في الأجواء الصيفية الملتهبة كما هو في البحرين يكون خيار إقامة فعاليات تخص الإجازات والعطلات الصيفية أمراً محيراً للغاية وربما تكون الخيارات ضيقة ومحدودة للغاية أيضاً، ومع مرور الأعوام نعتقد أن مساحة الإبداع الصيفي سوف تتقلص لمحدودية الأماكن وطبيعة الجو الحارق، ومع كل هذه الحيرة نجد أن هيئة البحرين للسياحة والمعارض تعمل بشكل منظَّم ومميز للغاية في أشهر الصيف من كل عام بصورة تفوق كل التوقعات.

هذا الأمر يدلل على أن البحرين على الرغم من صغر مساحتها إلا أنها تمتلك مقومات السياحة المستدامة والمتنوعة والثرية من منطلق القاعدة التي تمتلكها هذه الجزيرة بكل مقوماتها الحضارية والمعاصرة كذلك، كما أن للقدرات البشرية الدور البارز في إعطاء صفة الاستمرارية والإبداع بعداً آخر في فصول الفعاليات الصيفية والشتوية والموسمية، فما أن ينتهي فصل الربيع بكل برامجه المميزة حتى يأتي الصيف ببرامج متكاملة تنسينا لهب الحرارة المرتفعة في كل عام، وهكذا نتيقن أننا نملك مقومات بشرية وطنية ناجزة للأحلام وزاخرة بالتطلعات. إننا نجد أن الهيئة بكل طواقمها التي تعمل كالنحل في الليل والنهار وفي أوقات العمل الرسمي وأيام الإجازات ترشدنا إلى أمر واحد وهو أن الهيئة تزخر بالكفاءات المخلصة الشابة التي لا يهمها أي شيء سوى أن تكون البحرين على سكَّة السياحة العالمية طيلة أيام السنة عبر برامجها الصيفية الناجحة.

إن هيئة السياحة لا تتأخر في طرح كل ما هو جديد ومنعش في جو البحرين القائظ، وعليه أصبحت برامجها مادة خصبة للاستثمار المحلي والعربي كما أنها باتت تشكل دخلاً جيداً للاقتصاد الوطني ومفتاحاً مميزاً لجلب الأموال والسياح من أجل تعريف بقية شعوب العالم على إمكانية البحرين ومدى قدرتها على أن تكون دولة سياحية بامتياز.

كافة البرامج التي تبنتها هيئة البحرين للسياحة مؤخراً استقطبت مئات الآلاف من الناس وهذا يعطينا انطباعاً واضحاً أن الهيئة تسير على الطريق الصحيح وتعمل بشكل مكثف في سبيل أن تكون المملكة على خارطة السياحة العالمية، فبرامجها وفعالياتها التي لا تُحصى في الآونة الأخيرة ومشاريع التطوير التي تتعلق بالنهوض بالمرافق السياحية وعلى رأسها تطوير الأسواق القديمة جعلت عمل الهيئة مميزاً للغاية ومشبعاً بمختلف الألوان، وأعطتنا مصداقية للعمل الجاد والصادق والتعاون من أجل «بحرين» جميلة ومنعشة في كل الفصول.