عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء مقتل زعيم تنظيم الدولة "داعش" أبو بكر البغدادي، غداة إعلان الحكومة العراقية تحقيق "النصر" في الموصل على المجموعة المتطرفة التي اتخذت من المدينة أحد أبرز معاقلها. وأفاد المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له وتابع النزاع الدامي في البلاد منذ انطلاق شرارته الأولى في مارس 2011، أن لديه معلومات من قيادات في تنظيم الدولة "داعش" تؤكد مقتل البغدادي. ولم يتسن بعد تأكيد الخبر بشكل مستقل حيث كانت عدة تقارير في السابق تحدثت عن مقتل البغدادي. ولكن في حال تأكيده، فسيشكل مقتله ضربة جديدة موجعة للتنظيم بعد خسارته الموصل التي أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاثنين أن قوات بلاده استعادتها من المقاتلين المتطرفين بعد حملة مضنية استمرت عدة أشهر. واعلن مدير المرصد رامي عبد الرحمن "ان قيادات من الصف الأول في تنظيم الدولة "داعش" متواجدة في ريف دير الزور اكدت للمرصد وفاة أبو بكر البغدادي أمير تنظيم الدولة" مضيفا "علمنا اليوم ولكن لا نعرف متى او كيف فارق الحياة". ولا تزال مناطق واسعة من محافظة دير الزور خاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف رغم خسارته أراض في مناطق أخرى من البلاد والعراق المجاور. وأوضح عبد الرحمن أن زعيم التنظيم المتطرف المتواري عن الأنظار منذ 8 أشهر، كان موجودا في الشهور الأخيرة الماضية في ريف دير الزور الشرقي دون أن يتضح إن كان قتل هناك أو في مكان آخر. ولم يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي للخبر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لـ "داعش".

ومن جهته، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أنه ليس بإمكانه بعد التأكد من صحة إعلان المرصد. وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل الامريكي راين ديلون، "لا يمكننا تأكيد مقتله ولكن نأمل أن يكون صحيحا". وأضاف "ننصح بشدة تنظيم الدولة "داعش" بايجاد وريث قوي، فقد يحتاجونه". ومنذ عام 2014، سرت شائعات ومعلومات كثيرة عن مقتل البغدادي دون أن يتم تأكيدها، فيما أعلن الجيش الروسي منتصف يونيو أنه يحاول تأكيد إن كان زعيم تنظيم الدولة "داعش" قتل بغارة شنتها طائراته على اجتماع لقياديي التنظيم بالقرب من الرقة شمال سوريا. ولكن التحالف الدولي أشار حينها إلى عدم تمكنه من تأكيد الإعلان الروسي. وبقي البغدادي الذي رصدت واشنطن 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله، متواريا عن الأنظار حيث ترددت شائعات تفيد بأنه تنقل مرارا في المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه بين جانبي الحدود العراقية والسورية. وكان الظهور العلني الوحيد للبغدادي، وهو من مواليد العراق ويبلغ من العمر 46 عاما، في يوليو 2014 لدى تأديته الصلاة في جامع النوري الكبير بغرب الموصل حيث أعلن إقامة "الخلافة" في مناطق واسعة من العراق وسوريا. وكان التنظيم المتطرف أقدم في 21 يونيو، أمام تقدم القوات العراقية، على تفجير جامع النوري ومنارة الحدباء التاريخية. وأطلقت القوات العراقية حملتها في اكتوبر لاستعادة الموصل، التي اجتاحها المتطرفون في منتصف العام 2014 كجزء من هجوم سيطروا خلاله على مناطق واسعة من العراق وسوريا. وأعلن العبادي من الموصل الاثنين انتهاء الحملة بهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية مهللا لـ"النصر المؤزر" الذي حققته قوات بلاده ومعتبرا أن ذلك يمثل "انتهاء وفشل وانهيار دولة الخرافة والإرهاب الداعشي".

ولكن كلفة هذا النصر كانت باهظة حيث تحولت معظم مناطق المدينة إلى ركام فيما قتل وأصيب الآلاف وهرب حوالى نصف سكانها. وفي المدينة القديمة، حيث تدمرت المباني وتناثر الحطام في الشوارع، تواصل القوات الأمنية العراقية عمليات التمشيط بحثا عن جيوب لمقاتلي تنظيم الدولة "داعش". وقال الفريق الركن سامي العارضي من قوات مكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس إن "ما نقوم به اليوم هو مجرد تمشيط للمنطقة وتطهيرها من الخلايا النائمة". وأضاف أن "هناك جماعات مختبئة في الملاجئ والسراديب" حيث يتم التعامل معها". وبحسب الأمم المتحدة، فقد أسفرت معركة الموصل عن نزوح 920 ألف شخص منذ أكتوبر، لم يعد منهم إلا نسبة قليلة. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن المدينة القديمة واحدة من 6 مناطق في غرب الموصل التي "دمرت تماما تقريبا" خلال المعارك. وأضافت أن هناك مناطق أخرى تعرضت لضرر أقل، لكن التكلفة المبدئية لجهود "الاستقرار" وتوفير الخدمات الأساسية والمسكن والتعليم والأمن، يتجاوز 700 مليون دولار. واتهمت منظمة العفو الدولية القوات العراقية والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الثلاثاء بتعريض المدنيين "لاعتداءات غير مشروعة لا هوادة فيها" في غرب الموصل، فيما حذرت منظمات إغاثة من أن الأزمة الإنسانية في البلاد لم تنته بعد. وأفادت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من لندن مقرا لها أن القوات العراقية والتحالف شنوا هجمات "غير قانونية" واستخدموا القوة غير المتكافئة في بعض الحالات في مناطق ذات الكثافة السكانية العالية.