أكد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن الوقت قد حان لكي تقوم قطر بعملية إعادة تصحيح شاملة لمسار سياستها بهدف تغيير سلوكها العدائي، وتنفيذ جميع تعهداتها السابقة، وتلبية المطالب التي تم الاتفاق عليها في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الأربع بالقاهرة بتاريخ 5 يوليو الجاري، بالإضافة إلى ضرورة الامتثال الكامل للقانون الدولي بما في ذلك الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1624 الذي يطالب جميع الدول بمنع التحريض على الأعمال الإرهابية. وأكد د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، خلال مشاركته في فعاليات منتدى "أسبن" للأمن والذي يعقد سنوياً في ولاية كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة 19-22 الجاري، بحضور نخبة من صناع القرار وكبار المسؤولين في العالم، ومسؤولي الأمن الداخلي والاستخبارات والدفاع والخارجية، إلى جانب لفيف من رؤساء الشركات الصناعية متعددة الجنسيات والمصارف، وقادة الفكر والإعلام ومراكز الدراسات المرموقة، بهدف مناقشة أبرز قضايا الأمن العالمي، وتحديد مسارات الاتجاهات الدولية خلال الفترة المقبلة، أنه لا يمكن القبول إطلاقاً بزعزعة استقرار المنطقة أو السماح بتقويض أمن الدول أو التدخل في شؤونها الداخلية، فلا مهادنة ولا مجاملة في قضايا الأمن مع أي أحد، ومن ينظر إلينا بعين سوء سوف نفقأ له الاثنتين، موضحاً أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة لمواجهة التحديات القائمة بحزم وحسم، وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. وشدد في كلمته على أهمية دور مراكز الدراسات الاستراتيجية في رصد وتحليل مستجدات وقضايا الأمن، واقتراح الحلول الملائمة بما يخدم الاستقرار العالمي. وقال إن منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى الاستثمار الدائم في ثقافة السلام، والعمل على تعزيز الرخاء والتنمية المستدامة، مشيراً إلى أن البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى تقدم تجربة نهضة عصرية، ونموذجاً إصلاحياً شاملاً أثبت نجاحه وقدرته الفائقة على التطور وتحقيق التوازن والتقدم المنشود. وأشار إلى أن البحرين تتطلع إلى المستقبل بخطى ثابتة وواثقة في ظل رؤية البحرين الاقتصادية 2030، وما حققته حكومة المملكة من نجاحات تنموية مشهودة وفق المؤشرات والتقارير الدولية. كما تناول د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة جهود البحرين في حفظ الأمن الإقليمي، مشدداً على ضرورة بناء منظور دولي شامل لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتجفيف منابعه ومصادر تمويله، وملاحقة الفكر الثيوقراطي، مبيناً أن التدخلات في الشؤون الداخلية عبر دعم الإرهاب تعد من أبرز التحديات التي تواجه المنطقة وتهدد استقرارها، لذلك يجب على المجتمع الدولي وقف تلك التدخلات بكافة أشكالها باعتبارها النقطة الحاسمة في مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب. وأكد أن دول التحالف الرباعي هي دول محبة للسلام وتحرص على وحدة الصف والكلمة، مبيناً أن مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، ومكافحة الإرهاب وتمويله والتنظيمات التي تعتنق أفكار التطرف، هي مرتكزات محل إجماع العالم، وأي خروج عليها يمثل انتهاكاً صارخاً للمواثيق والقرارات الدولية، وخروجاً على الثوابت المشتركة والمبادئ الخليجية والعربية والإنسانية. وأضاف أن جميع التدابير الدبلوماسية والاقتصادية التي تم اتخاذها تتفق تماماً مع القانون الدولي والإنساني، حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة بأسرها، وذلك لمصلحة الجميع بما فيهم قطر.