احتضنت القاعة الرئيسة بالجامعة الأهلية الأسبوع الماضي حفل تدشين كتاب "مقامات الحريري .. حجاجية السرد والنسق الثقافي" لرئيس قسم اللغة العربية والدراسات العامة بكلية الآداب والعلوم د.علي فرحان، وذلك تحت رعاية الرئيس المؤسس للجامعة عبدالله الحواج.

وقال الحواج في كلمته الافتتاحية للحفل، إن تدشين هذا الكتاب خطوة تضاف للجامعة على مسار خدمتها الثقافية والعلمية والمهنية للمجتمع وإسهامها في إثراء المكتبة البحرينية والخليجية.

ونوه إلى أن الجامعة تزخر بالكفاءات والطاقات القادرة على رفد المجتمع وميادينه العلمية والثقافية والمهنية بالكتابات والمؤلفات الملائمة لاحتياجاته وتطلعاته المستقبلية، وما يشهده المجتمع باستمرار من تطور ونماء.


وأكد الحواج أن الجامعة بما تتصف به من مسمى، هي جامعة للعلوم والمعارف والثقافات والتجارب ومختلف فئات وشرائح المجتمع، فهي تجمع نخب المجتمع وطاقاته لترفده بالجديد والرقي والعلوم والمعرفة، وأحد أبرز وسائل نقل المعرفة إنتاج الكتب والدراسات الإثرائية القيمة.

ودعا أساتذة الجامعة وطلبتها إلى التوجه نحو إنتاج الأبحاث وإصدار الكتب، مؤكداً أن الجامعة على استعداد لتقديم كل أوجه الدعم لأساتذتها وطلبتها من أجل تحفيزهم في هذا الاتجاه.

فيما عبر فرحان عن شكره إلى الجامعة ممثلة في ربان سفينتها البروفيسور عبدالله الحواج ورئيس الجامعة البروفيسور منصور العالي وعموم أساتذة وطلبة الجامعة على ما قدموه إليه من مساندة وتشجيع، شاكراً تبني الجامعة طباعة الكتاب وإظهاره للعيان شاخصاً.

وأوضح أن مقامات الحريري، لأبي القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري هي المدونة الأدبية التي اختارها من الثقافة العربية القديمة موضوعاً لكتابه، لما يفتقده هذا الجانب الأدبي من دراسة واهتمام. وأضاف: بما أن الثقافة العربية تكاد تكون ثقافة خبر، وأن المقامة ارتبطت منذ بدايتها بالخبر، وتطورت عنه، وأن كماً كبيرا من هذا الجنس يشغل مساحة في الثقافة العربية، فإن إهمال دراسته ترك فراغا معرفيا بحاجة إلى أن يسد.

ونوه إلى أنه استعان بالبنيوية بوصفها منهجا يكشف عن الأبنية المتضمنة في النصوص.

وتشكل كتاب فرحان من بابين رئيسين، الأول نظري ويتضمن فصلاً حول البنية والنسق الثقافي وعلاقاتهما بمقامات الحريري، وفصلا ثان يتناول مقامات الحريري بوصفها مادة ثقافية.

أما الباب الآخر من لكتاب فقد تضمن فصلين وخاتمة، الأول منهما يتناول البنية الشكلية للمقامات عند الحريري من حيث بنيتها الأصلية والبنى الفرعية التي تحكم السرد عنده، والفصل الثاني تناول الخطاب في مقامات الحريري من حيث خصائصه ووظائفه الحجاجية والتداولية، وفق أنساق ثقافية سائدة، أو نساق ثقافية مضادة.

واختتم الكتاب بدراسة نصية تحليلية لثلاثة نصوص من مقامات الحريري، ممثلة لبنية العنصر المهيمن في المقامات كل على حدة. وبناء على ذلك، فإن الكتاب استطاع أن يضع مقامات الحريري في إطارها الأدبي والثقافي، بعد أن درس تجلياتها النصية والثقافية في إطار الثقافة التي أنتجته، جاعلاً أدواته البحثية جملة من معطيات بعض المناهج النقدية الحديثة التي تتواشج لتكون نسيجاً ييسر دراسة المقامات، مع ملاحظة ما للمقامات من خصوصية تجعل الباحث يصطفي ما يلائم هذا النقص دون قسر أو تكلف.

وبعد مناقشة ثرية شارك فيها الحضور، اختتم الحفل بإهداء نسخ الكتاب لحضور حفل التدشين.