دخل مجموعة من الشباب البحريني المميز مشروع «برنامج تدريب الطيارين» تحت رعاية أكاديمية الخليج للطيران بالتعاون مع أحد البنوك الداعمة للمشروع والذي أعطى قرضاً لدراسة هؤلاء الطلبة وذلك بمبلغ 50 ألف دينار، على أن تتكفل إحدى الجهات الرسمية التي قدمت كل الدعم لهم بتسديد الأرباح للبنك والبالغة 10 آلاف دينار. حسب المشروع «تتكفل أكاديمية الخليج للطيران بالترتيب مع أكاديمية أوكسفورد للطيران ببريطانيا من حيث المتابعة للدراسة هناك والتي تعتبر اليوم أعرق أكاديمية طيران في العالم. تشمل الدراسة الامتحان النظري فكانت مقابلة القبول مع طيارين بريطانيين عريقين في مجال الطيران. كانت المنافسة شديدة جداً والقبول صعب للغاية. تم قبول الطلبة لتميزهم، وانتظموا في دراستهم كل طالب حسب دفعته. بداية كانت الدراسة نظرية لمدة 7 أشهر وتحتوي على اختبارات نظرية من سلطة الطيران البريطانية الأوروبية ونجح جميع الطلبة باقتدار. انتقلوا بعد ذلك للتدريب العملي والطيران في ولاية اريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، وهناك نجح الجميع وحصلوا على رخصة الطيار التجاري، ثم عادوا إلى بريطانيا للتدريب المتقدم وحصلوا على أفضل رخصة طيران في العالم حسب تصنيف سلطات الطيران العالمية وشركات الطيران في أرقى دول العالم. تخرج هؤلاء وعادوا إلى البحرين بعد إتمام المهمة بنجاح.

تم توظيف غالبيتهم بعد انتظار طال وبعد أن ذاقوا الأمرين عبر مجموعة من شركات الطيران وعلى دفعات. من بقي منهم ممن لم يوظفوا كانوا نحو 12 طياراً. هؤلاء دخلوا في أكثر من اختبار لتحديد مستوياتهم عبر شركة «طيران الخليج» واجتازوا الامتحانات بكل ثقة وقوة لكن الشركة أخبرتهم أنهم رسبوا في الامتحانات عدا شخصين فقط، مع العلم أن من قام بمقابلتهم أكد لهم حتى قبل خروجهم من قاعة الامتحان أنهم نجحوا وبامتياز كذلك!

المؤسسة الرسمية التي قامت بدفع أرباح البنك الخاص بالمشروع كما تعهدت لهؤلاء الشباب بدفع رسوم التدريب شريطة أن يحصلوا على شركة توظفهم، بل قامت هذه المؤسسة الرسمية مشكورة بدفع نصف القرض لتيسير عملية سداد بقية القرض للبنك ومراعاة ظروفهم المعيشية والإنسانية باعتبارهم عاطلون عن العمل.

لكن وبعد تأخر توظيفهم، ها هو البنك يطالب هؤلاء الشباب البحريني المميز بدفع مبلغ القرض الخاص بدراستهم، ولأنهم لم يوظفوا ولديهم أسر والتزامات مالية وأسرية قاهرة قام البنك مشكوراً بمراعاة ظروفهم وإعطائهم فرصة أخيرة لكي يقوموا بتسديد ديونهم لكن دون جدوى.

يقول أحد هؤلاء الشباب «لقد رفع البنك قضايا جنائية ضدنا بسبب الكفالة وتم جرجرتنا لمراكز الشرطة بسبب شيكات من دون رصيد وكأننا مجرمون حتى أننا اليوم لا نستطيع استصدار شهادة حسن سيرة وسلوك. بعض الطلبة منا تم حجز وتجميد حساباتهم هم وأهاليهم بأمر من المحكمة كي يقوموا بدفع الأقساط. البنك سحب بعض القضايا عن بعضنا بعد تدخل إحدى المؤسسات الرسمية وتعهدها بدفع نصف مبلغ القرض على جميع الطلبة. مازال البنك يلاحق الطلبة لتسديد النصف الثاني من القرض. اليوم لا نستطيع الدفع بسبب ارتفاع الأقساط والتي قد تصل إلى أكثر من 1000 دينار شهرياً. حالياً نحن في وضع لا نحسد عليه بحكم انتهاء رخصة الطيران لدى البعض وصعوبة التجديد من ناحية التكاليف المادية -تقريباً 3500 دينار- للتجديد، كما أننا لا نستطيع دفع الأقساط المتراكمة والمتأخرة، بل أن سمعتنا في كافة البنوك قد تشوهت لوجود القرض بالكامل مع الأرباح في نظام «البنفت»، كما أننا لا يمكننا التقدم لأية خدمة بنكية، سواء كان ذلك قرضاً أو لأجل الحصول على البطاقة الائتمانية وحتى بعضنا لا يستطيع الحصول على خدمة السكن الاجتماعي بسبب هذه المشكلة.

نحن هنا اليوم ومن خلال المسؤولية الوطنية نوجه خطابنا للشركة الوطنية الوحيدة «طيران الخليج» بتوظيف هؤلاء الفتية الذين دفعت لهم الدولة من خزانتها الملايين لأجل أن يراهم الوطن يرتدون بدلة «الكابتن» وإذا بهم يرون أنفسهم خارج حسابات التوظيف بل خارج حسابات الوطن وبصورة مذلة. نحن نطالب «طيران الخليج» أن تتعامل مع توظيف شبابنا من الطيارين بطريقة احترافية فيها الكثير من الاحترام لكودارنا الشابة، ولا ننسى جميعاً كيف أن الحكومة الموقرة ضخت الملايين في خزانة الشركة لأجل هذا اليوم ومن أجل أن تنهض الشركة من أزماتها، لكن مع الأسف وجدنا أن الشركة تقوم بتوظيف طيارين أجانب من كل أصقاع العالم تاركة خلفها الطيار البحريني المميز وهو يلاحق أقساطه في المحاكم، كما نلقي باللوم الأول على أكاديمية الخليج للطيران التي بدأت بالمشروع وشجعت الطلبة حتى تخرجوا ثم تخلت عنهم وقت التوظيف بشكل غير مسؤول. أخيراً يوجه هؤلاء الطيارون مناشدة عاجلة لسمو ولي العهد راعي المشاريع الشبابية الأول في البحرين لأجل إيجاد مخرج لأزمتهم عبر توظيفهم بشركة طيران الخليج التي مازالت تتهرب من توظيفهم.