اختتمت الجولة الثامنة من مباريات دوري المراكز الشبابية لكرة القدم "# دورينا" وشهدت أوقاتاً متميزة بدأت بالتعادل بهف لمثله بين مركز شباب كرانة ومركز شباب الزلاق، لكن المباراة الأكثر استحواذاً على اهتمام الجماهير والفرق الأخرى كانت بين مركز شباب أبوقوة ومركز شباب سلماباد والتي انتهت بثلاثة أهداف مقابل هدفين لصالح الأول وهي التي أبقته في الصدارة بفارق نقطة واحدة عن أقرب ملاحقيه "الهملة".

وتعادل الشاخورة ومدينة حمد بـ3 أهداف لمثلها وارتفعت حرارة المباريات لرغبة المراكز في تحسين موضعها والتأهل لمسابقة الكأس والصعود في جدول الترتيب لتفادي اللعب مع الفرق القوية، إذ أن ذلك قد يقوض آمالها في المنافسة على لقب الكأس.

ومن خلال الجولة التاسعة والأخيرة، فإن بعض الفرق تمتلك فرصة تحسين موقعها بالنظر إلى الفريق المقابل لها، لكن تبقى تلك المسألة حبر على ورق في ظل تقارب مستويات الفرق، ويرى البعض أن فرق المقدمة قد تواجه مقاومة كبيرة جداً من فرق قاع الترتيب، لذلك تبقى التوقعات مفتوحة والنتائج في الملعب وليست على الورق.


وتعلق الفرق المتنافسة مع أبوقوة على لقب الدوري الكثير من الآمال على فريق كرانة لتغيير خارطة الترتيب في الجولة الأخيرة من خلال تحقيق نتيجة مرضية، وخصوصاً لفريقي الهملة وسلماباد اللذان سيتواجهان مع بعضهما، لكن تعادلهما مقابل تعادل أبوقوة وكرانة سيذهب باللقب إلى أبوقوة، أما فوز أحدهما وخسارة أبوقوة سيتوج الفائز بالبطولة، لذلك ستكون الأنظار شاخصة نحو مباراة أبوقوة وكرانة والتمنيات بخسارة الأول لتغيير سير اللقب.

وافتتحت الجولة بتعادل مركز شباب كرانة ومركز شباب الزلاق (1-1)، و‪ فوز مركز شباب الهملة بصعوبة بالغة على مركز شباب أبوصيبع (2-1)، وفوز مركز شباب القرّية على مركز شباب دمستان بجدارة (2-4)، وفوز مركز شباب أبوقوة على مركز شباب سلماباد (2-3)، واختتمت مباريات الجولة بتعادل مركز شباب مدينة حمد ومركز شباب الشاخورة (3-3).

وشهدت مباراة مركز شباب أبوقوة ومركز شباب سلماباد إثارة كبيرة رغم البداية الباردة لكثرة سقوط لاعبي أبوقوة على أرضية الملعب، وخصوصاً بعد التقدّم بهدفين دون مقابل، لكن مهاجم مركز شباب سلماباد عبدالله حميدان سجل هدفين عادل بهما الكفة التي كادت أن تميل لصالح سلماباد لتعرض أحد أفضل لاعبي الدوري وأحد أكثر اللاعبين تأثيراً في صفوف أبوقوة لاعب الإرتكاز حمد عياد بعد عشرين دقيقة على انطلاق الشوط الثاني.

وكثّف لاعبو سلماباد ضغطهم ونظموا هجماتهم، لكن مجرى المباراة تغيّر بركلة جزاء قبل سبع دقائق من انتهاء المباراة سجل منها الدولي السابق علاء حبيل هدف الصدارة بفارق نقطة عن الهملة ونقطتين عن سلماباد.

المباراة الأفضل

واستحقت هذه المباراة أن تكون الأفضل في الجولة لارتفاع درجة حرارتها وخصوصاً في الشوط الثاني، ويُحسب لمدرب أبوقوة علي عباس إشراك المهاجم علي حميد في الشوط الثاني، وقبل ذلك إشراك المبدع سلمان عبدالرضا مكان حسين حميد لإصابة الثاني قبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول.

في المقابل، لجأ مدرب سلماباد مجيد شبر إلى تبديلين لتنشيط الفريق ونجح في مسعاه ويُحسب له تشجيع ودعم اللاعبين، إلا أن الهدف لم يتحقق وخسر النتيجة.

وغاب مهاجم مركز شباب سلماباد حسن عبدالرضا عن التهديف في الجولة الثامنة إلا أنه ما زال يتصدر قائمة الهدافين برصيد تسعة أهداف، لكنه استفاد من تسجيله هدفين في الجولة الماضية "السابعة" في مرمى مركز شباب كرانة، لذلك رفع رصيده وابتعد عن ملاحقيه.

ويقترب عبدالرضا من نيل لقب الهداف مع بقاء مباراة واحدة لكل فريق، ويأتي خلفه خمسة لاعبين برصيد أربعة أهداف وهم: سلمان عبدالرضا وعلاء حبيل (أبوقوة)، كاظم حسن (سلماباد)، فاضل الجمري (القرّية)، وأخيراً مهاجم الهملة السيد كاظم حميد رغم غيابه عن ثلاث مباريات، وسيغيب عن المباراة الأخير حسب التوقعات.

