معلوم أن أعراف المجتمعات تعد واحدة من مصادر التشريع القضائي، وبما أن وسائل الإتصال والتواصل أصبحت سمة العصر الأبرز، لها أدبيات وضوابط ناظمة لتفاعل الناس فيما بينهم من خلالها، لذلك بات من الضروري وضع أساليب التعامل معها ضمن حيّز النظر الجدي.

فهل تجاهلت يوما رسائل نصية من زوجتك؟ حذار أن تفعل، فمن الممكن أن يستخدم ذلك ضدك أمام القضاء، فقد قضت محكمة في تايوان لزوجة بالطلاق بعدما أثبتت برسائلها عبر تطبيق لاين أن زوجها يتجاهلها، وأظهر التطبيق أن الزوج فتح رسائل الزوجة، لكنه لم يرد على أي منها. ولذا، أصدر القاضي حكماً لصالحها مطلع الشهر الحالي.

واعتبر قاضي محكمة الأسرة بولاية سين شو في تايوان أن تجاهل الزوج الرد على رسائل زوجته عبر تطبيق لاين دليل على أن زواجهما وصل إلى حالة لا يمكن معها تدارك ما فسد بينهما، ومن ثم فإنه من حقها الحصول على الطلاق. وفقاً لموقع "بي بي سي" عربي الثلاثاء.


وقال القاضي إن الزوجة "لين" استمرت لستة أشهر في إرسال رسائل نصية لزوجها عبر تطبيق لاين، من بينها رسالة وهي في إحدى المستشفيات بعد تعرضها لحادث سيارة.

وقالت لين إنها كتبت لزوجها، في رسالتها التي بعثت بها من المستشفى إنها في غرفة الطوارئ، متسائلة عن سبب امتناعه عن الرد على رسائلها. ورغم زيارة الزوج للين أثناء وجودها في المستشفى، استندت المحكمة في حكم الطلاق إلى تجاهله لرسائلها عبر لاين.

وجاء في حكم المحكمة أيضا أن "المدعى عليه لم يسأل عن المدعية، وقرأ رسائلها دون أن يرد عليها". ورجحت المحكمة أن زواج الاثنين وصل إلى مرحلة لا يمكن عندها تدارك ما فسد من العلاقة بينهما.

وقال القاضي إن هناك مشكلات أخرى بين الزوجين، ومن بين هذه المشكلات أن السيدة لين كانت تضطر إلى سداد أغلب فواتير وتكلفة المعيشة لعائلة الزوج الذي انتقلت إلى العيش معه في منزل تقيم فيه والدته وشقيقه الأصغر.

وقال القاضي كاو إن تجاهل رسائل تطبيق لاين من قبل الزوج كانت بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" بالنسبة للين.وأضاف أن "رسائل لاين كانت دليلاً مهماً في القضية. فقد سلطت الضوء على طبيعة هذا الزواج وغياب التواصل الجيد بين الزوجين".

وأكد على أن التواصل عبر الإنترنت أصبح منتشراً إلى حد كبير في الوقت الحالي، وهو ما سوغ استخدامها "رسائل لاين" كدليل. ففي الماضي، كنا نحتاج إلى مستندات مدونة على الورق لاستخدامها كدلائل".