في أوروبا وفي أمريكا هم أهدافنا القادمة، هم من يجب أن نتوجه لهم لتقديم الدعم لهم والأدلة لهم على تورط قطر مع التنظيمات التي تسببت بخسائرهم في الأرواح، لا أن ننشغل كما يراد لنا بمناكفة الإعلام القطري!!

دعم قطر للتنظيمات الإرهابية الليبية هو مهمتنا التي يجب أن نركز عليها، وهو دعم مثبت بالدليل القاطع وإدانة تلك التنظيمات في مقتل السفير الأمريكي وفي تفجير مانشستر مثبتة كذلك بالدليل القاطع، فالتوجه للإعلام البريطاني والأمريكي بهاتين القصتين كبداية ونموذج للدعم القطري للإرهاب الدولي، والضحايا أمريكان وبريطانيون هو خطوتنا التالية.

وللحديث بقية..