وازداد الحضور الجماهيري في مباريات دورينا في الجولة الثامنة نظراً لأهميتها وقرب تحديد البطل، وشهدت غالبية المباريات ازدياداً في عدد الجماهير، واللافت أن جماهير مركز شباب دمستان القابع في المركز قبل الأخير قبل بداية مباراته أمام مركز شباب القرّية بثلاث نقاط حظي بمساندة رابطته التي علّقت يافطة تشجيعية استوفيت تكاليف طباعتها من المشجعين في بادرة جميلة.

واكتظت مدرجات ملعب اتحاد الريف بالجماهير، وخصوصاً في مباراة القمة بين مركز شباب أبوقوة ومركز شباب سلماباد، ولم تخلُ بقية المباريات من الحضور الجماهيري المكثف، الأمر الذي يؤكد تفاعل المتفرجين مع لاعبي قراهم، وهي إحدى المكاسب التي تحققت لدورينا.

الجمري أفضل لاعب

قدّم قائد فريق مركز شباب القرّية فاضل الجمري، مباراة متميزة في وسط الملعب وصنع هدفاً للاعب علي أحمد وسجل هو بنفسه هدفين ليحقق فريقه أول فوز في الدوري على حساب مركز شباب دمستان بأربعة أهداف مقابل هدفين.

وكان الجمري ثابت المستوى في غالبية أوقات المباراة واستحق أن يكون أفضل لاعب في الجولة لثبات مستواه وتأثيره الكبير على أداء ونتيجة الفريق.

وتميز الجمري بمقدرته العالية على ربط خطوط الفريق رغم تقدمه في الجناح الأيسر بعض الوقت، لكن مدربه محمد حبيب طلب منه العودة لضبط أمور خط الوسط ليواصل اللاعب تألقه طوال المباراة.

مدينة حمد والشاخورة لقاء الطموح

ونزل فريقا مركز شباب مدينة حمد ومركز شباب الشاخورة، إلى أرضية الملعب في مباراتهما الأخيرة وفي ذهنهما أمر واحد غير قابل للتأويل وبطموح الفوز ولا شيء غير من أجل خطف نقاط المباراة كاملة وبإدراك الفريقين بأن نقاط مباراة الجولة الثامنة قبل الأخيرة حاسمة ومؤثرة ولا تقبل القسمة على اثنين وأن الفوز وحده هو الكفيل بنقل الفريق إلى مصاف فرق المقدمة الخمسة، ومنذ الوهلة الأولى التي انطلقت فيها صفارة الحكم محمد بو نفور اندفع الفريقان نحو تحقيق الأمل مما جعل من اللقاء واحد من اللقاءات القوية.

وهذا الطموح المشتعل في ذهن لاعبي الفريقين كان له الأثر الكبير في تقديم مباراة جيدة المستوى وظهر فيها نجوم الفريقين بمستوى فني عالي جدا وتمكن كل فريق من هز الشباك بثلاثة أهداف، وبدأ فريق مدينة حمد في تسجيل أول أهداف المباراة (29) عن طريق نجمه أحمد المقلة مبكراً، وبعدها أضاف لاعب مدينة حمد سعيد عون هدف فريقه الثاني (22)، إلا أن لاعبي الشاخورة كان لديهم نفس الإحساس والشعور فشهدت الدقيقة (38) تسجيل الشاخورة هدفه الأول عن طريق لاعبه المتألق سلطان السلاطنة، الذي عاد وسجل هدف فريقه الثاني (52) بعدما مرر له أفضل لاعب في المباراة مكي سلمان كرة جميلة أمام المرمى.

وتناغماً مع الشعور بأهمية الفوز في المباراة ظهر جميع لاعبي الفريقين بمستوى فني عالي جدا ومتعاون مع المدربين في تحقيق المطلوب وإن كان مكي سلمان هو أبرزهم نظرا للمجهو الكبير الذي قدمه على مدى شوطي المباراة وبنفس الرتم، إضافة إلى مساهمته الفاعلة في تسجيل فريقه الأهداف الثلاثة، وقد أثبت أفضليته النسبية ونجوميته من خلال تسجيله الهدف الثالث لفريقه الشاخورة (60) مانحاً التقدم لفريقه بعد أن كان خاسراً بهدفين، إلا فريق مركز شباب مدينة حامد لم ينسى أهمية الحسابات المتبقية من الدوري فتابع نشاطه حتى الرمق الأخير وأدرك هدف التعادل عن طريق البديل الناجح حمد محمد (87) بعد مشاركته بثلاث دقائق.

وانتهت المباراة بالتعادل 3-3 وهو أمر لم يرتق إلى رغبة وطموح الفريقين وأملهما في البقاء قريبين من فرق المقدمة، وبدلاً من النقاط الثلاث دفعة واحدة من أحد الفريقين خرج كلاهما بنقطة واحدة فقط أبقتهما متساويان في عدد النقاط برصيد 8 نقاط لكل منهما وباحتلال الشاخورة المركز السادس ومدينة حمد المركز السابع بفارق عدد الأهداف، وظهرت هذه المباراة بجمالها الفني وانشغال اللاعبين في اللعب وتركيزهم على الأمور الفنية من دون إعطاء أي أهمية للجوانب الإدارية والتحكيمية، وتستحق هذه المباراة أن تكون مباراة الطموح والأمل الذي لم يتحقق.