دول الخليج العربية مطمع إيراني قديم ومستهدف، حيث يبذل النظام الإيراني كل الجهود والقوى حتى يضع يده وسيادته على هذه الدول. إيران اعتبرت مملكة البحرين بوابة الدخول لجميع دول الخليج، حيث سخرت كل أجندتها لاستعمار البحرين منذ أمد بعيد أي قبل حكم شاه إيران المخلوع «محمد رضا بهلوي»، وتبنى رؤية إيران بضم البحرين لها بعد ذلك، جميع من تولى رئاسة إيران بعد الثورة الخمينية إلى يومنا هذا، حيث تنبثق هذه الرؤية من عقيدة فارسية بأن البحرين هي المفتاح الأول لضم كل دول الخليج إليها فيما بعد، وأولهم المملكة العربية السعودية، كون البحرين بلداً صغيراً بقلة عدد سكانه يمكن السيطرة عليه بكل سهولة، ولكن الحقيقة التي أبهرت العالم أن البحرين كبيرة برجالها ونسائها، وبجنودها البواسل، وبالأوفياء وشرفاء هذا البلد الذين أبوا أن تكون مملكة البحرين بضاعة سهلة ورخيصة، أو أن تطأها أقدام الفرس أو أن تكون معبراً لهم لدول الخليج، فالسيادة الحقيقية ليست منطوقاً إعلامياً وإنما هي سيادة فعلية حازمة، وهذا ما يؤكده التاريخ بأن البحرين لم ولن تكون تابعة لدولة فارس أو أي دولة أبداً. إيران بعد حين، وجدت منفذاً آخر غير البحرين كي تتغلغل سيادتها من خلاله، ووجدت أن توطيد علاقاتها مع قطر في نواحٍ عدة – اقتصادية وسياسية وأمنية – خير لها من أن تثير الخلايا النائمة في قطر حالياً، خصوصاً وأن إيران وجدت القبول من النظام القطري لمباركة العلاقة المريبة، حيث القواسم المشتركة بين البلدين جعلت من قطر أشبه ما تكون بـ «مغارة علي بابا « لإيران والراعي الذهبي للإرهاب والتطرف، فقطرعلاقاتها بأشقائها متوترة وخصوصاً مع مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية. ضرب المملكة العربية السعودية هو قاسم مشترك بين قطر وإيران، وأهمها بالنسبة لإيران هو السطو على السيادة السعودية وتفكيك المملكة إلى دويلات تابعة لإيران والهيمنة الكاملة على البقاع الشريفة، الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمعنى آخر الهيمنة على العقيدة الإسلامية، أما بالنسبة إلى النظام القطري فالخلافات القديمة حول الحدود السعودية كفيلة بالتآمر مع إيران وداعمي الإرهاب على المملكة وبالأخص دعم الحوثيين لضرب المملكة، فهم ينظرون إلى المملكة العربية السعودية على أنها قوة لابد من قهرها وتشتيتها بشتى الوسائل، بجانب حلم قطر فرض سيادتها على دول الخليج بدعم من إيران والعناصر الإرهابية لهذه السيادة. تغريدة «ذهبية» غرد بها الداعية وسيم يوسف قال فيها «كل دولة مسؤولة عن أمنها، لكن جميع الدول مسؤولة عن أمن السعودية، فهي قبلة المسلمين ومنارة الإسلام وبها مكة والمدينة عرض كل مسلم»، نعم الحرمان الشريفان مستهدفان وواجبنا جميعاً كمسلمين الدفاع عنهما، وآل سعود خير من يحافظ على الأماكن المقدسة من أن تلوثها أجندات عديدة أهمها العقيدة الفارسية، أو أن تطأها أقدام المتطرفين والإرهابيين فيها، ومسؤولية الدفاع والحفاظ على مقدساتنا وعقيدتنا تقع على الشعب القطري أيضاً، فقليل من التفكير يرجع المرء إلى التوازن، فالخلافات وعدم التبصر في الأمر قد يكلف الإنسان عقيدته ودينه، والأبواق المؤجورة التي تهاجم المملكة العربية السعودية هي أبواق داعمة للعقيدة الفارسية، والأبواق التي تنكر خوف البحرين والسعودية والإمارات ومصر على الشعب القطري هي أبواق تريد للشعب القطري أن يلهى في مخالب الخلافات والصراعات حتى تتمكن كل من إيران وتركيا من التحكم في سيادة قطر ومن بعدها الدول الأخرى، وربما يتكشف لنا بعد حين أن تركيا تريد أن تفرض سيادتها على الأماكن المقدسة أيضاً، ولكن لا قطر ولا إيران ولا تركيا ولا أي دولة يمكن أن تكون بمقام المملكة العربية السعودية في الحفاظ على ديننا الحنيف والحفاظ على قبلة المسلمين، حفظ الله المملكة العربية السعودية ودولنا من كل شر وغدر، وستكون مملكة البحرين بقيادتها وشعبها دائماً في الصف الأول لحماية أمن المملكة العربية السعودية.